في البدايه كانت مهنة بيع السكاير المدخل إلى العيش والحصول على لقمة العيش بشرف وبسهوله.
ثمَ توالت الأعمال بعد ذلك، عامل في فندق…صانع …حلاق…عامل بناء… من بيت الى بيت ..من خربه إلى مدينة كبيرة، صباغ ابواب وشبابيك، ثم غرف نوم…تطور سالم في عملهِ شيئاً فشيئاً فأذا بهِ يجيد كل فنون العمل وتمكن من سياقة سيارة الحمل وتشغيل الخباطه .
وحين يحصي ايامه، لا يجد غير زوجته ..بهيه.. التي هي مثلهُ تقاسمهُ متاعبهُ ، مع انهُ منعها من العمل في البناء بعد أن تزوجها ، الا انها مازالت تلك المرأةُ ، النحيله ، اللاواعيه، أذ هي لا تدرك في حياتها شيئاً ، وفوق ذلك غالباً ما يبدو عليها الإرهاق والتعب ، واحياناً المرض.
بهيه… تنحدر من أسرة عامله رجالاً ونساء ، يمتهنون أعمال البناء والبيع، وحين التقى بها سالم أحد الأيام من شهر آب فوق سطح بيت جديد ، وتبادلا النظرات حتى ظلت صورتها عالقه في دماغه ..فتاة حنطيه صغيره..، تلتف خجله بملأءتها ، ولم يدرك هل هو الاعجاب أو الشفقه.
تحيات لكم ولدوركم الكبير في نشر الوعي الثقافي والأدبي في بصرياثا الرائعه برئاسة الأستاذ عبد الكريم العامري .