تَتْقَلَبْتْ فِي فِرَاشِهَا كَالْمَحْمُومَةِ فِي مُحَاوَلَةٍ لِلنَّوْمِ .. عَبَثًا تُحَاوِلُ فَرَأْسُهَا يَكَاد يَنْفَجِرُ مِنْ كَثْرَةِ اَلتَّسَاؤُلَاتِ وَالْحَيْرَةِ وَعَلَامَاتِ اَلِاسْتِفْهَامِ اَلَّتِي رَاحَتْ تُحَاصِرُهَا بِغَيْرِ رَحْمَةٍ .
تُضِئْ اَلْأَبَاجُورَةُ اَلْمَوْضُوعَةُ عَلَى سَطْحِ اَلْكُومِيدِينُو . تَزْفِرَ بِضِيقٍ مَمْزُوجٍ بِقِلَّةِ اَلْحِيلَةِ . تَبْكِي وَدُمُوعَهَا تَهْطِلُ عَلَى خَدَّيْهَا كَالْمَطَرِ . . . تَحَدَّثَ نَفْسَهَا وَهِيَ تَخَبُّطٌ بِيَدِهَا عَلَى اَلْفِرَاشِ : مَا اَلذَّنْبُ اَلَّذِي اِقْتَرَفَتْهُ لِكَيْ تَجْرَحَنِيَ وَتَتَزَوَّجُ بِأُخْرَى ؟ اَلْيَوْمُ حَلًّا بِعَيْنِكَ غَيْرِي بَعْدَمَا قَضَمْتُ شَبَابِيٌّ وَعُمْرِيّ أَيُّهَا اَلْخَائِنُ .
تُغَادِرَ اَلْفِرَاشَ وَهِيَ تَرْتَجِفُ وَتَبْكِي . . . تُضِيءَ اَلْغُرْفَةُ … تَفَتَّحَ خِزَانَةَ اَلْمَلَابِسِ ..َتفرُّغِهَا أَرْضًا . . . تَبَعْثَرَ مُحْتَوَيَاتِهَا .
تَزْفِرَ غَاضِبَةً وَتَجْثُو عَلَى رَكْبِيتْهَا . . . تَصْطَدِمَ يَدَهَا بِالْبُومِ صُوَرِهَا . . . تَفْتَحُهُ . . . تَمُرَّ بِيَدِهَا عَلَى صُورَتِهَا وَهِيَ بِفُسْتَانِ اَلزِّفَافِ . . . تَشْعُرَ بِالِاخْتِنَاقِ يَمْتَلِكُهَا . . . يَزْدَادَ بُكَاؤُهَا وَشَهِيقَهَا وَهِيَ تَنْظُرُ لِصُوَرِهَا مَعَهُ . . تُمَزِّقُهَا وَهِيَ تَصْرُخُ بِهِسْتِيرْيَا : خَائِنٌ . خَائِنٌ . تَحَضُّرُ مِقَصًّا تَمَزَّقَ مَلَابِسَهُ بِقَسْوَةٍ وَهِيَ تَتَخَيَّلُهُ بِدَاخِلِهَا.