مضى أسبوعين كاملين ولم يتصل بي قادة الميكانيكي، وهذا ليس من عادته، إذ تعودتُ أنا وكثير من زبائنه إذ استغرق إصلاح السيارة وقتاً طويلاً فإنه لا يتجاوز الأربعة أيام لذلك كنا نحبه ونمدحه دائماً!
وهو زيادة على ذلك ميكانيكي ماهر متمكن في حرفته…
وفي الصباح توجهتُ الى ورشته ، وجدتها مغلقة غير أن جدرانها الأمامية سوداء وكأن حريقاً شب في المكان ..
أخبرني أحد الجيران الذي يعرفني زبونا دائما لقادة أن لُّهبا انفجرت فجأة في الورشة ، وجاء رجال الحماية المدنية مسرعين فأطفئوها غير أن سيارتين من سيارات الزبائن تفحمت …
تسارعت دقات قلبي …. سيارتي!
وأسرعتُ الى المستشفى ….
وقت الدخول على المرضى والمصابين لم يحن بعد ، وأمام بوابة المستشفى لمحت بعض زبائنه الذين أعرفهم يثرثرون ويستعملون أيديهم أثناء الحديث وبين الفينة والأخرى يتطلعون الى السماء…
الأكيد أن كل واحد منهم مثلي يتمنى ويدعو الله أن لا تكون سيارته إحدى السيارتين !…