زلالٌ على وشم الصداقة الأَوْلى ، زلالٌ على رفقة الطريق الأشهى وعلى الرفيقين الأوفى . كلنا ياصديقي إذا ما أردنا الإنزياح وفق القول ( أتحسب نفسك جرما صغيرا وفيك انطوى العالم الأكبرُ) . هنا لا أرى معنىً لهذا ، لضيق آمال الحياة فكلنا أجساد هاوية عبارة عن كتلة من اللحم وسط ملايين السابلة ومن الممكن أن تنتهي صلاحيتها للعمل فتحولنا الى هشاشة إذا ما دهسنا حمار على سبيل الإفتراض فينتهي الشعور ويتجمد الإحساس ويُغلَقُ الفم عن الكلام هذا الذي ياما وياما ، ويا ياما تشبع بالتقبيل والإمتصاص والثرثرة والقيل والقال سيّان . ولازال العالم حتى هذا اليوم تحت الثأرية والإنتقام ، مثلما قالها الشيوعي (جاك لندن) في روايته الشهيرة نداء البرية ( أما تـَقتِل أو تـُقتل فإظهار الرحمة ضعفا ) . لكننا ياصديقي نجاهد أن نكون ضمن القصة اللطيفة التي يتلوها الهواء فنشم عبيرها ونفهم معانيها وإذا ماعصفتنا فلابأس فليس هناك من ألم كتلك الآلام التي مست شعورنا وعظامنا في السجون الصدامية المريعة . ومهما يكن من امر نبقى للحب هذا الذي أحيانا كلما اعطيناه أوتار قلوبنا يصفعنا بها وكلما ركعنا تحت قدميه يركلنا ، لكنه الأجمل في هذا الوجود وعلى وجه الخصوص حين تنبعث منه ضحكة في الغرف المظلمة فيروقنا وترق قلوبنا وتطيب رغباتنا. وأعتقد ياصديقي من انَ الحلم لن يدنو الينا بل يجب أن نسعى إليه ولذلك بقينا أكثر من أربعين عاماً من الفراق القسري وأمراض أوطاننا حتى سعينا والتقينا فوجدتك بروحية ذلك الطالب الجامعي والشيوعي لكن الفرق هنا أصبحت شيخا لعشيرتك وعلو مقامك ومامن تغيير على روحيتك النضالية التي نذرتها ووضعتها على كفوف راحتيك من أجل التغيير . نعم حصل التغيير لكن الحلم الأرقى بقي عصياً على المنال فمازال الطريق أشواكا ولايمكننا وفق المثل العربي (لايمكنك أن تجني من الشوك عنباً) . وفي ألأخير ياصديقي الحميم أقول : مازالت الصرخات في أفواهنا فمن يوقفها ؟ .
هاتف بشبوش/ شاعر وناقد عراقي