حوار مع القاص زيد الشهيد
*القلم والورقة سيكونان مواداً متحفية تعرض في متاحف الأجيال القريبة القادمة
*القديمُ خزيننا الذي نعتمد عليه في تعاملنا اليومي مع الجديد
*عندما اقرأ للآخرين وحتى الكبار لا أجد أنهم يفوقونني في الكتابة أسلوباً وتصويراً ولغةً
قادم من عمق حضارة وادي الرافدين، من متون المسلات وذاكرة الاساطير ، مشبع بكل ماتوحي به هذه التفاصيل من أبعاد معرفية وثقافية، هادئ جدا.. يخفي خلف هدوئه فعلا ثقافيا كبيرا يستند على وعي عميق وادراك حي ضمن فلسفة تماه تسبر أغوار المعرفة لتتبدى عوالم من الفكر والثقافة متجسدة في اجتراحات مبدعة، وفي الوقت الذي يراهن فيه الكثيرون على وجوب الاستناد الى ثبوتية الموروث ينبثق هو عن تأملات وتصورات تؤسس للحديث بمعناه الحقيقي والجدي المرتهن الى عقلانية فذة، إنه القاص والروائي والناقد العراقي زيد الشهيد الذي التقته وكالتنا فكان هذا الحديث:
– هل استطاع القاص العراقي أن يستوعب يومه السريالي ليترجمه إلى موضوعات قصصية ترقى إلى مستوى إدهاش الواقع ؟
أنا لا أرى من رسالة يحققها الأدب إلا أن تكون راصدة للواقع ومؤرخة له . وليس من تاريخ للشعوب إن لم ترصده الثقافة ويحفر وجوده الأدب على صوان الزمن . لا اكتب سرداً هلامياً عائماً .. وأُدين مَن يهرب عن تأرخة المعاناة المتجسدة في الواقع فيذهب للكتابة عن تلٍّ تاريخي يثير اهتمامه أكثر من لوعة أم ثكلى ، أو يتعامل مع لقية تعود لعصرٍ ما ليجعل منها موضوعاً تاركاً التعامل مع همّ العراقي المأساوي الحافر في قلب الألم . طيلة سني الحصار والعراق كان مسحوقاً لم أر من كتب عنه وصور معاناة شعبه اليومية التفصيلية . لذلك عندما كنت اكتب عن تلك المعاناة بدوتُ كمن يحلَّق خارج السرب . وحتى الصحف العراقية نشرت لي عدد من القصص باستحياء وبحروف صغيرة كما أتذكر ذلك الوقت واستطعت في ما بعد نشرها في مجموعتي ( حكايات عن الغرف المعلقة ) ، كما أرخت لحرب تحرير الكويت وضرب جسر السماوة المكتظ بالعابرين ومعهم العائلات التي كانت تتخذ من ضفتي الفرات أماكن لغسل الأواني والصحون والملابس بعد أن حُطِّمت البنى التحتية للمدينة وقطعت عنها الكهرباء بالكامل في العام 1991 .
إن الواقع العراقي بطبيعته مأساوي يستحق الكتابة عنه بغزارة سواء عن زمن النظام السابق أو في ما بعد سقوطه عندما بدأت الهجمة الإرهابية المنظمة عبر الحدود دخولاً لغرض تدمير العراق وتحطيم تجربته الديمقراطية وتحويله شراذم جغرافيّة واجتماعية . الواقع العراقي بكل محمولاته الثقيلة من الألم والعذاب تشكّل مادة مهيأة للكتابة ستؤرخ لحياة أناس سيقول عنهم قراء ما بعد عشرات السنين كيف تحمَّل ذلك الشعب ثقلَ الهول من مرارة وعذاب ودماء ؟
– العلاقة بين القديم والجديد علاقة إشكالية .. الى أي مدى استطاع القاص العربي أن يؤثث لعلاقة تواصليه مع هذا الشأن ، أم القطيعة سمة النص الناجح بالضرورة ؟
القديمُ خزيننا الذي نعتمد عليه في تعاملنا اليومي مع الجديد . منه نستمد ثراءنا اللغوي وعليه نتعرف على طريقة تفكير من سبقونا في الكتابة ومواضيع كانت تثير ذائقتهم في أزمانهم فكتبوها وكتبوا عنها . وأنت تعرف انك إذا أردت أن تتعرف على طبيعة حياة أية امة اذهب الى تدويناتها المتبقية من أناس ماتوا فخلّفوا ، وليس من أناس ماتوا فتطايروا في هُباب العدم . لقد غار الشاعر ادونيس في بطون الثقافة القديمة واستطاع بنجاح إعادة كتابة من سبقونا من فلاسفة وأعلام أدب وخصوصاً ابن عربي الذي أعاد إحياء تدويناته المهمة في الفلسفة والشعر . لكن لا يجب النظر إلى القديم على انه مقدس . بل محصلة الحياة الموضوعية تقر أن العقل البشري في تغير نحو إطلاع أوسع وإدراك اكبر . ومن هنا أقول بديهياً أن صاحب المعرفة الآن هو أكثر فهما وإدراكاً ومعرفةً من السابق القديم مهما حسبنا ذلك السابق عبقرياً وثاقباً ، بحكم أحوال متعددة لعل منها أن مفكر الزمن القديم يمثل زمنه ويعبر عن محيطات حيثيات يومه . وذلك اليوم بالتأكيد لا يشبه يومنا الحاضر . لذلك لا يجب أن نؤلّه القديم ونعتبره سنَّةً ليومنا الحالي . هذا تجاوز على الحقائق وإقرار باستاتيكية التفكير . وهذا هو الذي جعلنا كعرب ومسلمين نتخلَّف عن الأمم الأخرى حيث تعلِقُنا بالقديم يصل حدَّ التقديس ، وهي طامة كبرى أكلت على الأمة زمنها الذي يفترض أن تسير فيه مع ركب باقي الأمم حضارياً ومعرفياً .
– تكاد ثيمة الايروتيكا أن تكون ركيزة مهمة في الاشتغال الأدبي حالياً ( خارج إطار التابو ) ، برأيك ما سر هذا الحضور الفاعل الذي تسجله النصوص التي تشتغل على هذه الثيمة ؟
لا أجد ما يثير الانتباه في موضوعة استخدام ثيمة الايروتيكا في الاشتغال الأدبي فهي منحى من مناحي متعددة تدخل في الأدب كون الايروتيكا واحدة من سلوكيات إنسانية يعيشها ويمارسها في عصر يحقق تحولاً هائلاً في انتقالته العصرية واقصد به العصر الرقمي الذي تغدو الايروتيكا فيه ممارسة لا تشكل عبئاً على ذاكرة واهتمام وسلوك الإنسان المعاصر . المشكلة يا صديقي عندنا نحن المجتمع العربي والإسلامي هو الانشداد بعنف إلى الماضي وما التهيب من الايروتيكا إلا واحدة من التابوات الثلاثية التي شكلت من محرّمات المثقف الذي لا يجب الخوض فيها فهي ثلاثية تشكل خطاً احمر ، وهذه من معوقات تقدمنا ولحاقنا بركب الحضارة الإنسانية التي خلفتنا وراءها لأننا لم ندرك نتائج توسع الهوة مع الآخرين ولم نركب قطار الحضارة المنطلق بسرعة هائلة نحو اقيانوسات النور . لذا أرى استخدام الايروتيكا في الاشتغال الأدبي هو احد وسائل رفض الماثل واحتجاج مبطَّن ضد التابوات العديدة التي تنتصب للمثقف العربي من اجل إعاقته وجعله يساير الأنظمة التي تجاهد بكل امكانياتها المادية والإعلامية من اجل إبقائه والمواطن تحت ثقل كفها الجامحة .
– زيد الشهيد حظيت إصداراته بعناية خاصة من لدن النقاد والدارسين ، الى أي مدى استطاع النقد أن يواكب ما سعى الشهيد لقوله عبر قصصه واشتغالاته ؟
لا أخفيك أن أعمالي في مختلف الأجناس الأدبية سواء على مستوى الرواية أو القصة والقصة القصيرة جداُ والشعر أثارت اهتمام النقاد والقراء ، وكتب عنها الكثير وهي مسيرة أجدها صحية طالما هي تستفز ذائقة القارىء وتثير لديه الأسئلة . والنقد اليوم هو عملية إنتاج نص موازٍ للنص المقروء . وسعي الناقد الى تناول مادة قصيدة يجدها مهمة ومؤثرة يعني رغبته في إنتاج نص نقدي يوازي بقوته وتأثيره النص المقروء . ومن هنا أجد أن النقد مهمٌ جدا للكاتب ، ولا أُؤيّد مَن لا يحتفون بالقراءة النقدية من هذا الناقد أو ذاك حتى لو جاءت هذه القراءة لا تتوافق ورغبة منتج النص . لقد قرأ احد النقاد الشباب روايتي ( سبت يا ثلاثاء ) وعدَّها من مدمرات الأدب السردي وقال أن على زيد الشهيد أن يترك الكتابة الى الأبد في حين عدَّها ناقد أكاديمي من الخطابات الروائية المهمة التي ينبغي أن تُدرَّس لطلبة قسم اللغة العربية في الجامعات . وبمقدورك أن تلاحظ التفاوت الصارخ للرأيين النقديين . ومثل هكذا آراء تُطرح وبحالة تطرفية توحي لك أن العمل المنتج أثار الاهتمام ودخل حلبة التناول الجاد . ناهيك عن دراسات عديدة وقفت لصالح الرواية رغم صعوبة أسلوبها وطريقة طرح الأحداث حيث عملت فيها على تهشيم الهيكل التقليدي للرواية وفتَّت الزمن واشتغلت على استرجاعات وتداعيات واستخدامات كثيرة في الجناس والطباق والاستعارات وغيرها .
– رغم أنها ما تزال تسعى الى اكتساب هويتها ، عمد زيد الشهيد الى كتابة مجموعة من القصص القصيرة جداً وأصدرها في كتاب ، هل هي اجتراح باتجاه تعضيد هذا المشاكس ، أم هو حضور تفرضه راهنية التلقي ، أم ماذا ؟
لا شك أن القصة القصيرة جداً حققت حضوراً فاعلاً في الساحة السردية العراقية والعربية منذ تسعينات القرن الماضي وصارت تنافس القصة القصيرة التي ولدت من رحمها ، بل اجزم أنها شرعت تزيح القصة القصيرة لصالحها . تساعدها في ذلك المواقع الالكترونية التي باتت تتناسل فتتلقف القصة القصيرة جداً كونها المناسبة لسرعة الزمن الذي وجدنا أنفسنا نركب قطار انطلاقته . ولقد أشرت إلى هذا في دراستي عن القصة القصيرة جداً التي قدمتها في ملتقى السياب الخامس في البصرة الذي انعقد في 26/12 /2008 ، وقلت فيها أيضاً أنَّ ما ساعد على انتشار هذا النمط السردي هو إعطاء هامش التعليق الذي يُترك للمتلقي للتعبير حال الانتهاء من قراءة القصة القصيرة جداً ، فمثل هذا التعليق يشكل محفّز مؤثر في ذات منتج هذا النوع من السرد في حين تقل التعليقات في القصص القصيرة المنشورة في هذه المواقع وتكاد تنعدم حين ينشر فيها فصل من رواية .
لذا لم تعد القصة القصيرة جداً مشاكسة بقدر ما صار وجودُها والكتابة بها والتعامل معها أمراً واقعاً لا يمكن التجاوز عليه وتهميش تأثيرها ومفعولها .
– أنت غائب عن المسابقات والجوائز التي يتبارى الكتاب في الحصول عليها عبر مشاركاتهم ، ما سرّ ذلك ؟
في الواقع لست أنا الغائب لكن المسابقات والجوائز لا أسمع بها إلا بعد أن تُعلن . ولا أخفيك سرّاً أنني لا احتفظ بالنص الذي اكتبه من اجل أن انتهز مناسبة لإعلان مسابقة فأطلقه . أنا عندما انتهي من كتابته واعتبره جاهز للنشر ابعثه لكي ينشر لأني اشعر أن النص ينبغي أن يكون ملك القارىء وتسلط عليه القراءة من قبل المتلقي لا يجب أن يبقى حبيس أدراجي .. وشىء آخر هو أنَّ جوائز المسابقات تقتصر على المشاركين الذين يبعثون بنصوصهم ، ونيلهم الجوائز لا يعني أن غيرهم ممَّن لا يشارك لا يستحقها . الجائزة الكبرى أيها الشاعر المثابر هي تلك التي ينالها المبدع من مساحة اهتمام قرائه والمتتبعين لأعماله ونتاجاته .
– ما زالت طاحونة الحديث تدور حول ماهية الجديد الذي نحلم به في جديدنا الأدبي شعراً وقصةً ورواية ومسرح ، ترى كيف يقرأ زيد الشهيد هذا الاشتغال الذي يعده البعض إساءة مضمرة للموروث بينما يعتقد البعض بوجوبيته متهماً الرافضين بالثبوتية والجمود ؟
أنا مع كل حداثة تنقل الثقافة إلى أمام لاحتلال رقعة ثقافية تتوازى ومسار العصر . والذي توخى الحداثة ونقل خطوهُ لا بد أن ننظر إليه باهتمام وندرس تجربته لأن فعله هذا يدل على عدم استاتيكيته ويشير إلى أن فيه قوة متأججة وارهاص لا بد أن يتمخض عن جديد . لذلك أنا لست مع من يكبح كل جديد حتى لو كان الجديد هذا قادماً بانفعال وعلى أرضية مترجرجة ، فيكفيه أنه وضع القدم على مسار متقدِّم وما علينا إلا أن نتحاور ونتساجل من أجل التحرك إلى أمام . يكفيه أنّه أثار انتباه القارىء فهزَّ فيه الكثير بمحاولته التي اعتبرها خطوة إبداعية . والمبدع كما يرى رولان بارت هو ( الذي يهز الأسس التاريخية والثقافية والنفسية للقارىء . ) .
-خلال سنوات من الحفر القصصي والروائي ، ما آخر اكتشافات زيد الشهيد تقانةً وموضوعاً ؟
للحق أقول أننا ندخل العصر الرقمي ونحن نعيش ثورة معلوماتية هائلة ستطيح بكل تقانات الكتابة التي ندونها أو نقتفيها . فتعاملنا مع الشاشة الزرقاء ودخولنا إلى شبكة الانترنيت ولدت لدينا عالماً جديداً من الإطلاع على ممهدات العصر الرقمي وجعلت كأولى ممارسات التدوين هو التخلي عن القلم والورقة لصالح الضرب على أحرف الكيبورد . وظني أنَّ القلم والورقة سيكونان مواداً متحفية تعرض في متاحف الأجيال القريبة القادمة لتقول أنَّ إباءكم أو أجدادكم كانوا يستخدمون هذه الأدوات وسائل للتعبير والكتابة .
هذا على مستوى الرؤية العامة ؛ أما على مستوى الرؤية الخاصة فأني أرى بل أعددت ورقة أقدمها إلى ملتقى القصة في بغداد أعلن فيها موت القصة القصيرة لصالح القصة القصيرة جداً . ابني ذلك على معطيات تسارع العصر واستخدام الانترنيت وانتشار المواقع الأدبية بشكل يفوق التخيل . وفي هذه المواقع تدل المعطيات أن القراء يميلون لقراءة القصة القصيرة جداً في حين لا يقفون عند محطات القصة القصيرة . أما على مستوى النشر الورقي فمن يتابع القصص المنشورة ويجري إحصائية بسيطة سيكتشف انتعاش القصة القصيرة جداً وانحسار القصة القصيرة لانحسار كتابها أو انتقالهم إلى ساحة القصة القصيرة جداً .
من هذه الرؤية ، ومن كتابتي لأربع مجاميع من القصص القصيرة جداً نشرت منها واحدة وسأواصل النشر هذا العام أصدرت مجلة أسميتها ( تراسيم ) وتعنى بالقصة القصيرة جداً انطلاقاً من رؤيتي أن القصة القصيرة جداً هي مشروع كتاب السرد مستقبلاً . وهنا لا يمكن أن اغفل الرواية . فالرواية اليوم في عهد انتعاشها وتشكل المرجع الأساس للغة والأسلوب سيما وانَّ الحداثية منها صارت اليوم وعاءً يستوعب الأجناس الأدبية شعراً ومقالةً ولغة صحفية إضافة إلى لغتها السردية والوصفية .
س : تزدحم الساحة العربية والعراقية بأسماء الكثير من الروائيين والقصاصين ، هل ثمة اسم – اعني اشتغالاً منسوباً لأسم – يطمح زيد الشهيد الى تجاوزه ، ولماذا ؟
أظن أن لكل كاتب في ابتداءات انطلاقته كتّاب كبار يتأثر بهم متابعاً تحركاتهم وإبداعاتهم ، متقصياً دروب لغتهم ورياض أسلوبهم ، ينهل من هنا وهناك مما يتيحه له منهل المعرفة ؛ ثم بعد زمن يجد نفسه قد اختط له أسلوبه وصارت له هوية في الكتابة تمبّزه وتجعل منه كاتباً يقف في مصافي من سبقوه ، وقد يتجاوزهم . فقد قرأت لعبد الملك نوري وفؤاد التكرلي ومحمد خضير كقامات مهمة في السرد العراقي ، وقرأت لنجيب محفوظ ويوسف إدريس ومحمد عبد الحليم عبد الله ويوسف السباعي وغيرهم عربياً مثلماً قرأت لجارلس دكينز وفيكتور هوجو ودستوفسكي وغوغول وشولوخوف وللكسنر دوماس وهمنغواي وشتاينبك وبيرل باك وآخرين عالمياً مع مدٍّ طويل من القراءات جمعت لي خزيناً ثرّاً صار ثروة لغوية وأسلوبية وصورية ، مضافاً لها أيضاً تحصيلي الثقافي من اللغة الإنكليزية حيث درست الأدب الإنكليزي طيلة أربعة أعوام دراستي في قسم اللغة الإنكليزية جامعة بغداد . كل هذا مهَّد لي أن اكتب برصانة وأحاسب نصّي بشدة قبل أن ادفع به إلى النور ليكون تحت أنظار المتلقي القارىء . لذلك ومن فوز لي في القصة القصيرة في المسابقة على مستوى القص في العراق التي أعلنتها صحيفة الجمهورية في العام 1993 وحتى اللحظة أتواصل في الكتابة واعتقد أنني انجح في ما اكتبه . أرى ذلك من احتفاء القراء الذين التقيهم في المحافل الأدبية أو من خلال الرسائل التي تردني مبدية الإعجاب أو مرسلة كتبها لإعطاء رأيي فيها أو تقديم قراءة عنها . ومن هنا اشعر أنني لا احتاج لأن أتجاوز أحد . ولأقولها صراحةً عندما اقرأ للآخرين وحتى الكبار لا أجد أنهم يفوقونني في الكتابة أسلوباً وتصويراً ولغةً إن لم أقل أنهم يتوازون معي أو أنا أتوازى معهم .
– في الختام ، ما الرسالة الذي يود زيد الشهيد إيصالها بسرعة الى جهة ما أو شخص ما ، أو نص ما ؟
أحب التوجه بالشكر إلى دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد التي أولت اهتماماً خاصاً للمبدعين المؤثرين في الساحة حيث كنت واحداً ممن نال هذا الاهتمام عندما أصدرت لي الدار كتابي ( من الأدب الروائي ) وهو كتاب احتوى دراسات في الرواية العالمية والعربية والعراقية وإتباعها تقليداً جديداً بتخصيصها يوماً احتفائياً بتوقيع عشرة كتب من إصداراتها – كان كتابي المذكور احدها – حضرها المؤلفون وحشدت لها وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة ، وهو تقليد جديد ومحفز للكاتب على الاستمرار في العطاء . وأود أن اشكر الشاعر نوفل أبو رغيف مدير دار الشؤون الثقافية العامة على هذه الالتفاتة داعياً إياه برجاء تجاوز قرار منع طبع كتاب آخر للكاتب إلا غب مرور عامين وإنما يؤخذ الطبع على أهمية المطبوع . كما أتوجه إلى وزارة الثقافة والفنون برجاء أن تضع مشروع طباعة للكتاب يستطيع من خلالها الكاتب نشر إبداعه وإيصاله إلى المتلقي المتطلع إلى الكتاب الجديد الذي يتعامل محتواه مع معطيات زمن القراءة .
كما أشكرك أخي الشاعر عمر عناز على إتاحة هذه الفرصة التي تحدثنا بها وجهاً لوجه في همومنا الأدبية اليومية .
وهكذا يظل الحديث الى زيد الشهيد ضربا من الترحال في متون سِفر ثقافي ومعرفي لمتصفحه نكهة البقاء على قيد الكلمة.
المصدر:وكالة أنباء الشعر العربي