يومُ جميلةُ يحلُّ على عدنانَ، والامواجُ تتراقصُ امامَهُ كانَ هديلُ الْبحر قدْ اذهلَ سمعه صخبُ، واصواتُ تتكرر نزلَ مع اخيهِ واخته إلى الْقواربِ مع أمّهِ وابيه ذلكَ إنّهُ صوّتَ بقرارِ الذَّهاب بسفرة بحريّةٍ في الْقاربِ، وهوَ ينظرُ إلى الاُفقِ.
بدأ عدنانُ يرفعُ الْماءَ بيديهِ، كانَ اخوه كلّما أراد انْ يقبضَ على الْماءَ إنفرجتْ اصابعُهُ وبدت يدهُ فارغةً إلأّ إنَّ عدنانَ يستغلُّ ذلكَ ليزيدَ منِ الرَّشقاتِ ويحوّل بعضها إلى اختهِ. ضحكوا من اللَّعبةِ التَّي دخلوا بها. فتحَ ابو عدنان فاهُ يردُّ على ابنتهِ قائلا: انظري يا ابنتي هذا الْبحرُ فيه منِ الاْحياء الكْثير امثالَ الثَّديّاتِ كالْحوت، والدَّولفين، والاْسماك التّي تسكنُ فيه.! ردّ عدنانُ على ابويهِ قائلاً:كيف تعيشُ السَّمكةُ معَ الحوتِ.؟ كانتِ الْموجةُ الْمائيّةُ قد إقتربتْ منهم بقوّةٍ، وهم ينظرونَ إلى ملابسهم وقد تبللّتْ.
_ قالَ ابو عدنان : افهمْ يابُني إنَّ الاْسماكَ تجمعُها الاُلّفةُ، والتَّضحيةُ مثلَ حياتِنا،؛ فبعضُ الاْسماكِ تحتمي عندَ الدَّولفين حتّى لا تأكُلها اسماكُ الْقرشِ، وهناكَ الاْسماكُ السَّامةُالتّي تقتلُ عندما تُلامسُ اصابعَ منْ يقتربُ منها.! كانت البواخرُ تصدرُ اصواتاً في الْبحر. وهنا قال اخو عدنان هل توجدُ اسماء أخرى الاْسماكِ.؟ توقفّ ابوهُ لحظةً لِيُشعلَ سيجارتِه أجاب بعدها: نعم فاسماءُ الاْسماكِ قريبةُ منْ اسماء الْحيوانِ، والطَّير، فهناك سمكةُ الّحصانِ، وسمكةُ الْببغاءِ.! إستغربَ عدنانُ حينما سمِعَ هذهِ الاْسماكَ، وهو يضحكُ ليقولَ:
_ كيفَ يكون ذلكَ يا أبي.؟ كانتْ امّهُ تنظرُ إليِهِ مثلَ طالبٍ في الصَّفِ يسالُ كثيراً، و تعجّبتْ اختُهُ من اسئلتِهِ.!
_قالَ الابُ :هذه الاْسماءُ تُطلقُ على الاْسماكِ لصفةٍ، او ميزةٍ ظاهرةٍ عليها، فهذه سمكةُ الدّيكِ التّي يُغطَّيها الشَّوكُ قدْ تكونُ خطرةً غير الدَّيكِ في صوتِهِ، وجمال ريشِهِ!
_ردّ عدنا:ولكني لم اقرا، او اسمع عن ذالكَ.!
_الاْب:حينما أظهر الصَّيادونَ مهارةً في صيدِ الحْيوان الْبحريّ الاْطوم يبدو شبيهاً للخروفِ في لحمهِ جعلهمْ يطلقونَ عليهِ هذهِ التَّسميةَ.!
_قال عدنانُ: واينَ يعيشُ هذا الحيوان البحريّ يا أبي.؟
قالَ الاْبُ:إنَّ الاطومَ يتواجدُ في الْخليجِ الْعربيّ، و الْبحر الاْحمر منْ مياهِنا الْعربيّة؛ وهوَ ثروةُ كبيرةُ في الْبحارِ يجبُ الْمحافظةُ عليها.
إقتربَ الْمركبُ إلى حافّةِ الْوقوفِ. نزلَ وشدّ الْمركبَ بالْحبلِ. نزلتْ عائلةُ ابي عدنانَ بعدَ يومٍ جميلٍ، وسفرة جميلٍة.