مازالت الصحف تهمي بعناوين عن غياب بطل حلقاتي المسلسلة بالتلفاز وأن جموع الناس مستاءة من اختفائه فجأة
لقد ارتبطت به مشاعر كل من شاهدوا المسلسل لذا كانت صدمة اختفائه قوية لم يدر الكل أن ماتم ليس بإرادة مني لكنه بأمر مباشر من منتج العمل فقد اختلف مع النجم الذي يقوم بالدور على قيمة أجره في الأجزاء الأخيرة بعدما علا نجمه لأقصى حدود الوطن وازدانت بصوره غرف نوم المراهقين والمراهقات وتمنى كل رجل رسمه وسبر أغواره وكل امرأة حلمت أن يتحول زوجها طِبق الأصل منه حاولت مرارا رأب الصدع بينهما لكن لم أفلح وها أنا شخصيا متهم بحقدي على الشخصية وغيرتي منها لذا محوتها من الوجود وجعلتها هباءاً منثورا عانيت من شدة النقد الذي أثقل كاهلي دون ذنب اقترفته وكيف أحقد أو أغار من شخصية أنا أنشأتها من العدم وأبرزتها للوجود جاء تصريح للنجم صاحب الشخصية والمنتج بأنهما على وفاق ولا يوجد خلاف بينهما واللغز كله عند المؤلف بمثابة الشرارة التي ألهبت نار ( الجروبات) على الفيس بوك وصار مطلب إرجاع الشخصية للمسلسل هو ( الهاشتاج) الرئيسي و( الترند) امتلأ الميدان بالجموع الغفيرة حاملين (لافتات) تطالب بالعودة للشخصية بل تعدت للمطالبة بإسقاط رأس الفتنة وهو أنا( المؤلف) وأيضا تقديمه لمحاكمة عاجلة لما أحدثه من توتر للمزاج العام وتكديره لحالة العشق الخفيّ لشخصية باتت مثال للهيام والرقيّ وتعظيم أحاسيس كانت مدفونة تناقلت وسائل الإعلام أخبار الحشود المتراصة بالميدان ليس من أجل لقمة عيش ومساواة بين طبقات دنيا وعُليا أو حتى زيادة برواتب تجابه الغلاء المتنامي يومياً لكنها أتت هنا لكي تعيد شخصية بمسلسل تليفزيوني قام كاتبه بسحبه من الأحداث وأيضا الإطاحة بذلك الكاتب الغاشم مغتصب الفرحة لم تجد السلطات سبيلأً للتهدئة إلاّ الخضوع لتلك المطالب وأصدرت قرارتها-ولأول مرة تقوم السلطات بالتدخل في أمور الإعلام وما يعرض للجماهير فهي تعطي الحرية للجميع في إبداء آرائهم ولكن ما باليد حيلة بهذه الحالة-
القرار الأول: عودة الشخصية للمسلسل كما كانت
القرار الثاني: تنحية المؤلف عن كتابة المسلسل نهائياً ومثوله لجهات التحقيق
وهنا انفجر الميدان بالتصفيق الحاد والزغاريد وتلألأت السماء بأضواء الليزر والشماريخ أما أنا فمازلت أنتظر المجهول وأدعو على شخصية جنت على صاحبها.