ولد في مدينة جده لأسره ثرية الأب رجل أعمال لديه العديد من الزوجات والكل يعيش في بيت كبير واسع المساحة متعدد الغرف لكل زوجه دور خاص هو مملكتها وكانت العلاقة بين الزوجات جيدة لأن ثقافة المجتمع تسمح بذلك. تتلمذ علي يد المعلمين المصريين وتأثر بشخصيتهم وأحب مصر من خلال الدراسة فقد كان المعلم المصري النافذة التي تطل منها البلدان العربية علي الشخصية المصرية وقت أن كان المعلم سفيرا فوق العادة لبلاده. نبغ في دراسته حتى أتم المرحلة الثانوية وقرر والده استكمال تعليمه في مصر وأن يدرس التجارة وأداره الأعمال مع بعض كورسات الإنجليزي والكومبيوتر الذي كان حديث العصر وقتها. سافر الابن إلى القاهرة والتحق بجامعة عين شمس ونظرا لأنه من السعودية التي لها مكانة غالية عند عموم الشعب المصري أصبح من أشهر طلاب الدفعة وكون الكثير من الصداقات مع العديد من الزملاء. اتصل به والده الشيخ زبير وأخبره أنه سيأتي إلى القاهرة للعلاج. من الآلام الركبة والمفاصل وطلب منه الحجز عن أمهر أطباء التخصص بعد أن فشلت الوصفات البدوية والأعشاب في علاجه. وصل الوالد إلى القاهرة وبعد العديد من الاشعه والفحوصات والتحاليل قرر الأطباء إجراء جراحة دقيقة في الركبة وبعض الأدوية للعمود الفقري.
أكتئب الشيخ زبير من تقارير الأطباء لأنه يخشى الجراحات كما أن العلاج سيستمر فترة طويلة. حزن الابن نايف علي والده ولمح عادل أحد الزملاء المقربين له هذا الحزن فقد اختفت ابتسامه نايف لم يعد يتنزه معهم كعادته. اخبره نابف عن حاله والده الصحيه و الالام العمود الفقري و الركب. هز عادل راسه و سأله في خبث هو ابوك متجوز كام واحده قاله اربعه ضحك عادل و قال كويس انه لسه قادر يمشي غضب نايف من هذا المزاح الغير مناسب في هذا التوقيت و لكن عادل استمر في مزاحه قائلا يابني انت ابوك حالته ميئوس منها بس لسه فيه محاوله وأخبره أن الكلية ستنظم رحلة إلى سيوه في أجازه نصف العام ومن الممكن أن يصطحب والده الشيخ زبير معه في تلك الرحلة لعرضه على خبراء العلاج الطبيعي من المتخصصين في سيوه خاصة أن أجازه نصف العام أصبحت بين قوسين أو ادني. عرض نايف علي والده الفكرة فرحب بها وسافر الجميع إلى سيوه. تم عرض حاله الشيخ زبير على أحد المتخصصين الذي وضع له نظاما علاجيا لمده أسبوعين عبارة عن دفن في الرمال وتغذيه معينة ببرنامج مقنن وأوقات محددة على أن يجلس الشيخ زبير في أحد الأكواخ البدائية لتلقي العلاج. تأمل الشيخ نايف وهو يجلس في الكوخ حياته في القصور وزوجاته ومكتبه الوثير والتكييف الرائع وأنواع المأكولات والمشروبات التي كانت تكتظ بها مائدة الطعام لديه وكيف هو الآن في كوخ بسيط وحياه بدائية وحمام بلدي لمده أسبوعين أملا في الشفاء لأن تلك المحاولة هي آخر أمل له وإلا سيكون المشرط هو الحل والجراحة هي العلاج. التزم الشيخ زبير بالتعليمات وكأنه في فرقه صاعقة وكان يشعر بالتحسن يوما بعد يوم. طلب الشيخ زبير من المعالج تليفزيون حتى يقتل به الوقت ولكن المعالج المسمى بالشيخ عثمان ويكني بعثمان ركب. أخبره أن التليفزيون في هذه المنطقة لا يصل إليه إلا القناة الأولى وافق الشيخ زبير وهو يقول علي قوله المصريين أحسن من مفيش وقناه في اليد احسن من الحاوجه لحد.
وأثناء تلك الفترة تابع الشيخ زبير مباريات كرة القدم وأعجب بفريق الأهلي المصري ونجومه محمود الخطيب بيبو والمجرى مصطفى عبده والثعلب زيزو وأصبح ينتظر مباريات ذلك الفريق بكل شوق ويتابعها بكل شغف بل أصبح يقترح علي عثمان التغيرات ومستوي اللاعبين ويتوقع نتيجة المباراة. كما أصبح يردد الكثير من ألفاظ المصريين مثلا طظ عندما لا يعجبه شيء. كانت سيوه مدينة صغيرة بدائية جدا وكأنها سقطت من حقبه الزمن تشعر وأن تعيش فيها أنك منقطع عن العالم. هي العالم بانقي صوره وبراءته من أناس قمة في الطيبة وهدوء بشبه صمت القبور وهواء نقي ليس به عادم أو ميكروب. تحسنت الحالة الصحية جدا لزبير ولم يعد بشعر بأي ألم بل أحس أنه بعث من جديد فبدا في المشي مع أصدقائه الجدد من أهل المدينة وأصبح وزنه مثاليا وياقته البدنية عالية وأصبحت ملامحه تعطيه أصغر من سنه. في آخر يوم في الرحلة ذهب نايف لاصطحاب والده إلى القاهرة وفوجئ وقت المغادرة بتجمع الكثير من رجال المدينة لوداع زبير وكأنه يعيش معهم منذ سنوات أو كأنه من أبناء جلدتهم الجميع يحتضنه ويقبله ويسلم عليه بحرارة وحزن على الفراق.
والجميع يهتف له في دعابة الأهلي حديد
وهو يرد وأنا ركبي حديد
عاد زبير إلى جده وجلس مع مستشاريه لدراسة مشروع استثماري في سيوه وهو إنشاء مركز طبي للعلاج بطريقه أهل سيوه مع مصنع للتمور واخر للعسل و ثالث لزيت الزيتون
وتكون المؤسسة باسم ولاية سيوه
على أن يشيد له قصرا منيفا يصطحب فيه زوجاته الأربع في فترات إجازته الشتوية حيث موعد العلاج هناك.