كان يوسف بعيش أيام الطفولة البريئة في سعادة بالغة حيث كان البنون والبنات يلهون في براءة. كانت أفضل لعبة لديهم هي لعبة عريس وعروسه حيث يختار الأولاد ولدا منهم ليلعب دور العريس أما أجمل فتاة فهي بلا تردد العروسة وباقي الأطفال يشاركون اللعب عن طريق عمل زفه مبهجة وأغان جميلة وكأنها الفطرة في أبسط صورها في علاقة الذكر والانثي. وفي المدرسة تغير الحال حيث وضعت البنات في ديسكات في المقدمة ثم يأتي الأولاد في الديسكات المتأخرة وكان هذا الفصل بين الجنسين جرس إنذار ليوسف وأقرانه أن هناك فروقا بين الجنسين.
وكان عقاب أي ولد يخطئ هو أن يجلس بين بنتين كنوع من الإهانة يشعر الولد بالخجل لأنه لم يعتد أن يكون في هذا المكان بين كائنات أصبح غريبة عنه خاصة مع اختلاف الشكل ونعومة الصوت وطريقه الملبس وطول الشعر وكأنهن من كوكب آخر وبعد انتهاء المرحلة الابتدائية ذهب يوسف إلى المدرسه الإعدادية بنين واختفت البنات من حياته لأول مرة حيث أصبح في مدرسه كلها من الأولاد واستغل الفرصة وجلس في الصف الأول في الفصل واستمتع به فقد أصبح قريبا من السبورة ويسمع شرح المدرس بوضوح واختفي عقاب جلوسه بين بنتين في هذه المرحلة والتي تمنى مع الوقت أن يعود ذلك العقاب اللذيذ. لاحظ يوسف أن معظم البنات في تلك السن تبرز مفاتنهن وحينها شعر بأن هذا الكائن الغريب أصبح له ملامح مختلفة تماما عنه في ذلك الوقت أراد يوسف أن يستكشف هذا الكائن الجميل الشكل المختلف الملامح ولكن العادات والتقاليد والأعراف تمنعه من الاقتراب وإلا سيكون في مرمى العقاب واللوم والازدراء. يظل هذا الكائن مجهولا بالنسبة له هو فعلا من نفس الجنس ولكن الاختلافات الشكلية ومحاولته معرفة أسرار هذا النوع الذي يتواجد معه في كل مكان ولكنه محرم عليه الاقتراب منه. بدأت معاناة يوسف مع معادلة جديدة مع سن البلوغ وهي تنقسم إلى شق عاطفي وشق جسدي
في البداية تبدأ العلاقة العاطفية بحلاوة البدايات ويظهر كل منهما أجمل ما فيه للآخر ويولد الحب العذري المطهر من كل شهوة أو رغبه غير الاستمرارية واللقاء وكانت أحلام جارته في السكن بطله تلك المرحلة. فقد أحبها بكل صدق وأغدق عليها من المشاعر والاحاسبس الكثير ولكن
تحطم هذا الحب بمجرد انكشاف أمره واختفى يوسف من أمام أحلام بعد أن تسبب في علقه ساخنه لها من والدها بعد أن شاهدهما يسيران متجاورين في الشارع الخلفي وأخبر والد يوسف الذي عاتبه وطلب منه الالتفات لدروسه وتتباعد المسافات وتتهرب العيون عن التلاقي بعد أن كانا بالأمس معا يبنيان مستقبلا حالما. يكتشف يوسف أن هناك جانبا آخر من العلاقة تحدثه بها غرائزه ولكنه جاهل بها حينها يحاول أن يتعرف على العلاقة أما بالصور أو الأفلام الموجهة التي لا تعبر عن حقيقة العلاقة القائمة علي المودة والحب وتركز علي الفحولة والقدرة
ومن هنا يبدأ وجدان يوسف في التشكل الخاطئ بناء على قصة حب فاشلة وأفلام تركز علي الفحولة والأداء فيلغي يوسف من وجدانه الحب ويركز على الشهوة فكمْ من مرات دخل السينما لمشاهدة أفلام مثيرة أو شراء مجلة أو الدخول للمواقع الإباحية الأجنبية وظل طوال فترة الثانوي يبحث عن الحقيقة في تلك العلاقة المعقدة.
مع بداية المرحلة الجامعية وهي البداية الحقيقية للتقارب بين الجنسين وبعد سنوات من الفراق في الإعدادي والثانوي يلتقي يوسف مرة أخرى وفي جوله جديدة مع الجنس الآخر ولكن تكرر الصورة مرة أخرى بطريقه الزووم حيث تجلس الفتيات في الصفوف الأولى من المدرج ويأتي الطلبة في الخلف ولكن في هذه المرة تأتي الفتاة بملابس متحررة ومكياج صارخ ومفاتن مدمرة لكل من تسول له نفسه الاستطلاع. ولكن نضوج يوسف في تلك المرحلة جعلته يرصد ويتعجب من سائق الميكروباص الذي يحجز الكرسي الأمامي للطالبات فقط ويدير جهاز الراديو على الأغاني العاطفية ويتنمر علي الركاب متظاهرا بالشجاعة أملا في أن تقع إحدى الطالبات في حبه ولكن هيهات رغم محاولاته المضنية في التقرب للطالبات والاعتناء بمظهره. نفس الشيء يجده يوسف عندما يجد المعيد أو الدكتور يعامل الطالبات برقه ولطف وسعه صدر وأحيانا تدليل في الوقت نفسه قمة الخشونة والعجرفة مع الطلبة. هو نفس عقلية سائق الميكروباص رغم اختلاف التعليم والثقافة ولكنها لم يختلفا عند التعامل مع الاثني لأنهما نهلا من نفس المعين.حتي دحيح الدفعه لم يسلم من استغلال بعض الطالبات له في شرح المناهج وتلخيص المحاضرات
أدرك يوسف أن الفورمه التي يتعامل بها الرجل مع المرأة هي فورمه واحدة من الجبس هي مكررةو جامده ولكن تختلف في الألوان والمساحات فقط ولكنها نفس الشكل لا تختلف فورمه دكتور الجامعة ولا دحيح الدفعه عن سائقي الميكروباص إلا في الرتوش والألوان فقط
لم يفهم اي منهم تفكير الانثي. كل يجعجع و ولا يري طحن
فكتب يوسف في أول صفحة من مذكراته تلم القاعدة حتى لا ينساها أن المرأة تحتاج إلى معرفة رجل واحد حتى تعرف كل الرجال
أما الرجل لو تعرف على مليون امرأة ليس كافيا لمعرفة المرأة القادمة