* بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف..
أيُّ التَحمُّلِ، أيُّ الصبرِ يَكفيهِ
وِ نارُ قَلبيَ بالأشـواقِ تَكوِيهِ
وِ أيُّ سِلوىًٰ لـهُ في البُعْدِ تُؤنِسـهُ
و أيُّ نِجوىًٰ خَلا نَجواهُ تُغريـهِ
وَ كُلُّ قَلبٍ بِلا حُبٍّ يُشاغِلُهُ
قد مَاتَ صاحِبُهُ و الحُبُّ يُحييهِ
تَهيمُ روحيَ وَلهىٰ فيهِ، عاشقـةً
فَتُظهرُ العَينُ ما تسعىٰ لِتُخفيهِ
وَ كُلُّ فِكريْ هِيامٌ فيهِ مُنشَغِلٌ
كُلُّ الجوارِحِ في شَوقٍ تُناجيهِ
وَ كُلُّ نَبضيْ تراتيلٌ مُنَغَّمَةٌ
تُتلىٰ لِحضرتِهِ شـدواً تُغَنيهِ
فَكُلُّ حُبٍّ هَوانٌ و أشْتِطاطُ هَـوىً
إلّا هَواهُ فَعِـزٌّ و الهُدىٰ فيهِ
تَملكَ الحُبُّ قلبيْ فأمتلكْتُ بِـهِ
عِزَّ السماءِ و مَجدُ الأرضَ يُغنيهِ
نَفسي وَ إنْ عَشِقَتْ بغدادَ في وَلَهِ
فبالحجازِ تُذِيبُ العمرَ تُفْنِيهِ
تَهفوا إليهِ بِعِشق سرُّهُ نَفَسٌ
تَحيا بهِ… أو دِماءٌ مِنهُ جاريهِ
هوَ الحبيبُ، طبيبُ الروحِ، بلسمُها
فيهِ الدواءُ لِمَن قد رامَ يَشفيـهِ
هوَ النَبيُّ الصفيُّ المُصطفىٰ خُلُقَاً
يا أعظمَ الناسِ خُلْقـاً ذاك يَكفيـهِ
الصادقُ، العَدْلُ، رمزٌ في أمانتـهِ
قد سَابَقَ الفضْـلَ فضْلاً من تساميه
يا أهذبَ الضادِ قولاً في تأدبِهِ
و أنزَهَ الناسِ فِعلاً في تعاطيهِ
يا اكرمَ الناسِ جُوداً فوقَ كـلِّ يَـدٍ
مَـنْ راحِـمٌ غيرَهُ منْ كانَ يٶذيـهِ؟
يُداعبُ الطفلَ لُطفَـاً مِنْ تواضعـهِ
يُجالـسُ الشيـخَ تبجيـلاً يُراعـيهِ
في رِفعَـةٍ نسلُ اسماعيلَ نسبتُـهُ
عِــزَّاً ، نقاءً و طُهراً من يحاكيـهِ
وَ لِي بِهِ شَرفٌ أَنَّ إنتسابَ دَمي
مِنْ نَبعَِـهِ الطُهْـرِ مِن أَصْلَابِ آلِيـهِ
—-
في يومِ بُشراهُ يزهو الكونُ مُبتَهِجاً
مِن طِيبِ ذِكراهُ في أسمىٰ مَعانيهِ
إذْ أَشرقَتْ مكَّـةٌ هَديـاً، تُنِيـرُ بـِهِ
في وِسعِـهِ الكونَ بالأنوارِ تُغشيـهِ
أمّـا الملائكُ زَهواً ، إحتفَتْ جَذلاً
كُلَّ السَمـاءِ بِمـا فيهــا تُحَيِّيــهِ
تَصَدَّعَ الطَـاقُ مِنْ آياتِ مَولِـدِهِ
و للمَجـوسِ لهيبُ النارِ يُطفِيـهِ
قد جاءَ بالحقِّ و القـرآنُ آيتُـهً
لا سِحْرُ فيـهِ و لا البُطلانُ يأتيـهِ
هوَ الوَريثُ لرُسْـلِ اللهِ أجمَعِهِم
نادیٰ بدعوتهـم، للدينِ يُحييـهِ
كُلُّ الرسالاتِ تَبشيرٌ بمبعَثِـه
تدعو لأحمـدَ و الآيــاتُ تحكيـهِ
دعا بدعـوةِ إِبراهيمَ جدَّدَها
أنْ يُخلِصَ العبدُ توحيـداً لباريـهِ
—
مُذْ قالَ -إقـرأْ- مضَتْ آياتُ دعوتِهِ
رُشْداً الیٰ الحقِّ، مَنْ في التِيهٍ تًهديهِ
فالدينُ يُسرٌ،بٍحُسنِ الوعظِ دعوتُهُ
و السلمُ فيهِ حياةٌ جَدَّ يفشيـهِ
و الأمْرُ(شوریٰ و رأيٌ)في سياستهِ
و العدلُ نهجٌ، أساسُ الحكم يُرسيهِ
مُذ قالَ -إقرأ-أتَتهُ الأرضُ قارٸةً
ترنـو الی العلمِ سعيـاً أن تلبيـهِ
إذ حرَّرَ العقلَ مِن دهماءِ ظلمتـهِ
من كـلِّ جَهْلٍ، خُرافاتٍ يُنَقيــهِ
و حَرّرَ الروحَ كي تحيا كرامتَها
و حرّرَ النفسَ مِن ظُلـمٍ تقاسيهِ
راعـیٰ الفقيـرَ بحـقٍّ قـد تكفَّلـهُ
من مالِ كُـلِّ غنيٍّ صـارَ يُعطيـهِ
أمـا القواريـرُ من لُطـفٍ بهنَّ دعا
خيراً و حُسنی و رفقاً دامَ يوصيـهِ
فالمرأةُ الأمُّ ( في الاسلامِ) ،صاحبِةٌ
و الأُخْتُ و البنتُ، عزّاً فيه تبغـيهِ
قد سابقَتْ فيهِ إيماناً بدعوتِـهِ
و للشهادة درْبـاً فيهِ تمضيـهِ
يا خاتمَ الرُسْلِ و الأبقیٰ شريعَتُــهُ
ما بَعْـدُ وَحـيٌّ بـهِ التنزيـلُ يوحيـهِ
كفاهُ قدراً مع إسمِ اللهِ نذكرُهُ
عِنــدَ التشهُّـدِ مقرونـاً بباريـهِ
—-
(مُحمّدٌ) صفوةُ الباري فآثرَهُ
من دونِ خلقِهِ ضيفاً في أعاليه
أسریٰ بهِ اللهُ ليلاً كانَ صحبنُهُ
جبريلُ مٶنسِهُ حُبَّـاً يُجاريـهِ
و الأنبياء حِمَا الأقصیٰ يضِجُّ بهم
قدْ جاءَ كُـلٌّ لـهُ حَقَّـاً يواليـهِ
دنا ، تدلیٰ ، رُقيَّـاً كانَ منزِلــهُ
مِن(قابَ قوسينِ أو أدنیٰ) لِمُنبيـهِ
حتیٰ أتیٰ نَزلةً ما مِن سَواهُ أتیٰ
لا الرُوحُ يخرِقُها يخشیٰ يُباريهِ
فيها تسامیٰ بعزٍّ منتهی الشَمَمِ
علی البساطِ فريدَ الخلقِ يرقيـهِ
إذ سِدرةِ المُنتهیٰ كانَتْ تُظَلِّلُـهُ
في دارِ مأویٰ و دونَ الخَلـقِ تأوِيهِا
قِرَیً تجلّیٰ لَهُ۔۔في قُدْسِ حضرتهِ
أن (يا حبيبي)بها الباري يناديـهِ
ربُّ الخلاٸقِ قد صلیٰ عليهِ، لَهُ
كلُّ الملاٸـكِ في العَليَا تُصَلِّيـهِ
لهُ الشفاعةُ يومَ الحَشْرِ منفـرداً
و الكوثرُ الحوضُ من كفيّهِ يسقيهِ
أرجو شفاعتَـهُ يومَ اللقـاءِ بـهِ
أنْ اسْتقي جرعةً، للقلبِ ترويـهِ
مني عليهِ صلاةٌ دَمتُ أذكرُها
ما طـلَّ نجـمٌ و ما طالـت مراميـهِ