سنجعل الوصول إليك مثل شجرة، مثل نافذة ،مثل جرذ لكن الجرذان لا تسعى للنوم طيلة ساعات عديدة، و لا تستيقظ بإجفالة وقد سيطر عليها الذعر وهي غارقة في العرق، الجرذان لا تحلم بأحلام وردية ولا بكوابيس سيئة،وماذا في وسعك أن تفعل لرد أحلامك لكن الجرذان لا تقرض أظافرها بأسنانها، وخصوصا دائما وبشكل منتظم قد تفقد الأظافر مرونتها بجرح نازف، تنتزع الجزء المصاب ولو كان مصاب بتسوس أو ملتصقا باللحم و تمزق الجلد تقريبا إلى أن يبادر الدم في التبلور والتجلط،قد يألم أصبعك وخاصة باحتكاكه بشيء ما فوجعه لا يطاق، فلا يعود بإمكانك أن تقبض على أي شيء و تجد نفسك ملزما بغمس يديك في ماء فاتر، لتمارس لعبتك المفضلة،تلتصق بتلك الأجهزة الكهربائية خلال ساعات طوال،خلال ليال بشكل مسعور، تزفر بانفعال شديد ملتحما بالآلة-اللعبة- ملاصقا بنبضات هائلة من خاصرتك وثبات كرة فولاذية تستميت في مواجهة نوابض…. أضواء …أرقام… نساء بألوان مضاءة، تضيء عيونهن، تنخفض مراوحهن ،ليس بإمكانك مقاومة الإنحراف، بإمكانك أن تلعب أو لا تلعب، لا تستطيع أن تبدأ حوار ،لا تستطيع أن تجعلها تقول ما لا تستطيع قوله، عبثا تشد نفسك إلى الماكينة تلهث ملتحما بها، إشارة النهاية تظل باردة حيال الصداقة التي تشعر بها، إزاء الود الذي تبحث عنه،مقابل الرغبة التي تمزقك،تجر قدميك في الشوارع تراقب حشود المارة، تدخل السنيما تشاهد فيلما يشبه ذاك الذي شاهدته من قبل،تغادر القاعة لتتمشى في الأزقة المضاءة أكثر مما يجب، تعاود الصعود إلى حجرتك ،تنزع ثيابك،تندس تحت الأغطية، تطفىء الضوء تغمض عينيك محاولا النعاس، يتزاحم وميض الذكريات بذاكرتك بسرعة خاطفة ،تنهض من فراشك محاولا قهر الأرق بالمطالعة بيد جل الكتب مقروءة مائة مرة،تعود لتسترخي على سريرك،تنقلب يمينا و يسارا مرات عديدة دون أن يغمض لك جفن،أنها الساعة التي تفتح فيها عينيك على اتساعهما في العتمة.تتنفس عند قدمي السرير، تدلف للمطبخ بحثا عن منفضة عن كبريت عن لفافة تبغ لتقيس بهدوء امتدادها الآن، تنهض قبل احتراقها،في الشارع تمضي لتتكوم على مقاعد المقاهي لساعات، وجها لوجه مع فنجان قهوة سوداء،كأس شاي أسود ،أنت وحيد وأنت تحيد عن دربك تمشي في حارات البؤس الكئيبة محاذيا لأشجار بلا ظلال ، واجهات أبنية ملساء، بوابات كبيرة سوداء، منذ مدة طويلة وأنت تمضي داخل قبح لا ينتهي إمتداده….تمشي في عمق خواء لا حدود له، لا تصادف سوى سيل مفاجآت كريهة ومصادفات سقيمة تصيبك بحالات غثيان… قيء …دوار …..بيوتات دبقة،مصانع مهجورة،جدران باهتة البياض، حدائق جرداء ساحات فسيحة التي تحبسك قضبان أسيجتها عربات مجرورة،سيارات تاكسي، سكارى مترنحين …..حشود متململة ترفع أعينها نحو السماء طالبة الغوث، النجاة، الخلاص، المأساة لم تنقضي فصولها بعد، لقد تغلغلت متسربة بكيانك على مهل، انسلت بعيشك بخفة لقد دفعت دفعا دقيقا خيالك ،حركاتك ساعات مكوثك في حجرتك هيمنت على شقوق في السقف على تجاعيد وجهك في المرآة المشقوقة،انفتح ذلك الشعور المهيج أحيانا، تلك الكبرياء ذلك النوع من الثمل تظن أنك لا تحتاج إلا للمدينة شوارعها.. ميادينها …ساحاتها …طرقاتها…. للحشود التي تتحرك في زحمتها، لمقعد متقدم بمقهى ظننت أنك لن تحتاج إلا لصمت جحرك و الإسترخاء على سريرك الخشبي الضيق لقد قصدت الفخ العالق به، هو هذا الوهم القابض على خناقك أنك عاجز عن التغيير، غير قادر للإجتياز للعالم الخارجي أي وصول لمنزلك لأنك غير قابل للمشي مفتوح العينين تحملق في الناظرين أمامك كما كل شيء دون أن تحتفظ بشيء، كائن دون ذاكرة بلا وعي دون إدراك لكن لا يوجد مخرج.عليك أن تلعب بالفلوبير الكهريائي تلتصق بالأجهزة الإلكترونية خلال ساعات خلال ليال بشكل مسعور بشكل محموم تزفر بانفعال شديد ملتحما بالآلة ملاصقا بنبضات هائلة من خاصرتك وثبات كرة فولاذية تستميت في مواجهة النوابض الأضواء الأرقام النساء بالألوان تضيء عيونهم تنخفض مراوحهن ليس بإمكانك مقاومة الإنحراف بإمكانك أن تلعب أو لا تلعب لا تستطيع أن تبدأ حوار لا تستطيع أن تجعلها تقول ما لا تستطيع قوله عبثا تشد نفسك إلى الآلة تلهث ملتحما بها إشارة النهاية تظل باردة حيال الصداقة التي تشعر بها حيال الود الذي تبحث عنه حيال الرغبة التي تمزقك تجر قدميك في الشوارع تذهب إلى السنيما تجر قدميك في الشوارع تراقب القطارات تدخل السنيما تشاهد فيلما يشبه ذاك الذي شاهدته لتوك تخرج تجر قدميك في الشوارع المضاءة أكثر مما يجب تعاود الصعود إلى حجرتك تنزع ثيابك تندس تحت الأغطية تطفىء الضوء تغمض عينيك محاولا النعاس تتزاحم فيها من حولك نساء يقع بسرعة خاطفة إنها الساعة التي تتخيل فيها عقلك بكتب مقروءة مائة مرة والتي تنقلب يمينا و يسارا ماىة مرة دون أن تنام أنها الساعة التي تفتح فيها عينيك على اتساعهما في العتمة.تتنفس عند قدمي.السرير تدلف للمطبخ بحثا عن منفضة عن كبريت عن لفافة تبغ لتقيس بهدوء امتدادها الآن تنهض قبل يحترق منك في الشارع تمضي لتتكوم على مقاعد البارات لساعات حتى النهاية وجها لوجه مع كأس بيرة أو فنجان قهوة سوداء أو كأس نبيذ أحمر أنت وحيد وأنت تحيد عن دربك تمشي الحارات الكئيبة محاذيا الأشجار المقزمة واجهات الأبنية الملساء البوابات السوداء تمضي داخل القبح الذي لا ينتهي ….لا تصادف أي شيء سوى سيل تطيقه منذ فترة طويلة بيوتات دبقة مقالع مقبورة جدران باهتة البياض حدائق الساحات التي تحبسك فيضان أسيجتها عربات المجرورة البوابات الهائلة للمعامل ……حشود متململة ترفع عينها نحو السماء طلبا لعون ….خلاص….نجاة،المأساة لم تنقضي عليك لقد تغلغلت في مسامك على مهل، انسلت بداخلك بخفة، لقد دفعت دفعا رقيقا خيالك،حركاتك ، تفكيرك، تصرفاتك، هيمنت على تجاعيد وجهك في المرآة المشقوقة انفتح ذلك الشعور المهيج أحيانا، تلك الكبرياء ذلك النوع من الثمل، تظن أنك لا تحتاج إلا للمدينة شوارعها، طرقاتها ،ميادينها ،ساحاتها الحشود التي تتحرك في زحمتها لمقعد متقدم في مقهى يطل على الشارع، ظننتك أنك لن تحتاج إلا لهدوء جحرك وصمته المخيم في زواياه، للإسترخاء على سريرك الخشبي الضيق، لقد قصدت الفخ الذي لا إنفلات منه،الوهم الجميل أنك غير قادر إجتيازه للعالم الخارجي أي وصول لعتبة بيتك لأنك غير قابل للمشي مفتوح العينين واعيا بكل شيء حولك ، أن تحتفظ بشيء ،كائن دون ذاكرة، بلا إدراك ، دون إحساس،لكن لا يوجد مخرج.