بينما يلفظ أيلول انفاسه الأخير ويشرع بالرحيل.. تتساقط الأوراق الصفراء من على رفوف الشجر كأنها مقطوعة بيتهوفن الرابعة تعزف صمت الحياة..
بهدوء يمشي الوقت على أطراف أصابعه متسللاً خارج حدود الوجوة الشاخصة من نوافذ الورق الأبيض ترقب إنفراط عقد الفصول المتقلبة…
الفراغات كثيرة بين فصل وآخر.. إنني أتعجب كيف لثلاثين يوماً إن تكون حبلى بأبجدية الصدى الذي يتردد من بعيد إلا من إرتطام أوراق الشجر فوق أرضية الحقول الهشة والمغبره…!
إنني اتضور جوعاً للأحاديث التي كنت ترسلها عبر سطور الوهم وتصل برشقات الهاتف محدثه ذاك الوميض المبهر من الدهشة…
سألتني مرة هل من الممكن أن يعاود أيلول الحضور بعد هذا الإنسحاب الخجول ويتسلق مفرداتي مفردة مفردة؟…
إنني لا أستطيع أن اغامر بجواب قد يكشف لك تفاصيل حديث لا أقوى على كتمانه كل هذا الوقت..