(1)
المشفى
لم تعد تذكّر اللعبة التي كانت تلهو بها، هي في جلسة على الهواء رفقة أخيها تلك الصبية الصغيرة لم تقرأ حرفاً واحداً من مشفى الشفاء؛ واخوها لم يُوجّه بصره تجاه عنوان المشفى. ما الذي جمعهما ليجلسا على مصطبة تمتّد. لأمتار. ضيفان في نزهة مع صوت سيارات الإسعاف المجلجلة، ضوضاء منتشرة بين الأجساد. كانت الصبية تنظر بلا ايَّة قيود، وتلهو. كان اخوها لا يعرف أهذا مكان بيتهم الذي ضيعّه من ساعات مضت لترسم ريشة لطفلين جمعتهما سماء زرقاءبالوان سوداء.
كانت صورتاهما في صحف. تصدر. تبعاً في اوربّا علقّت في أسفل الصورة ترى ماذا ينتظران، والعالم إلى جنون؛ وإلى أيّ عالَم ينتميان من جحيم. غزّة، وهي تستّعد لمقبرة ليس لاحد ان يتصوّر رسهما كُلّ يوم. هما يتشاكسان بينهما، يقضيان وقتاً قد لا يجمعهما ثانية.
(2)
غزّة
كما لو كانت طفلة حملت اسمها، وهي تصرخ بعد أن خرجت من الشرنقة التي التفّت حولها تتلوّى من آلام اوجعتها. غزّة ظهرت. في ميامي طفلة تتلقفها الايدي تحاول ستر عورتها، وتعاطفوا معها، ثمَّ هربت مسرعة من لوثة ايدٍ تستلذ بدمائها بنو آوى ثمّة أشخاص لمحوا ظِلّها في لندن ماذا ستفعل هنالك غزّة في بلد الضباب؛ وهي بكفّيها الصغيرين وضعت اصبعَها على الجرح على الأم القذرة التي منحت أرضها لبنى آوى هي هي صرخت غزّة عالياً وتمَّ ارجاعها إلى عسقلان وبيت لاهيا اطبقوا على صوتها كي لا تصرخ، البسوها ثياب دماء يتقطّر منها ليملأ الأرض.
صاح تلميذ من نابلس وجدتُ غزّة واقفة تندب حظَّها مضرّجة بالدماء تستغيث بسميح القاسم فتّشوا عنها كي يغلقوا فمها عن الكلام.
اشار خبر. في السوشيال ميديا وصلت الطفلة غزة إلى انفاق واسعة تتجوٍل فيها، وتعمل بها. الطفلة غزّة تعلن إنَّ طوفان الأقصى هو جدّها الذي رمته النكبة في شارع غزّة.