( 1 )
تفيض المراسي بأسطولها
والبراري بعطر الصباح
تفيضُ . . .
تفيض الكروم على عرشها
و النخيل على رملـها
والسواقي بعذب المياه
تفيضُ . . .
ووحدي هنا في المراسي
يفيض المدى من هوايْ
فيرجع بي طيفها
راقص الذكريات . . هناك
بأمس توالد . . فينا الحنين
على تَلّها الواثب الخطو
بالمزهراتِ . . هناك
على وقعها كان ميلادنا
في حكايا القصائد كُنّا
نغازل لون المساءِ
إذا ما تدلّتْ
قطوفُ السناءْ
( 2 )
لك الآن يا سيّدي في الورى شمسها
و في الزمان
مـدايْ . .
لك الآن يا سيّدي
ارتجاج القدود . . على مَيْسِهَا
والجفون على سيفها
والطيور على وَقْعِهَا
ولي في الرؤى
خلوتي الحالمة
( 3 )
تفرّدتُ في صحوتي مُتعبا
لا أميل على شرفةٍ في سراب الأماسي
تفرّدت كي لا تقضّ الدنى
مضجعي بالمآسي
وكي لا تميد . . هناك
خطايْ . .
فلا تسألوني إذن ما دُنايْ ؟
أنا لست فيكم بقايا نبيّ
ولكن تفرّدت بالحبّ
دون سِوَايْ
تعلّمت أنّ النبوّة سرُّ. .
وأنّ التفرّد صُنْعَ
يـديْ