يـا غــزَّةَ الصَبـــرِ أَشبــاهٌ مَآسِينــا
نَشجُو لِمَــا فيكِ أَم تَبكين مَــا فِينـــا
يا غَـــــزَةَ الآه لا حُـــــزنُ يُحـرِّزنَـــا
وَ لا النَحيـبُ مِـنْ الأوصــابِ يَحْمينَــا
وَ لا ٱلتبّــــرُّمُ فـي ٱلأهوال يَسنِـدنــا
وَ لا المَـلامــةُ في ٱلبَلــویٰ تُقَوِينَــا
يا مَقــدِسَ الأســرِ لا شَجْـــبٌ يُحــررُنـــا
وَ لا إدانــــــةُ عِــــدوانٍ فَتخلينـــا
وَ لِيشهَـــدِ اللهُ لا التبريـــرُ نقصـــــدُهُ
عَلـی التَبـاطُـئِ ، لا الأعــذارُ تَعْفِينــا
لـٰكنَّنــا آهِ لَــــولا (مِثلُكــمْ) شُغُــــلُ
– عَهـداً- فَمـا أبْطَـأَّتْ عَزمَـاً مَساعِينـا
مَــاذا تَــرَاكَ بِعُـــذرٍ غَيــرَ أَنَّ يَـــداً
أدمَـتْ جِراحَكَ لاجَـتْ في حَواشِينا
يا غَـــزّةَ الصَبــرِ يا جُرحَــاً نَنـوءُ بِــهِ
علیٰ الكَراهــةِ عَلَّ اللّٰــهُ يشـفينــــا
يا مَقــدِسَ اللّٰـــهِ يا فَلوجَةَ ٱحتَمَلَتْ
بَغـيَ العُتـاةِ إصطباراً ما ٱلتَوَتْ لِينا
إِذْ مَارَتِ الأَرضُ مِنْ تَحتٍ فَما ٱرْتَهَبَتْ
و أَمْطَرَ المَـوتُ مِن فَـوقٍ بَراكِينــا
ظَلَّـتْ ثَبـاتٌ وَ كُــلُّ الأرضِ زَلزَلَـــةٌ
كالطَــودِ مُنتصِبَـــاً كِبــراً و تَرْضينـا
تَسمــوْ شُمـوخــاً و مــا دانَـتْ لِمُغتَصِــبٍ
و لا ٱنْحَنَـــتْ هَامَــــةً إلّا لبارينــــا
و أُذهِــلَ المَـوتُ إذْ تَلقـــاهُ تُبْهِتـــــهُ
فَما ٱستطـاعَ بِكُـلِّ الحَتْــفِ يُفنِينــا
فيهَـاً غَـدا سيفَّهـا في كفِّهــا قـدراً
يمضـي يُطاوِعُهـا ، ينصاعُ مَذعَونــا
حَتــیٰ ٱسْتقامَ بساحِ الحَرْبِ جلَّلَهــا
نَصــرٌ عَـلا رايــةً بالفخٓــرِ يَعلُـونَـــا
—-
يا مَقْــدِسَ الخُلــدِ وَ التأريـخُ شاهِــدُنــا
علـیٰ ثـــراكَ لَنــا ٱلآثــارُ تحكينــا
فَكــمْْ دِمــاءٌ لنَـا رَوَّت مَرابِعَـــهُ
وَ كَـمْ رؤوسٌ تهاوَت مِنْ مواضينــا
فَمِـنْ {نَبو خُوذِ} أَسفَـارٌ لنصرتِـه
الی {صَـلاحِ} وَ ما دَبَّ العَيــا فينـا
يا مَقــدسَ العِــــزِّ مَـا خابَـتْ مَطَامِحُنَــا
فالعَـزمُ فينـا إلی التحريـرِ يَحدونـا
فيـكِ العُروبـــةُ تَحيـا زهـوَ عِـزَّتِـها
ترنــو إليــكِ بنصــرِ اللّٰـــهِ يُقرينـا
يا مَقــدِسَ المَجــدِ يا فَــألاً نطالِعُــهُ
بُورِكــتَ منكَ بشيرُ النَصرِ يأتينا