_ متى يمكننا أن نجاهد نصرة لإخوتنا ..
_ بالقلم أم بالسيف؟
_ بكل الطرق يا أبي…
_ ليس ممكنا – يا عزيزي – سنكتفي بالمقاطعة و الصمت.
_ إذا لن تحتسيَ أيَّ مشروب بعد الوليمة ، لن…؟
_ على رسلك، سنقاطع كل وسائل الإعلام كي لا نرى المشاهد
المؤلمة في هذا الشهر الكريم.
_ خذلتني يا والدي. سامحك الله.
_ اصمت، ما همّك من أمرهم؟
_ إنهم يحمون قدسنا!
_ ونحن نحمي وطننا، إن ساندناهم سيتحوَّل الحصار إلى
بيتنا، إلى قريتنا، لا زلت صغيرا لا تفقه شيئا.
_ هل قبضت الثمن؟
_ عن أيِّ ثمن تتحدَّث ؟ لا تقل تقصد…
_ ذاك ما قصدت.
_ اللعنة، لا أحد يفهمنا، ولسنا بحاجة لإفهام أحد، لازلت لم
تنضج بعد .
_ أظنّك صرت كبيرا بما فيه الكفاية حتى تقف إلى جنب
العدوّ. ذاك ثمار النضج.
_ قبَّحك الله، تتطاول على والدك،
_ لم تعد قدوتي ، آسف – يا أبي – سألتحق بالمقاومة غدا .
_ لن أتركك تغادر، المكان محاصر، يا ابني .
_ لكنني أموت كل يوم جراء الخذلان .دعنا نموت في صمت.
_ عندما تكبر أخبرك كل الحقيقة، عنا و عنهم، الآن أكتفي
بالصمت، حتى النصر.
بعد أذان الفجر مسح القصف المكان … و اغتالت الجرافات كل النباتات و الجرذان… لم يعد أحد يقتني هاتفا جوَّالا في تلك البلدة الصغيرة بعد أن اطلعوا على مقطع الفيدو الذي نشره الابن قبل المغادرة.