في رحاب البرج وفوح زيتونه
طربت نفسي بجميل اللقاء
مجمع النورين ما أطيب محياه
علم متقن وخلق دائم الرواء
يجاري السماكين لبلوغ شأوه
وفصل التدريس رحب للعطاء
الشتلات من معين الجد تتروى
والأفق داني القطاف للنجباء
مورد جنان تصبو النفوس له
كما يصبو السدوف للضياء
نول أهله غزير كذا الهدى
ينثرونه بجهد خليق بالثناء
فخر هو العمل في رحابه
تتلوى كل الصعاب كالسعفاء
سويداء القلب في أعلى مقام
زان الرحاب والنفس في ٱنتشاء
سويداء القلب مشاعل كل عزم
تدك أعمدة الظلمة الظلماء
يا حضنا دافئا كم سأشتاقك
فلوعة الفراق أنيني وبكائي
سيداتي سادتي يعز فراقكم
فالقلب دونكم تائه في البيداء
وحده الله يجازي ذا مكرمة
فعنده خير الجزاء والعطاء
أكرمتوني مذ لقيت على المحيا
بشاشة وإشراقة فأعظم باللقاء!
أقبل هامات بالعلم والنهى نيرات
وأتوجكم في مملكة الأمراء..
سأذكركم في سري وعلانيتي
القلب بٱسمكم نبض أحبائي
رجائي السماحة منكم أبتغيها
فالله غفور الذنب والأخطاء
هنا شاءت الأقدار خط المنتهى
والختم مسك فاح في الأرجاء
وتبقى بعد غصة الفراق جرح
عميق فالتعليم يمشي كالوعكاء
فهذي الأمم بتعليمها راقيات
أمر مسلم به بلا ريب وٱمتراء
وفي موطني تعنيف المعلم علنا
نقيصة من نواقص الجهلاء
فالوزرة البيضاء كم أسالت من
دم شريف من جور وٱعتداء
أمة زاغت في عمي وضلالة
وآثرت حياة الرقص والغناء
فحق المعلم تكريمه وإكرامه
ووضعه في مراتب شماء
كل أمة ٱتخذت العلم تحيى
حياة في عز ونعيم النعماء
لكن لعنة الجهل أصابت أمتنا
كما تصيب الشقي لعنة السماء
حسرتي على التعليم في أمتي
يتعثر سعيه كبهيمة عرجاء
آه منكم ولاة أمورنا عزمتم على
وضع المعلم أشقى الأشقياء
عودوا لرشدكم وٱنهضوا بعزيمة
والعلم ٱجعلوه سبيل البناء
أمر من الله لا راد لقضاء حكمه
فرقي للعلى أو رجعة للوراء…