كلمة المترجم:
كِتابيَ أنتَ الصديقُ الوَفِي
وأنـتَ المُعَلـمُ والمُرشِـدُ
بنوركَ أسْعى لِنيلِ الكَمالِ
وفي دَرَجاتِ العُلا أصْعدُ
تحَدّثِني بالحَديثِ الشهـي
وتخبرُنـي بالـذي أنْشـدُ
في اليوم الثالث والعشرين من أبريل يحتفل العالم بيوم الكتاب. وأفضل طريقة للاحتفال به هو الدخول إلى عالم القصائد الرائع. حيث ينقلنا الشعر إلى مناظر عاطفية فريدة من نوعها، حيث تصبح الكلمات ضربات فرشاة فنية، وتتدفق المشاعر بحرية. وفي هذه الكلمات، سوف نكتشف بعض القصائد الرمزية التي تركت بصمة لا تمحى على الأدب، وسوف تذكرنا لماذا تعتبر الكتب كنوزًا حقيقية. حيث ستأسر قلبك القصائد التي أبدعها الشعراء بمناسبة يوم الكتاب هذا!
كتاب الشعر هو مجموعة من الأعمال الشعرية، عادة في الشعر، والتي قد تخضع أو لا تخضع للأدوات الشعرية الكلاسيكية مثل الوزن والإيقاع والقافية. وتعتبر هذه الأعمال من الإبداعات الفنية، حيث يستخدم الشاعر اللغة بطريقة جمالية وعاطفية لنقل أفكاره وعواطفه وتجاربه. وكتب الشعر هي شكل من أشكال التعبير الأدبي الذي يسمح للقارئ بالانغماس في عالم من الكلمات المختارة، والمرتبة بعناية، سعياً إلى إيقاظ الحساسية والخيال. ويدعونا الشعر من خلال أبياته إلى التأمل في الحياة والحب والطبيعة، ومختلف المواضيع التي تربطنا بالجوهر الإنساني.
لقد تبنى الشعر اليوم بشكل رئيسي الأسلوب الحر، حيث يدمج الشعر الغنائي مع النثر. وقد دفع هذا المزيج الشعر المعاصر إلى البحث باستمرار عن المفاجأة وقلب المعنى، مما يولد تجربة فريدة للقارئ. بالإضافة إلى ذلك، يتم تقدير استخدام الفكاهة والقدرة على مشاركة الأسرار، وبالتالي خلق لغة شعرية أكثر سهولة وأقرب إلى الجمهور.
لقد أصبح الشعر اليوم لعبة من المفارقات والتناقضات. من خلال الجمع بين العناصر المختلفة، والموارد الأدبية، فإن الهدف هو تحدي توقعات القارئ، وكسر الحدود الراسخة. ويتميز هذا الشعر المعاصر بجرأته وأصالته، إذ يسعى باستمرار إلى مفاجأة القارئ، وجعله يتفكر في جمال الكلمات وقدرتها على نقل المشاعر.
إن شعر اليوم يعيد اختراع نفسه باستمرار، ويكسر الهياكل التقليدية، ويستكشف أشكالا جديدة من التعبير. يتيح الدمج بين النثر والشعر قدرًا أكبر من الحرية الإبداعية، مما يمنح الشعراء الفرصة لتجربة أساليب وتقنيات مختلفة. وهكذا يصبح الشعر المعاصر انعكاسًا لمجتمعنا الحالي، ملتقطًا جوهر العالم الحديث، وينقل المشاعر بطريقة جديدة ومثيرة للدهشة.
قال “ماريو بينيديتي Mario Beniditti”:إن الحب شعور يخترق قلوبنا، ويغلفها بهمسات الحنان والعاطفة. بكلماته المليئة بالشعر، علمنا أن الحب لا يعرف حواجز ولا وقت، وأن جوهره يكمن في اللفتات الصغيرة والتفاصيل التي تغذي الروح. يذكرنا بينيديتي أن الحب يتم التعبير عنه في كل نظرة عارفة، وفي كل عناق يريحنا، وفي كل كلمة صادقة.. تجعلنا نشعر بأننا أحياء.
في إرثه الأدبي، دعانا بينيديتي إلى عدم الخوف من الحب، بل إلى احتضانه بشجاعة وإخلاص. وذكرنا أن الحب هبة نستحق أن نستمتع بها، بكل تفاصيلها، وأنه رغم الجراح التي قد يتركها، إلا أنه يستحق الرهان عليه دائما. لقد علمنا بينيديتي أن الحب هو المحرك الذي يحرك حياتنا، وأن علينا أن نزرعه بالصبر والتفاني حتى يزدهر في أقصى روعة.
انغمس في محيط من الكلمات التي توقظ العقل، وتنقلك إلى عوالم لا حصر لها. كل بيت هو بوابة للخيال، حيث تصبح الأحلام حقيقة، ويفيض الخيال. اسمح لنفسك بالاستعارات والقوافي التي تمنح الحياة للمناظر الطبيعية السحرية والشخصيات غير العادية. في كل سطر، تفتح الأبواب أمام إمكانيات جديدة، وتدعوك لاستكشاف ما لم يتم استكشافه، وإنشاء أكوانك الخاصة. كل قصيدة، كل مقطع، كل بيت.. هو بمثابة مفاتيح تفتح أبواب خيالنا، وتسمح لأفكارنا بالتحليق بحرية في سماوات الإبداع والحب. اكتشف قوة الكلمات واترك نفسك يستمتع بسحر أبوات القصائد التي تفتح شرفات الخيال.
الكُتبُ هي اللحن الذي يداعب أرواحنا، وينقلنا إلى عوالم مجهولة. ومن خلال صفحاته نجد كلمات تكرم قوة الخيال وتدعونا إلى الحلم بلا حدود. كل قصة هي كنز فيه أسرار وعواطف، وكل كتاب هو باب مفتوح للحكمة والمعرفة. إن الانغماس في كلماته يشبه الاستماع إلى سيمفونية من المشاعر، حيث تتشابك الكلمات لتشكل عالمًا فريدًا. دع ألحان الكلمات هذه ترشدك إلى آفاق جديدة، حيث لا يتوقف سحر الكتب عن السطوع.
باختصار، القصائد هي وسيلة قوية للاحتفال بيوم الكتاب وتكريمه. من خلال أبياتها، ينقلوننا الشعراء بقصائدهم هاته إلى عوالم خيالية، ويربطوننا بأعمق مشاعرنا، ويدعوننا للتأمل في أهمية الأدب في حياتنا. لذا، في هذا اليوم المميز، دعونا نلتقط كتابًا، وننغمس في صفحاته، وندع القصائد تلهمنا وتملأنا بالسحر. يوم كتاب سعيد!
الكتاب
بابلو نيرودا
(الشيلي)
التقَطتُ كِتاباً
وتطَلّعَ إليّ بعَينيه
وَكَلمَني بصَوتِه
فقال لي: “افتَحْني”
لمحة:
بابلو نيرودا Pablo Neruda (190-1973) شاعر شيلي. يعتبر من أشهر شعراء العالم، وأكثرهم تأثيراً في عصره. حاصل على بعض الجوائز، من ضمنها:
– الجائزة الوطنية للأدب / الشيلي 1945
– جائزة نوبل للأدب 1971
– جائزة لينين للسلام
من أعماله:
– الإقامة على الأرض 1925
– النشيد العام، في جزءين 1950
– أعترف أني عشت (سيرة ذاتية) 1974
في هذه القصيدة القصيرة ولكن القوية، يوضح لنا بابلو نيرودا قدرة الكتب على أن تأخذ حياة خاصة بها. ومن خلال التجسيد، يدعونا الشاعر الشيلي إلى دخول عالم القراءة واكتشاف السحر المختبئ خلف كل صفحة.
في الختام، تسمح لنا القصائد عن الكتب باستكشاف سحر الأدب من منظور شعري. من خلال الشعر، يدعونا الكُتاب إلى اكتشاف عوالم ومشاعر جديدة في كل جملة، ويذكروننا بأهمية الكُتب كرفاق لا ينفصلون عنا في كل مكان،
كتاب مفتوح
أوكتافيو باث
(المكسيك)
كِتابٌ مَفتوح،
نافِذةٌ مُضاءَة,
مُجَلدٌ هَوائي,
دَوارَةُ ريح ثابِتة:
حَمامَة قلِقة
تحَلقُ شِتاء.
لمحة:
أُكتافيو باث Octavio Paz(1914-1998) شاعر وأديب وسياسي مكسيكي، حصل على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1990 ليكون بذلك أول شاعر وأديب مكسيكي يفوز بهذه الجائزة. عرف بمعارضته الشديدة للفاشية، وعمل دبلوماسيًا لبلاده في عدة دول
حاصل على الكثير من الجوائز:
– الجائزة الدولة للشعر/ بروكسيل 1963
– الجائزة الوطنية للأدب /المكسيك – 1977
– جائزة ثيرفانطيس/ اسبانيا 1981
من أعماله:
– قمر ريفي 1933
– حجر الشمس 1957
– العمال الشعرية الكاملة (1935-1988)
بهذه الأبيات، يدعونا أوكتافيو باث إلى الدخول إلى عالم الكلمات حيث تنفتح ككتاب مفتوح. يخلق الشاعر المكسيكي صورة مؤثرة تنقلنا إلى سحر القراءة والتأمل في الكلمات.
كتاب
خورخي لويس بورخيس
(الأرجنتين)
تِلكَ الأشياءُ التي عَلى امتِدادِ سِنين
هَجرَتِ النسيان .
خطوطُ يَدين لَم تعرفا
طَريقاً إلى يَدٍ أخرى.
مَقاطِعُ المَديح لا تُسمَعُ.
أصْداءٌ مُتردّدَة لِأصواتٍ مَفقودَة.
لمحة:
خورخي لويس بورخيس Jorge Luis Borges،(1899-1986). كاتب أرجنتيني، يعتبر من أبرز كتاب القرن العشرين. بالإضافة إلى الكتابة فقد كان شاعرا وناقدا. وله عدة رسائل. ترجمت أعماله إلى الإنجليزية والسويدية والعربية والإيطالية والألمانية والفرنسية والدنماركية والبرتغالية.
حاصل على عدة جوائز:
-الجائزة الوطنية للأدب /الأرجنتين 191
– الميدالية الذهبية للشعر (الدورة العاشرة بفلورانسا) 1965
– جائزة ميغيل دي ثيرفانطسي / إسبانيا 1979
من أعماله:
– حماسة بوينوس أيريس 1923
– مديح الظل 1969
– حكاية الليل 1977
بأسلوبه الذي لا لبس فيه، يغمرنا بورخيس في جمال الكتب المنسية، تلك التي تحتفظ بقصص وتجارب تتلاشى مع مرور الوقت. تدعونا الآيات إلى التفكير في قوة الكتب كحراس للذاكرة والتسامي.
الكتاب
روبين داريو
(نيكاراعوا)
الكِتابُ قوّة، دِفء،
طاقة، غذاء،
شعلَةُ فِكر،
ويَنبوعُ حُب .
الكِتابُ لَهَب، سَورَة،
سُمُو، وَعزاء،
مَصدَرُ قوّةٍ ونشاط،
الذي في حد ذاته يتكاثف ويحيط
ما هو عظيم على الأرض
ما هو جميل في السماء.
لمحة:
روبن داريو Rubén Dario (1867- 1916). شاعر وصحفي ودبلوماسي نيكاراغواني،،ويعتبر أعظم ممثل للحداثة الأدبية في اللغة الإسبانية. ربما هو الشاعر الذي كان له التأثير الأكبر والأكثر ديمومة على شعر القرن العشرين في المجال الإسباني، ولهذا السبب يطلق عليه “أمير الأدب القشتالي”. وقد كان مهتمًا جدًا بأعمال الكاتب والشاعر الفرنسي فيكتور هوغو، والذي سيكون له تأثير حاسم على تجربته الشعرية. ولهذا جرب كتابة الرواية.
من أعماله:
– عوسجات 1887
– أغاني الحياة والأمل. البجعات وقصائد أخرى 1905
– اغني للأرجنتين وقصائد أخرى 1919
ليس سيئًا
غلوريا فويرتيس
(إسبانيا)
الكَلبُ يَفهَم.
التمساحُ يَبكي.
الضبعُ يَضحك.
البَبغاءُ يَتكَلم
الإنسانُ يَفهَم،
يَبكي،
يَضحَك،
يَتكَلم،
وَيُمكِن أن يَكون .
مِن بَين كُل حَيواناتِ الأرض
يَضحَك،
يَستطيعُ أن يَقرَ أ
لِيَتخلى عَن كَونِه حَيوانًا.
لَيسَ سيئًا!
لمحة:
غلوريا فويرتس Gloria Fuertes (1917 – 1998) كاتبة روائية وشاعرة ومسرح مسرحيات. غزيرة الإنتاج لأدب الأطفال والشباب. بدأ اهتمامه بالرسائل في سن الخامسة، حين كان تكتب وترسم قصصها الخاصة. في عام 1932نشرت قصيدتها الأولى وهي في الرابعة عشرة من عمرها،تحت عنوان “الطفولة والشباب والشيخوخة…” وواصلت كتاباتها منذ صغرا. في الخامسة عشرة من عمرها، ألقت أشعارها على إذاعة إسبانيا في مدريد، وفي السابعة عشرة قامت بتأليف كتابها الأول من القصائد، “الجزيرة المجهولة”.
ورغم كل هذه العطاءات فإن جسدها لم يعانق مقاعد المدرسة ككل الأطفال في مثل سنها؛حيث كانت والدتها تريدها خياطة نساء بإحدى الورشات أو مربية أطفال …لذا سجلتها في معهد التربية الفنية للمرأة؛ حيث حصلت على دبلوم الطبخ والتطريز اليدوي.
وكي تموت،وهي في عز الربيع، محاطة بالجوع وبتضاريس البؤس إلتحقت بإحدى الشركات كمنظفة:
“َشْتَغِلُ فِي صَحِيفَة
“أَسْتَطِيعُ أَنْ أَكُونَ سِكْرِتِيرَةِ الْمُدِير
“وَلَكِنَّنِي فَقَظ مُنَظِّفَة…
إلا أن روحها التواقة للخروج من الشرنقة، والتحليق بعيدا في فضاءات المعرفة الإنسانية،والنهل من ينابيعها الثرة، تلك التي ظلت محرومة منها عمرا، جعلتها تتمرد، تكسر القيود وتعود إلى كرسي الدراسة؛ حيث أشرعت مراكبها مبحرة في رحلتها السندبادية؛ دون اهتمام بكل الأعاصير التي واحهتها،واستطاعت بإرادتها وعصاميتها وصبرها…أن تعانق خطاها رحاب الجامعة، لا كطالبة بل كأستاذة.
حاصل على عدة جوائز:
– الجائزة الأولى في كتابة الأغاني 1947
– جائزة أفضل كلمات أغنية السلام/ بلد الوليد. 1972
– الطوق الفضي لإذاعة وتلفزيون الإذاعة الإسبانية 1976.
من أعمالها:
– حلم سيء 1954
– السنجاب وعصابته 1981
– أشعار مزعجة 1994