(لم انس ابدا نظراتها الغائمة بينما كنا نتناول الافطار …لماذا عرفتني وانت عجوز جدا؟ اجبتها بالحقيقة العمر ليس ما نحن فيه بل ما نشعر به).
هذه الجمل التي وردت في ص75من رواية ذكريات عاهراتي تقود الى لب الرواية.
وهي ليست رواية تتحدث عن مغامرات جنسية كما يظهر من السياق بل هي بحث معمق حول معاناة الشيخوخة في احدى اوردتها وهي انحسار الغريزة.
(منذ تلك اللحظة احتفظت بها في ذاكرتي بوضوح فكنت اغير لون عينيها طبقا للحالة النفسية..لون الماء عند الاستيقاظ..ولون العسل عندما تضحك ولون النار عندما اغضبها..كنت البسها طبقا للسن والحالة التي تتوافق مع تغيرات حالتي النفسية..عروس عاشقة في العشرين..عروس صالون في الاربعين..ملكة بابليون في السبعين وقديسة في المئة.).
تتصدر الرواية القصيرة جملة من رواية(الجميلات النائمات)..وهناك من يظن بان ماركيز سرق الفكرة منها وارى الادق ان نقول الاستفادة لان العظماء لا يسرقون فقد خلقوا للابتكار والاصالة.
واذكر ان ماتيس قال بعد اول زيارة لبيكاسو بانه لن يعود اليه ثانية فقد اخذ اهم ما في فنه عنه.
تبدأ الرواية حينما اراد البطل بمناسبة عيد ميلاده التسعين ان يهدي لنفسه ليلة حب مجنونه مع مراهقة عذراء فيتذكر صديقته القديمة كاباركاس صاحبة بيت سري لممارسة الجنس للزائرين المتميزين لكنه لم يذعن لدعواتها حين كان اصغر سنا.
لقد تلفن لها ورغم انه فارقها عشرين سنة تعرف على صوتها في التلفون مع رنة الجرس وخاطبها بلا مقدمات(اليوم نعم).
امضى حياته بلا زوجة ولا مال امه اجمل امرأة اشترى لهما ابوه منزلا في مزاد علني..عمل لاربعين عاما نافخا في كابلات صحيفة(الدياريو)..وله راتب زهيد كمعلم لقواعد القشتالية.
في الخمسين بدا يحس باولى ضربات الشيخوخة فيبحث عن نظارته التي كان يلبسها وتناول مرة افطاره مرتين لانه نسي انه تناول افطاره الاول..وتعرف على انزعاج اصدقائه لانه يروي الحكاية مرتين.
لم يفعل شيئا حين انفرد مع مراهقته العذراء الحزينة البائسة التي كانت تعيل اخوتها..كانت مخدرة لساعات وهما عراة…وحين صحت الفتاة الصغيرة عز عليها ايقاظه فضلا عن التخوف من التجربة ومن مزاج متعكر فرضته حرارة الغرفة.