كنت مرغما على ضبط المنبه على الساعة السادسة كل يوم .
أصارع الزمن كي أسبقه،كم كان صعبا أن أسمع ذاك الصوت الثقيل الرتيب، هيا قم استقبل يومك الجديد،المهام كثيرة ومتنوعة.
لا أصدق ما أراه، نور خافت يقتحم ناظريّ عنوة،يذكرني بأنني،المسؤول الوحيد عن كل هذا الطاقم.
بسرعة أقضي كل حاجاتي،أغير ملابسي أتجمل، أتعطر،
أخرج السيارة من مرأبها و أتوغل في المسير .
هذا اليوم لم يرنّ المنبه،كالعادة،لم يقتحم ناظريّ عنوة نور الصباح، ظل الظلام متواصلا و ظللت متناعسا، لم يتجرأ أحد على إيقاظي…
راودني هاجس أن يزورني عملي بغرفة نومي على حافة السرير :
-أين أنت لم أعد أراك كل يوم كالعادة، هل كنت غاضبا مني؟
انتابني خجل مرير كيف سأجيبه؟!
– ربما نعم!
– ما الذي أغضبك؟
– لم أجد المفتاح، احترقت كل الدفاتر، كسرت كل الأقلام
التفت يمنة مرآتي تبتسم ساخرة،لم أفهم شيئا.
تبا لهذه الذاكرة المقعرة أسقطت عدة أشياء من بين الثقوب .
يقرع الباب بمئزره الأبيض القشيب مبتسما يبادرني ” مساء النور طال نعاسك لكن يبدو وجهك متوردا ، الحمد لله
لم تعد في حاجة إلى الإقامة في هذا القسم “
– لكن أين المنبه؟
– لم تعد في حاجة إليه، أنت حر، نعم حر، نم متى شئت و استيقظ متى عنّ لك ذلك…
– لماذا؟؟ هل فُصلت من عملي؟
– لا تفكر في العمل مجددا، لا تفكر البتة.
– هل مت؟
يصعب علي إخبارك بالحقيقة، لكنك قد أحلت على شرف المهنة. أنسيت أنك كنت تستعد لحفلة التكريم قبل الانزلاق؟!
تساقطت دمعاتي و امتقع وجهي البارد كالجليد .
– ما بك تأثرت ألم تكن تنتظر هذه اللحظة منذ نصف قرن.
– كنت أنتظرها في كامل قواي الصحية، لكنني الآن…
جذع نخلة اقتلع من صحرائه.
لا أتذكر شيئا مما قلت، هل تعيد لي المنبه؟
المنبه :
– الرجاء انتبه لحالك و اتركني لغيرك فالمهام صعبةو أجوار ينشدون السكينة و الهدوء …
الليل طويل و لم تبزغ الشمس بعد هل أكون حقا قد…
—
قصة قصيرة فائزة بالمركز الثامن في مسابقة القصة القصيرة دورة الأديب محسن الطوخي بمنتدى النقد العربي