كم هو مؤسف جدا أن يأتي عليك الصيف وانت موجز عاطل عن العمل، تكحل الدنيا في عينك، تستيقظ في الصباح ولا تجد مكانا تلجأ إليه،تمقت النهار أكثر مما تمقت الليل، تنظر إلى أصحابك ومن حولك فتجد كل واحد منهم مستقر في وظيفته، ومنهم من تفرغ للعطلة ينتقبل من شاطئ لآخر يستمتع بالحياة، بينما تعصرك أنت.
حاولت مرارا أن ابحث عن عمل لأختبأ فيه بعض الأيام واغيب قليلا عن أنظار العائلة ولم أجده، وحتى إن وجدته فلن أستطيع المكوث طويلا، أصحاب المشاريع هنا بالريف لا يرحمون أحدا، تشتغل ١٢ ساعة واكثر بمقابل بخسٍ جداً، سبق وأن اشتغلت العام الماضي في أحد المطاعم وعرفت كل شيء، عرفت كيف ان ظمائرهم ميتة، عرفت قيمة العمال المسحوقين عندهم، قليلون هم من يقبولك كما أنت،
قليل من يفهمك ويبذل قصارى جهده لمساعدتك.
بدأت الآن في عمل هنا بالحسيمة لا يتحاوز راتبه الشهري٣٠٠٠ درهما كما قلت، لا بأس، الى هذا الحد يكون الأمر بسيطا، فما أكثر من يشتغل بهذا الراتب في اللاوطننا، إنما الطامة أن تشتغل أكثر من إثنى عشرة ساعة بهذا الثمن الخسيس، طلبت من صاحب المحل أن يزيدني بعض الدراهم، أو يزوّدني ببعض الساعات للاستراحة، طلبته المرة الأولى والثانية والثالثة، وقبل أن أطلبه للمرة الرابعة أخبرني بأن أحد الأشخاص جاء ليحل مكاني ريثما يتصل بي في الأيام القادمة.
لا أدري ما مآلنا في المستقبل القريب صراحة، قرأت البارحة تدوينة على الفايسبوك يقول فيها صاحبها يصريح البعارة أن التعليم في المستقبل سيعتمد فقط على مسالك الاجازة في التربية، إنها كارثة بمعنى الكلمة، اصفر وجهي وأنا إقرا التدوينة، شعرت وأنا أتمعن في مضمونها بانهزام حقيقي.
لا التجارة نملك رأس مالها!
ولا معامل ذات أجور مستورة نلجأ إليها!
ولا وظيفة نطمع فيها!
ربما قد يكون الموت حلا مناسبا
فأن تموت مرة واحدة خير من أنت تموت ألف مرة وترى وابويك يموتا بجانبك من كثرة الهم