جعلت كأس العالم الأخيرة عائشة مغرمة بكرة القدم.. منذ أن سمعت بأن لاعبي الكرة يكسبون ملايين الدراهم في السنة، والبعض يكسبها في الشهر أو اليوم أو الساعة. أصبحت تتابع مع زوجها وأبنائها كل مباريات المنتخب الوطني. تسمع وتبحث في الهاتف كم يتقاضى كل لاعب..
قالت مع نفسها إن هؤلاء اللاعبين عكس السياسيين الذين يصعدون إلى البرلمان أو يسيرون الجماعات والمدن، يكسبون رزقهم بعرق جبينهم..
اليوم وهي تهيء وجبة الغذاء، رأت ابنها الصغير جمال يراجع لامتحانات السادس ابتدائي التي ستجري في وسط الأسبوع، فقالت له بعفوية:
ـ يا بني ضع الكتاب جانبا، وخذ الكرة، واخرج العب قليلا مع أولاد الدرب!
وبررت ذلك لنفسها:
ـ والده قرأ حتى سقط الشعر من رأسه، ورغم ذلك قهرته مصاريف البيت.. بالكاد نجد ما نأكل..
لو ساعد الحظ جمال الصغير، وأصبح مثل حكيمي أو كريستيانو لأدخلنا الجنة ونحن أحياء. أسرتا حكيمي وكريستيانو كانتا أيضا فقيرتين مثلنا.
أحست كأن يدا خفية صفعتها، وأعادتها إلى رشدها:
ـ لا يا عائشة يمكن أن يعمل ذلك في اسبانيا أو بلجيكا! هنا إذا لم تنتبهي جيدا، قد يخسر ابنك القلم والقدم معا!
مراكش 28 يوليوز 2024