يقول بيرميرد (١٨٦٧–١٩ حزيران ١٩٥٠) الشاعر والمفكر الكردي:
“پەڵی بەرد بۆ پەلی بەرزە، لەقەش بۆ سەر پەلی بەردار”
أي: “يرمی الحجر الكبير للغضن العالي، والرکلات تضرب علی أسفل الشجر”
ترجع معرفتي بموقع بصرياثا مصادفة الی أكثر من عقد، اول ما لا حظته و اسر مشاعري منذ تلك اللحظة کانت الروح الادبية والثقافية المرموقة للموقع ومن يقف خلفه، دون الالتفات الی الاسماء والضوضاء الاعلامي الواسع خارجا، وهذا برأي جعله مشهورا و رياديا، دون وجود الرسميات والمصالح والمكافآت والمحسوبيات. لذا تری معظم معتاديها هم من الكتاب والقراء الطبقة الشغوفة بالادب والفن خالصة دون أي دافع أو حافز آخر، بل حتی اصبحت مدرسة للاقلام اليافعة.
لكن هذا العمل والعبء الثقيل المحمول علی کتفي جندي مجهول لن يمر بسلام و أمان، دون العوائق، في حين ان من يدير هذا الامر له باع طويل في عالم الثقافة و لە حس مرهف کشاعر ايضا، وانسان له اهتماماته و حياته الخاصة في آن معا.
ولاشك بان ثقافة الجهل والرداءة والشتيمة تنتشر في الضفة الثانية کالنار في الهشيم، خاصة من قبل الجيل الصاعد والمتغذي علی مستنقعات شبكات التواصل الاجتماعي و فتات أرغفة عفنة في حاويات الغرب.
وكما يقول المثل “لا تخلو الواحات من ابن آوی”، بل نباح الكلاب بوجه القمر دليل علی جمال القمر و ليس قبحها، ولو کانت الدنيا تخلو من الانفس الشريرة لكانت هذه الارض جنة ، وهكذا نشهد للاستاذ عبدالكريم بالكرم البصراوي و نتوقع منه ان يکون رد فعله أثناء ضربه بالاحجار ان يرمي لهم الاثمار لان الكل ينفق مما عندهم حسب مقولة المسيح، و هذا هو ديدن المبدعين علی مر العصور.
يکتفي بان نری هذا الزخم المثمر علی ابواب المجلة و تواصل الجميع معها شرقا و غربا وأصبحت وقودا و دافعا فعالا لاستمرارية مديره و حافزا له بالتقدم الی الامام والتطور بالمجلـة الی ارقی المستويات. وليس هذا الامر بالهين، اذ انه ينير طريق المعرفة و يعرف الانسان بسمو روحه الابداعي بل تعتبر التفاتة جميلة و هادئة الی حيثيات العتمات في واقعنا و تبديلها نورا و ضياءا؛ و تصالحنا مع انفسنا و غيرنا عن طريق الادب والفن والابداع الروحي والفكري لهذا الانسان المنحطم في عالمنا المليء بالصراعات الغير المعنية و ثقافة الهدم ونبت السلبيات في الانفس والمجتمع.
بأسمي و بأسم الكتاب الجادين نشكر الاستاذ عبدالكريم العامري ونشيد بدوره لعطاءاته الوافرة و الزاخرة بالابداع و الافكار الجديدة و خطواته الثابتة الی الامام و الرقي بالمجلة وموقع ‘بصرياثا’ الی القمة .
ختاما تقبلوا فائق الشكر والتقدير للأستاذ العامري و جميح الأقلام المبدعة والمشاركين في الموقع والمجلة منذ أول يومهاالی يومنا هذا، و نهنيء الجميع بمناسبة مرور ٢٠ عاما من العطاء المثمر لهذە المٶسسة الثقافية الرائدة.