إذا غلقتُ بابي، فلديّ النوافذُ مشرعةٌ في مكتبتي..
ما يراهُ سواي رتابة ً يومية ً أراهُ تمريناتٍ رياضية ً للنفس والعقل واللسان.
مبتدئةٌ ومتواضعة ٌ، في قراءة الأيام إلا إنها دائما ما تستقبلني بتحيةٍ جميلةٍ يحملها هاتفي مِن شخص ٍ ربما امضى بعض الوقت في التفكير وذلك يشعرني بالامتنان وأحيانا بالاعتذار.. لستُ متأكدةً مما إذا كانت هذه الأيامُ جيدة ً أو سيئة ً لكن أشعرُ أنني كنتُ أنتظرها منذ فترةٍ طويلة.
ذات نهار صاخب سألتُ جدتي: لماذا تنظفون وتغيرون ديكورات البيت؟ لماذا ترقص النساء في الأعراس؟ لماذا نلبس ثياباً زاهية َ الألوان في الأعياد…؟.
تأملتني جدتي بعينين مبتسمتين وبهدوء خاطبتني: كي نحرّك الفرح يا حفيدتي..
من وقتها وأنا أدركُ أن الفرحَ منتشرٌ ماثلٌ بيننا إلا أنه ساكنُ، ينتظر منا.. أو ينتظرنا
لذلك علينا تحريك الفرح من حولنا.. في العشب في الحجر في الصمت في الجدران في المصابيح.. وكلما تحرك الفرحُ كلما اتسعت رؤياي لسعاداتٍ كثيرةً في جزئيةِ الأشياءِ التي يهملها الأخرون.