(*)
ثيابٌ مِن ديباج وأطلسٌ مموج
ثيابٌ منسوجة ٌ بخيوط ِ الذهبِ
الأكمامُ مطرزة ٌ بخيوط الفضة ِ
الثيابُ ملونة ٌ بالزخرف
و نمنمات ٍ متناسقة ِ الألوان
لهذه الثياب ُ خفة ُ الفراشة ِ
وعنفوان النسور
(*)
صباحٌ له صفاء اللبن الرائب
مَنْ ذا الذي يتزمّل ُ في ثيابِك ؟
كأنه يهمسُك َ من أقصى الكون
همسه ُ يوقظ ُ الجوري بندى الفجر
ويراقص القداح في روحِك َ
تتنفس ُ المباخرُ مِن همسه ِ
مَنْ ذا الذي يتزمّل ُ…
وتحط ُ فواخت الفجر والظهيرة والدلوك
على منكبيه..؟
(*)
آنية ٌ مِن فضة ٍ
كؤوس ٌ مِن بلّور
عصيرُ ليمونٍ
ممزوج ٌ بالعسل فيها.
(*)
أهلا..
صديق الحصى
والقواقع
والأصداف
والزجاجِ الملوّن
والمعشّق
وشظايا بلّورٍ بِلا شوائب.
(*)
بحّارة ٌ وحجاج
شيوخ ٌ ورهبان
أعيان ٌ وأغوات
قباطنة ٌ وكبار موظفين
عسسٌ ولصوص
حين تصبح ُ العتمة ُ حالكة ً
يختلفون إلى خمارة ِ الكورنيش
ما بين رسوٍ وإقلاع.
(*)
جواري يرتدين فوق قمصانهن
شالات ٍ مِن كشمير
يضيئن المكان
بالعزف على السيتار
يمرق العزف من النوافذ
يضيء الشوارع
يضيء
البيوت
الدكاكين
سطوح المباني
الأشجار
العزف يتصفح الذاكرة.. يسقي الينابيع.. يراقص رباب السماء
وزهور الحدائق وال…
يهرع الرجال والنساء والفتيات والفتيان نحو مكان العزف
يدخلون العزف يواصل عذوبته ويجعل الكل يتطوحون
ولا أحد َ رأى المكان خاليا من العازفات وآلاتهن
(*)
مِن روح تلك الغابة المهيبة
ينتزعون المحاريب والأبواب
الأرائك والمناضد
خزانات المعرفة والعرفانية
ثم يقصدون
دكاكين القماش والصاغة والعطور
والثياب والتوابل
لوازم: الخياطة والأعراس وأسرجة الخيل
يبتهجون بجهدهم هذا
لكن أصغرهم يصغي ويتجعد وجهه
ويروغ نحو الغابة
وحين يعود يخاف النوم
ولا يشعر بالجوع
(*)
لمن هذه القافلة ؟ المكونةِ من سبعة جمال
وثلاث حمير وعربتين
تجرهما ثمانية خيول
عربة ٌ مكتظة بالأقفاص
ولوازم (الهندسة والخياطة والحياكة)
وعربة ٌ تحمل التموين والمتاع والرايات المستلقية
والتوابل والأعشاب الشافية.
لمن هذه القافلة؟ تظهر وتختفي
مَن يقودها؟ أين ركابها؟
قافلة ٌ عبرت وهاداً وتلالاً
توقفت عند الينابيع
استراحت في ظلال الشجر
نصبت الخيام
مَن نصب َ الخيامَ
وفتح أبواب الأقفاص
لتخرج الطيور والطواويس والسناجب
الكل يتمطى ويمرح
ثم تدلف في أقفاصها طواعية ً
تواصل القافلة سيرها
بعد قمرين
انشطرت قافلتين
سلكت واحدة ٌ الدرب المؤدي إلى الوادي
وإلى شاطئ الكورنيش سلكت القافلة الثانية
تقاسمتا كل شيء
الآن..
في الليالي البيض
أعلى من القصور والمباني
تظهرُ قافلتين
ثم تصير قافلة واحدة
تواصل المسير..
الأوّل من كانون الثاني 2025