
دعني أرتب صدر القصيدة
كلما طال الليل
أجفف مدامع الحرف الحرون،
فهذا الشعر أكبر من المرايا
من وجه شاحب تكالبت عليه الظنون
دعني أقبض على استعارات
تُرسم بغنج ودلال ..
تمسح وجه الحزن عن الموجوعين
تهدي للعرايا معاطف من حلم ويقين
هذا القلب أغنية نسجت بصبر ولين،
تحتاح لعازف لا يشبه العازفين
يجيد تربية المعنى ..
يحفر في صدر القصيدة بستانا
وحقلا ..
فتمطر سماء النص بفاكهة وتين ..
دعني أقبض على وجه أمي
وسبحة أبي الذي علمني أن أحلم ..
أن أنسج من ضلعي حرفا
يأوي كل مشردي هذي الأرض اللعوب..
أن أضمد جروح المكلومين
دعني أمطر ..
فالمطر سحر الغواية في قوافي الروح ..
دعني أمسح عن وجه صغيري
مساحيق زمن متفحم ..
فوجه الأم مرايا صادقة
تيممت هي من نبع اليقين ..
فكانت صلاتها رحمة ..
جنة لكل موجوعي الأرض ..
دعني أقرئك سلامي
فغدا قد تسرقني مراياهم
فأغادر هذا العالم دون إشعار يقين ..