
قُربَ خيالِها المتَّقدِ،
أشعلتْ قلمَها،
خطَّتْ بحروفٍ من جمرٍ
على منصةِ الغياب:
“مرَّ من هنا…”
كومضةِ بريقٍ ماسيّ،
كصبحٍ نديّ،
كنكهةِ مطرٍ تُعانقُ
سيقانًا يابسةً
قُربَ بقايا مشتلٍ قديم.
كانتْ هناك،
تنتظرهُ كلَّ صباحٍ،
تغسلُ قطراتُ النّدى زهراتِها الذابلة،
تنفضُ عنها غبارَ السنين،
لكنّه… لا يأتي.
هكذا رسمتْ بوحَها
على خشبٍ قديم،
قُربَ موقدٍ من جمرٍ،
وفنجانِ قهوةٍ
يفيضُ بعطرِ الحضور.
لكنّها، في كلِّ صباح،
كانتْ تشمُّ عطرَه العالقَ في الأرجاءِ،
تعيدُ رسمَ ملامحه
على صفحةِ الانتظار…
وتنتظر.