
لاشك أن الطب مهنة ورسالة إنسانية في المقام الأول ولكن سادت الماديات على الكثيرين في المجال الطبي حيث تجد أسعار الكشف في العيادات الخاصة نار النار ناهيكم عن المستشفيات الخاصة التي اكتويت منها أثناء علاج أمي رحمها الله ٠
لكن برغم ذلك هناك نماذج طبية تستحق الإشادة والشكر والتقدير ولاعجب في ذلك لأن الخير في أمة خير البرية سيظل حتى تقوم الساعة وهنا أتوقف مع الدكتورة عائشة محمود محرم أخصائية الأطفال بمستشفى أشمون العام بمحافظة المنوفية التي ضربت مثالا رائعا في الوطنية والوفاء والإخلاص بإصرارها على أداء دورها الإنساني وواجبها المهني تجاه المرضى وتمسكها بنوبتجية عملها على الرغم من وفاة والدتها في المستشفى الذي تعمل به حيث حضرت والدتها إلى مستشفى أشمون العام يوم الثلاثاء الموافق 18 فبراير 2025 لأنها تعاني من أزمة قلبية وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة داخل المستشفى وتم حجزها على الفور بالرعاية المركزة إلى أن توفاها الله في تمام الواحدة صباحا وكانت الدكتورة عائشة نوبتجية في ذلك اليوم وقامت باستدعاء أشقائها لتسلم جثمان والدتها ورفضت ترك المستشفى خوفا على الأطفال حيث كان يوجد 50 طفل محجوزين في القسم الداخلي و18 حالة في الحضانة و6 حالات في العناية المركزة للأطفال وكانت وصية أمها أن تتقي الله في عملها بالمستشفى والإحسان إلى المرضى وحسن معاملتهم كما أقسمت الدكتورة عائشة قسما وهو أن تراعى الله فى عملها وأن تعمل مالديها من أجل راحة المرضى ولذا أصرت الدكتورة عائشة على استكمال النوبتجية بالرغم من توفير بديل لها وبعد أن انتهت من عملها توجهت على الفور إلى منزل والدها لتوديع أمها وحضرت معه الغسل وقامت بودعها.
علم الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان ونائب رئيس مجلس الوزراء بذلك وعلى الفور قدم واجب العزاء للدكتورة عائشة لوفاة أمها كما شكرها على موقفها الوطني العظيم ٠
مصر بخير ياسادة ومهما حاول البعض طمس القيم النبيلة وبث النماذج السيئة لتحطيم الأمل داخل النفس الإنسانية فإن الغلبة في النهاية للخير والحق والجمال وليتنا نعلم تمام العلم واليقين أن الأكذوبة تموت وحدها كما تموت السمكة في الصحراء.