
تشير الدراسات على ان علاقة الكتابة بالكلمة علاقة تأملية ومؤشر ايجابي على الحكمة والموعظة التي تناط الى ذلك الشخص اذ اننا عادةً مانكتب بهدف ان نوثق، وننقاش ماكتبناه، لاظهار قضية ما بطريقة السرد الحكائي الذي يحمل الايماءة والاشارة التي تتميز بالكلام وعلى حد تعبير “رولان بارت ” إنَّ ثلاثية الكاتب تتكون من اللغة والأسلوب والكتابة وتتشكل عن طريقها العملية الإبداعية لديه، على الرغم من أن هذه الثلاثية تكمل بعضها بعضاً، كون: اللغة هي المادة، والأسلوب هو الطريقة، والكتابة هي الشكل الذي يغلف اللغة والأسلوب.
وعندما نكتب نجد ان الكتابة وسيلة عما يدور في داخلنا من اوجاع تكمن في تدوينها على الورق؛ فالكتابة حفظت تراث الامم من الضياع، اضافة الى أنها وسيلة من وسائل الاتصال بين الأفراد والمجتمعات وحتى الأمم مهما اختلف الزمان والمكان إنها وسيلة للتعبير عن الأحاسيس والمشاعر والأفكارووسيلة لنقلها للآخرين .
وهنا اود ان اشير الى ان الكتابة بشكلها السردي تتضمن مجموعة من النظم وهي:
اولا: النظام الزمني المعاصر بمعنى ان الباحث في هذا المجال السردي يعمل جاهداً بابداعاته الفنية في التلاعب الزمني بسرد القصة ماينتج عنه ظهور مفارقة سردية تدل على كل اشكال الاختلاف بين ترتيب زمن القصة وزمن الخطاب.
ثانياً: النظام الزمني غير المعاصر (السرد غير الزمني) هو اسلوب سرد القصة خارج الترتيب الزمني
فبدلاً من البدء من أقرب نقطة زمنية وتقديم الأحداث بالترتيب الذي حدثت به قد تشق القصة غير الزمنية طريقها إلى الوراء أو تقفز بالوقت.
ثالثا: النظام الزمني المتقدم ﻓﺎﻟﺰﻣﻦ اﻷدﺑﻲ أو اﻟﻘﺼﺼﻲ ﻫﻮ زمن التجارب والاحداث التي تلازم الكاتب ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ زﻣﻦ واﻗﻌﻲ وإﻧﻤﺎ ﻫﻮ زﻣﻦ اﻓﺘﺮاﺿﻲ أو ﻧﺴﺒﻲ إﻧﻪ ﻣﺠﺮد ﻣﻦ اﻟﻜﻼم أو اﻟﺴﻤﻊ أو اﻹﺣﺴﺎس وﻟﻜﻨﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت واﻟﻮﻗﺎﺋﻊ، ويشكل اﻟﺰﻣﻦ واﺣﺪا ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻤﻘﻮﻻت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻹﻧﺴﺎن.
رابعاً: النظام الزمني المعلق الكينونة النوعية للزمن في القصة القصيرة في توافقه مع بنائها التخييلي العام ومع رؤية القاص للذات والوجود والسياق تتجلّى متَّصلةً بالكثافة والسرعة الزمنية المنفتحة على الماضي والمستقبل
خامساً: النظام الزمني الخلفي، وهو يحاكي الاحداث على أنها وقعت في الماضي أو في الحاضر أو المستقبل فالزمن في السرد ليس زماناً واحداً بل زمانين:أحدهما حاضر والآخر مختلف تبعاً للأحداث.
ادوات الحكواتي السردية
يتمتع الحكواتي بعدة مهارات في سرد القصة ناهيك عن المهارة التي يتمتع بها والتي تتطلب منه الموهبة فضلا عن الخيال الواسع الذي يتطلب احيانا من الحكواتي تأليف قصة ذات طابع خيالي او ادبي او تثقيفي وذلك حسب الفئة المستهدفة لسرد الحكاية من الناحية العمرية والغاية.
ختاما ً نقول ان ما يتعرض له الاطفال والصغار من عنف اسري وعنف مجتمعي وعقائدي تعرضه الى صدمات نفسية، واجد ان السرد الحكائي عن طريق قص الحكاية التعليمية والاهتمام بافكاره في هذه المرحلة العمرية من خلال الحكاية الاخلاقية السامية الموجودة بالفطرة وسرد حكاية خيالية تحكى شفاهيا ً بعد تدوينها بشخصيات خيالية ورمزية وتدور أحداثها في زمان ومكان غير محدّدين لغرس القيم والثوابت الانسانية الرصينة .