
مازلت طفلة يا أمي
أرسم فراشات على صفحات محياي
ألونها بألوان الطيف السبعة
و لا أكلمها إلا عندما تطير
في العشي أحيك جوهرة قفطانا
من نسج خيالي لدميتي المفضلة
وأجلسها بأهازيج وترانيم عروسا
على هودج افتراضي منمق بأريج أصفر و أبيض
وعلى نغمات الحياة
أراقص إحدى الفراشات المورفة
إن هي عادت…
في العطلة الصيفية
أساعدك يا أمي في الأعمال الروتينية
تعلمينني نهج الأفراح و خلع الأتراح
تارة أغسل أكواب الكسل
وطورا أعصر قمصان الأمل
أنفض غبار قصص أطفال
عن ظهر غيب، حفظت عناوينها
ووعدا سأكمل محتواها
سنو وايت و الأقزام السبعة ، ساندريلا
ليلى و الذئب ، تأديب الأميرة …
على حدة أتابع حلقات الكرتون
أضحك مع “صاحب الظل الطويل”
ولا ترعبني سهام ” روبن هود ”
دون سفينة أسافر و ” السندباد ”
بين مد و جزر ، لا أخشى الأمواج
أنتظر عودة أبي من العمل
و لا يضنيني السؤال عنه إذا تأخر
أرقبه من العتبات و جريا أعانقه
أفتح له الأبواب الموصدة إذا نسي المفاتيح
أهنأ بأصوات خطاه
ولا أكترث لزخات المطر و هزيم الرعد
ألعب الحجلة و الغميضة و نط الحبل …
أردد : ” تفتحت يا وردتي ، تجمعت يا وردتي ”
أتلذذ بحلوى كعب الغزال و غزل البنات الزهرية
أرشف شاي السنين الأخضر
ولا أعد ما تبقى من ورقات الياسمين
لم أكبر إلا عند موت أبي
صفعت حينها فقدا
بلغت من العمر عتيا
ولو أنني مازلت يا أمي في عينيك طفلة
طفلة من زمن بعيد ، غابر
دمت لي ، دمت لك
و ما دائم إلا وجه الله .