أنتَ قصيدةٌ مجنونةٌ
على أطرافِ القوافي طيفُ الشِّعر يمضي بنا على مراكبِ البحرِ إلى زوايا البؤسِ المهجورةِ منذُ آلافِ الخدعِ المنمقةِ بالهوى.
نغرقُ في شواطئ الكلماتِ المصطفةِ في مرايا أمواجِ الوجدان، وبينما أستحثُ القلمَ على العومِ؛ يقذفُنِي مدُّ المجازِ على انعكاساتِ الليل.
أنتَ قصيدةٌ مجنونةٌ
تسكنُ بين شطريها تباريحُ الشغفِ
تُغمسُ في المحبرةِ أناملٌ هائمةٌ هامسةٌ لوجهِ القمرِ عن نارِ الانتظارِ التي تُخبتُ بينَ دُقاعِ الشفق.
أَومَا هناكَ أملٌ في عودةِ النوارسِ من بلدانِ المهجر؟
أنتَ قصيدةٌ مجنونةٌ
لا تحتويكَ معلقاتُ الشِّعرِ على أسوارِ البدرِ،
فأينَ أفتشُ عنكَ؟!
هل في بزوغِ الفجرِ أم في غياهبِ الغروبِ؟!
كأنكَ في جوفِ قلبِِ بالكتمِ مغصوبِِ، وبالنسيان مغلوبِِ!!
فامضي يا نفسُ في الغيابِ ولا تلفتي لماضِِ منكوبِِ.
أنتَ قصيدةٌ مجنونةٌ
في آخرِ الليلِ تغازلُنِي حروفَك، لتشرقَ على صفحةِ الأكوانِ قوافلُ بلاغتي.
بعدَ أنْ رموني في غيابةِ البئرِ؛ أخرجَني دلو السيّارةِ من ظلماتِ الضغينةِ إلى انبعاثاتِ الحلمِ الموعودِ.
تحتَ جنحِ الصمتِ تختبئُ آمالُ روحِِ لا تيأس من روْح الله.
كلما أبصرتْ سوادَ الحقائقِ علّقتْ أنظارَها بخيوطِ الفرجِ الكامنةِ خلفَ ديجورِ الليلِ المنقشع.