
هناك على رصيف الذكريات جلست تُلملم شتات الماضي، تُفتش عنه في ركام روحها المنكسرة..تستدعي صورته التي مازالت تسكن قبو ذاكرتها.
لم يتبقَ الا طيفه يداعب خيالها كلما سافر الشوق في أعماقها، رست بها سفينة الحنين على شاطئ عينيه التي لاطالما ابحرت فيهما، ذلك من أحبته في سنوات عمرها الغضة، من حلمت أن ترتوي من رحيق شهده.
من شرفة الحنين، أرسلت نظراتها إلى أماكن كانت تسكنها أنفاسه، تلك الدار التي حلًمت أن تدخلها يوماً عروساً له.
الحسرة تبتلعها ! تقاطرت دموع عينيها..أجهشت بالبكاء حتى أفرغت حمولة الحزن من مركب فؤادها.
مع المغيب نفضت عنها غبار الذكريات..احتزمت بالصبر..وعادت تاركة خلفها ضميراً مجلوداً، وركام
أشواق تبعثرها،كلما هبت رياح الحنين في قلبها، مدت يدها له، ذلك الستيني ،الذي بات يتكئ على عصا شبابها.