أديبة مراهقة ..
فى ملكية القرون الوسطى ..
فقيرة بائسة .. كمدينة الفقر التى تعيش بها ..
لا يلتفت إليها أحد ..
أحبها رجل عجوز أجنبى .. جنتلمان ثرى هو ..
فى ضباب الليل واعدها .. ذهبت ترتعش ..
وفى أول زيارة ..
لمنزلها الفقير المتواضع .. أحبها ..
وأحب أبوها الإسكافى وأمها البائعة المتجولة ..
وأحب إخوتها السبعة .. الذى يمزقهم حميعا .. الفقر ..
طلب منها .. والوله يقطر منه .. أن تصنع من أجله .. ومن أجل الحب .. أعواد ثقاب حمراء ..
فصنعتها وهى تجيش به .. وتتغزل فى وجهه النحاسى .. وشاربه الرفيع اللامع .. وعصاه الذهبية ..
وفى الزيارة الثانية ..
طلب منها .. وهو يرسم لها .. بيوتا من الغزل .. أن تصنع قداحة ..
ففعلت .. وهى تخط الروايات عن عشقهما .. ذلك الرجل الذى سينتشلها .. من الفقر .. هى وعائلتها ..
وفى الزيارة الثالثة ..
أخذ الأعواد والقداحة .. وغاب .. غاب شهورا .. فنهشها الحزن والقلق ..
غاب فى مهمة .. أسماها بالمقدسة .. ليضىء ظلمات المدينة الفقيرة ليلا ..
لكن لا تجىء الرياح .. بما تشتهى السرائر ..
ففى ليلة غبراء ..
إشتعل ضباب المدينة .. إشتعالا ..
وصارت القداحة أداة شر .. وفر الرجل الجنتلمان بفعلته .. ذاب فى الضباب .. وكما ظهر .. إختفى نهائيا ..
أإرهابى هو .. أم عميل سرى ..
أعنصر مندس من دولة معادية .. جمهورية مثلا معادية للملكية .. لا أحد يجزم .. لا أحد يعلم ..
وتم القبض على شركائه ..
لا يوجد شركاء .. مجرد شريكة واحدة .. حمقاء فقيرة تافهة ..
وعلقت صانعة أعواد الثقاب على المقصلة .. بتهمة العمالة لدولة معادية ..
من تلك الدولة .. لا أحد يعلم ..
صارت كبش فداء .. لحفظ ماء وجه الملكية فى بلادها .. ونظام شرطتها الرخو المتداعى ..
الذى مهمته حفظ النظام .. والبطش دائما بالفقراء ..
وعند قطع رأسها ..
بكت المقصلة .. ونطق الضباب بالحقيقة
لقد غرر بها .. السيد العميل الجنتلمان ..
أحرق المدينة الفقيرة وفر .. نكاية فى البلاط الملكى .. والمليك وحاشيته ..
وصارت هى قديسة .. فى نظر الفقراء .. الذين من أجلها .. سينكل بهم تنكيلا .. عبر سنين قادمة ..
وغدت هى .. القديسة صانعة أعواد الثقاب ..
التى أضائت المدينة حرقا .. من أجل قضية الفقراء .. دون تعمد وبحسن نية ..
قد خدعها الحب ..
وصارت مدينتها على مر السنين .. كانت ولا تزال .. مدينة فقيرة بالفعل .. لكن .. مدينة حذرة ..
فتياتها حذرات مع الجميع .. الأجانب وغيرهم .. لا تسقطن فى الحب .. وتعلموا من حماقة قديستنا ..
القديسة صانعة أعواد الثقاب ..