توفى صباح يوم الثلاثاء 7 أكتوبر 1973 العالم الدكتور أحمد عمر هاشم بعد صراع مع المرض وأقيمت صلاة الجنازة بعد الظهر في الجامع الأزهر وأيضا الصلاة عليه أيضاً في المسجد الهاشمي بعد العصر وتوارى جثمانه بين ثرى مقابر العائلة في قرية بني عامر مركز الزقازيق الزقازيق بمحافظة الشرقية شرقية وقد نعته رئاسة الجمهورية كما نعاه شيخ الأزهر وجامعة الأزهر .
يذكر أن العالم الدكتور أحمد عمر من مواليد 10 محرم عام 1360 هـجريا الموافق 6 فبراير 1941 م في قرية بني عامر مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية وينتمي اإلى عائلة كريمة ينتهي نسبها إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما وتربى العلامة في الساحة الهاشمية بقريته والتقى فيها بالعلماء والصالحين وكان يواظب على حضور حلقاتها القرآنية والعلمية منذ نعمومة أظفاره
بدأ الشيخ أحمد عمر هاشم مسيرته العلمية في الأزهر الشريف حيث درس العلوم الشرعية وبرز في مجال الحديث الشريف وفي عام 1961 تخرج في كلية أصول الدين جامعة الأزهر وحصل على الإجازة العالمية عام 1967 ثم عُين معيداً بقسم الحديث بكلية أصول الدين وحصل على الماجستير في الحديث وعلومه عام 1969 ثم حصل على الدكتوراه في نفس تخصصه وأصبح أستاذ الحديث وعلومه عام 1983 ثم عُين عميداً لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987 وفي عام 1995 شغل منصب رئيس جامعة الأزهر قدم العالم الدكتور أحمد عمر هاشم العديد من المؤلفات الإسلامية منها منهاج المسلم والمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي والإسلام ومكارم الأخلاق كما كتب الشيخ العديد من المقالات في مجال الحديث الشريف وعلومه قام بأداء العديد من الدروس والمحاضرات في المساجد والجامعات وساهم في نشر العلم الشرعي والدعوة إلى الله بأسلوب بسيط وواضح كما كان من أعضاء الهيئات الإسلامية وشارك الشيخ في العديد من المجالس والهيئات الإسلامية وكان له دور فعال في الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية
كان للشيخ أحمد عمر هاشم تأثير كبير في المجتمع الإسلامي حيث ساهم في نشر العلوم الشرعية وتوضيح مفاهيم الإسلام بأسلوب سهل ومبسط كان له دور كبير في تربية الأجيال الجديدة من العلماء والدعاة ونظراً لمساهماته البارزة في مجال العلوم الإسلامية حصل على العديد من الجوائز والتكريمات من جهات مختلفة تقديراً لجهوده ومنها جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1992م وتقلد وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تقديرًا لدوره الدعوي الرائد ومكانته العلمية والثقافية العظيمة في مصر والعالم كله وكانت تربطه علاقة قوية بفضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى والذي أوصى بأن يغسله الدكتور أحمد عمر هاشم بعد وفاته وقد تم ذلك .
كتب العالم الدكتور أحمد عمر هاشم الشعر ومن أشعاره نذكر هذه القصيدة التي كتبها في مدح الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :
رَبَّاهُ أدركْ بنى الإسلامَ ربّاهُ
فالغربُ ينفث حقداً من ثَنَاياهُ
آذَوْا رسولَ الهدى واسْتَمرَأُوا صَلَفاَ
رسماَ بذيئاَ شعوب الأرض تأباهُ
عاثُوا فساداً وزادُوا في تمرّدهم
أَوَّاهُ من ظلمهم يارب أَوَّاهُ
لم يعرفوا قدر هَادينَا ومنُقذنا
هل كان يُرْحَمُ هذا الكون لولاه ؟
ما بالهم كَرَّروا الإيذاء ثانيةَ؟
أما دَرَوْا ان رب العرش يرعاه ؟ !!
أما دروا ان رب العرش عاصمه ؟!
وإن رموه بسوء في الدنُّا تَاهُوا ؟!
سلوا ( الدنمارك ) عن رسامهم وسلوا
هل كان حقاً له فَنٌّ تبنّاه ؟
قال الأُلى أنصفوا : لا فنَّ في يده
وانما هو شيطان نَبَذْنَاهُ
يا أمة المصطفى توبوا لبارئكم
حتى يردَّ عدوا فاغِراً فاه
فالابتلاءات لم تنزل بأمتنا
إلا بذنب عظيم قد فعلناه
قوموا اتقوا الله وادعوهُ فلا أملٌ
في النصر – يا أمتي – إلا بتقواه
يا أمتي وحدوا في الحق صفَّكمُوا
إن التنازع للخُسران عُقباه
حبيبنا المصطفى من ذا ينازعه ؟
حبيبنا المصطفى من ذا تَحدّاه ؟
نحب أحمد أغلى من محبتنا
لنفسنا بِدِمَانَا قد فَدَيْنَاه !!
هو الحبيبُ المرجَّى يَوم لا أحدٌ
فى موقف الحشر يَدْري أين مَثْواهُ
هو الحبيبُ المرجَّى يوم لا أحدٌ
يَسطيعُ دفعَ عذاب قدَ تَغشَّاهُ
له الشفاعة دون الرسل قاطبة
فبالشفاعة رب العرش أرضاه
يا أمتي اتجهوا لله في ثقة
ان تنصروا ربكم يَنْصرْكم اللهُ
من قبل مولده لاحت بشائرهُ
فى عالم الغيب قد سمَّاه مولاهُ
وبشرت رسل المولى ببعثته
كُلٌّ تمنى على الرحمن يلقاه
وعاهدوا الله في حب لنصرته
عهداً أكيداً ورب العرش أمضاه
أثنى عليه إله الخلْق في خُلُقٍ
لا شيءَ في الكون اسمى من سجاياه
وأقسم الله في القرآن في وَضَحٍ
بعمره .. لِيمِينِ اللهِ مغزاه
أَبَعْدَ هذا يَرُومُ الآثمون أذىً
واللهُ أكمل معناه ومبناه ؟
من ذا الذي جَرَّأَ المغرورَ فانطلقت
بالزور والإفك والبهتان كفاه ؟!
أتلك نزعةُ عدوانٍ بأنفسهم
أم ذاك حقد دفين في حناياه ؟ !
ما اهتز إسلامنا يوماً بخالقنا
ولا بخير رسول قد أجبناه
ليست محبتنا قولاً نردده
بل حبه في نياط القلب مَأَواهُ
هو الوحيد دعاه الله خالقه
فى يوم مَسْرَاهُ كي يحظى برؤياه
وكرّمَ اللهُ لُقياه بحضرته
يا سعد منْ كرّم الرحمن لقياهُ
كما كتب حامد أبو الغيط قصيدة شعرية وأهداها إلى استاذه العالم الدكتور أحمد عمر هاشم الذي قام بالتدريس له في المعهد العالي للدراسات الإسلامية وقال فيها :
قُلْ لِلَّذِي نَشَرَ العُلُومَ تَحِيةً
مِنِّي إِلَيْكَ عَلَى مَدَى الأَيَّامِ
يَا مَنْ نَشَأْتَ عَلَى الشَّرِيعَةِ يَافِعًا
وَحَفِظْتَ قُرْآنَ الإِلَهِ السَّامِي
وَدَرَسْتَ سُنَّةَ أَحْمَدٍ بَتَمَعُّنٍ
حَتَّى أَفَدْتَ هُنَا أُولِي الأَحْلامِ
وَنَشَرْتَ عِلْمَكَ لِلأُنَاسِ جَمِيعِهِمْ
وَأَفَدْتَ أَهْلَ الأَرْضِ وَالإِسْلامِ
وَلَقَدْ سَعِدْتُ سَعَادَةً لا تَنْتَهِي
إِذْ كُنْتَ أُسْتَاذِي، إِلَيْكَ سَلامِي
لِي فِي الحَدِيثِ عَلَى يَدَيْكَ عَلامَةٌ
مُمْتَازَةٌ فَرِحَتْ بِهَا أَيَّامِي
هِى الامْتِيَازُ بِقَوْلِ أَحْمَدَ سَيِّدِي
هِى مِنْكَ لِي كَانَتْ تُزِيلُ سِقَامِي
قَدْ حَفَّزَتْنِي لَلدِّرَاسَةِ رَاضِيًا
قَدْ نَصَّبَتْنِي حَالِيًا كَإِمَامِ
فَإِلَيْكَ حُبِّي سَيِّدِي وَمُعَلِّمِي
وَبَقِيتَ طُولَ الدَّهْرِ في الأَعْلامِ