هى ابنة العلم والحضارة .. نشأت في بيت محاط بسياج الثقافة والعقل الرشيد .. نمت الموهبة بداخلها منذ نعومة اظافرها فاكتشفت الإبداع بداخلها فصارت في درب الكلمة محملة بالقيم والتقاليد العربية الأصيلة فكانت من النماذج المشرفة للمرآة العربية المبدعة .. إنها الأديبة السورية ريمة الخاني الحاصلة على الدكتوراه في الأدب الإنساني والنقد الحديث وفي هذا الحوار نتعرف على الكثير..
المبدعة ريمة الخانى في البداية نود التعرف علي المولد والنشأة ومسيرك العلمي ؟
ريمه عبد الإله الخاني من مواليد دمشق عاصمة سوريا ووالدي هو دكتور الحقوق والرسام والكاتب والشاعر عبد الإله الخاني والذي أدى رسالته بصمت وفي الظل وقمت بالتدريس للمرحلة الابتدائية فترة ودرست هندسة الشبكات وحصلت على الدكتوراه في الأدب الإنساني والنقد الحديث وأنا داعية حديثة العهد بدأت مشواري الأدبي منذ سنوات عبر الإنترنت وهو الذي فتح لى آفاقا معرفية واسعة وعرفنى على عالم الأدب ولى مجموعة قصصية بعنوان باب الخزانة وتجارب من الحياة وهذا الإصدار يضم مجموعة من التجارب الادبية-وهو تدقيق الدكتور نزار أباظة والصحفية ملدا شويكاني وفى مجال الشعر لى ديوان شعري بعنوان طيف المشاعر ونشر بمصر ولى تحت الطبع سلسلة صباح الخير ومجموعة قصصية بعنوان طموح قاتل .
من اكتشف موهبتك ومن وجهك في صقلها ؟
سؤال وجيه جدا أخي الكريم واعتبر أول من اكتشفني معلمتى أثناء دراستى فى المرحلة الابتدائية وكنت حينئذ فى الصف السادس والمعلمة كانت تطرح فكرة لموضوع التعبير وكانت الطالبات الأخريات يغرقن في الثرثرة .. اما انا فكنت أحملها على محمل الجديد وابقى معها في مناورات كتابية وأنا أدين بأول فضل لمعلمتى نعمة الزين ووالدي شجعنى بقوة لكنه ولكبر سنه لم يستطع متابعتي أما عبر الإنترنت فبدأ مشواري الأساسي الذي فتح لي آفاقا قصصية فأخذت من كل كاتب روحه وملاحظاته وكنه كتاباته لكن جميعهم شجعونني أما فى المجال الشعرى فقد شجعنى الشعراء عادل العاني وخشان خشان والدكتور جمال مرسي ومحمد إبراهيم الحريري وغيرهم .
من وجهة نظرك ما هو الدور المتمثل في الأسرة والمدرسة والمجتمع تجاه المواهب ؟
حقيقة هناك تقصير ليس في دعم المواهب لكن في دعم العربية فمعظم من يدخل الأدب يدخله بلغة فجة يحتاج لمشوار طويل لصقله ومن هنا نعرف أن الإنترنت قد قدم الكثير لهؤلاء ولكن أمتنا أمة شعراء قبل الكتاب ورغم هذا ألوم كل صاحب موقع يجعل من موقعه عالم أدبي خالص ويغفل عن مناحي هامة أيضا غير الأدب فأمتنا العربية تملك من البلاغة مالا يمكن لأمة أخرى مجاراتها لذلك اقول دوما هل نحن بحاجة لشعراء أم لعلماء؟
تكتبين القصة والخاطرة والمقال والشعر والنقد فأيهم الأقرب إلى قلبك ؟
اشكرك على هذا السؤال وعلى رصدك لكل المجالات وأذكر أن الأستاذ الدكتور محمد حسن السمان قد تعجب من إلمامى بكل هذا وعدم تخصص قلمي بإحداها وربما بوجهة نظري الكاتب المجيد يجب أن يكون له دراية في جميع تلك الفنون لكنه سيبرز بإحداها بالتأكيد وأنا اعتبر أن الشعر أولا وأركن إليه واستعذب واستغل أي موقف شعوري خاص لأجد قلمي يخط بسرعة ما أشعر به وبخيال يدهشني شخصيا ومن هنا فالشعر أول اهتماماتى ثم المقال والدراسات النقدية ثم القصة برغم براعتي فى القصة وهذا الترتيب لا أعرف سره.
ما هي رسالتك التي تبغينها من كتاباتك ؟
أخى العزيز والمحاور الرائع إبراهيم خليل إبراهيم لقد لمست جرحا غائرا في نفسي لأنني دوما أواجه الكتاب عبر كتاباتهم بقولى : هل تكتب لتنتظر ردا ( االله يعطيك العافية ) أم ثناءا أم نقدا ؟ ومجمل القول أن الكاتب هوية لا حرف فقل لي مارسالتك أعرف من أنت ؟ وللأسف أن الكثيرين من الكتاب يكتبون تنفيسا أو للشهرة أو لإبراز عضلاتهم الأدبية لذا يقعوا في خلافات مخجلة فعلا مع أقرانهم ولانهاية لها ونشم رائحة حريقها عبر المواقع ولكل صاحب كلمة أقول : إن لم تكن كلمتك بلسما لمريض أو مهموم أو حافزا للجيل الواعد أو دعما لديننا الحنيف فمن الأفضل أن يكسر قلم صاحب كل ذي قلم فنحن فلسنا بحاجة لمثرثرين .
هل تتذكرين أول ما نشر من كتاباتك ورقيا ؟ وماذا كان شعورك وقت أن طالعت عينيك كتاباتك لأول مرة منشورة ورقيا ؟
سؤال جميل جدا وبصراحة اعتقدت أنني لن أكتب بعده وأن إبداعي توقف هنا لأن النجاح إن لم يتبعه خطوة مماثلة فهى طفرة .. نزعة .. رغبة لا غير .. وقد وزعت مجموعتي الأولى والتي نشرت أولا عبر دار الفكر ثم انتقلت لدار الكتب هدايا وكنت فرحة فعلا وأريد أن أعرف قلمى للقراء ولكن الآن وبصراحة انتقلت إلى مرحلة أخرى فتحت لي آفاقا وأنا دوما اقول : ماذا أريد أن أقول وليس ماذا أريد أن أكتب ؟ لأنني أريد أن أسمع صوتي لمن يدعى الصمم .
أيهما تفضلين النشر الورقي أم الإلكتروني ؟ ولماذا ؟
حاليا يعاني الكتاب من سوق كاسدة على جميع الأصعدة حتى طالب العلم يبحث عن الاستعارة لا الشراء .. لاحظ كم كتابا تملك وتابع كم مرة تقرأ الكتاب ؟ اعتبره لن يندثر فهو وثيقة لك لإثبات حقك فقط فالجهات المعنية لم تصل إلى المستوى الذي يكفل حمايتنا ولكن الكتاب الورقى سيبقى هو الأصل أما النشر الإلكتروني فهو خطوة للانتشار ومتعة حقيقية وأكثر اقتصادا وأسرع تناولا وتداولا ويساعد على تواصلك مع الآخرين وهذا مالا يملكه الكتاب الورقي .
هل النشر الالكتروني ساهم في القضاء علي صعوبات النشر الورقي التي كانت تقابل المواهب الواعدة ؟
نعم .. هذا صحيح ولكنه أدخل الغث بالثمين وشوش المفاهيم فالعناوين تشابهت والمضامين اختلفت وإن لم تكن تعلم يقين المعرفة عن ماذا تبحث أظنك ستضيع تماما خاصة في عالم البحوث فمثلا أبحث عن الصوفية النظيفة وللأسف لن تجد مرجعا كاملا سوى ما أورده الوهابيون عنها وهم هنا يهاجمون لا يؤيدون هنا يجب أن تشتغل المنتديات للتقارب وللأسف أجد العكس تماما علاقات اجتماعية معظمها منحرف ولم تضف لنا أي جديد أو خطوة إلى الأمام سوى مزيد من الحروف !! شللية إلى حد الغثيان والقرف.
هل تؤيدين من يرددوا أن الرواية أصبحت ديوان العرب وإنها أخذت الريادة من الشعر العربي ؟
لا مقارنة أبدا ولكن ورقيا تفوقت فعندما تذهب إلى مكتبة أنظر إلى روادها وإلى أين يتجهوا ؟ قل من يشتري ديوانا شعريا ؟ أما الرواية فسوقها أكبر خاصة أن لها طريقا إلى فن التليفزيون أو السينما ومن هنا الطريق للوصول للنجاح والانتشار ولكن نحن شعراء في الأصل ولدينا كوادر ضخمة لكن جيلنا للأسف لايقرأ فمتى يدرك أهل التربية والعلم أهمية هذا الأمر ؟
هل توافقين على من يقسم الإنتاج الأدبى إلى نسائى وذكورى ؟ وأيهما الأقدر فى التعبير عن هموم المرأة فى الكتابة الرجل أم المرأة ؟
حقيقة كنت أؤمن بالتقسيم ومن خلال تجوالي عبر المواقع وجدت الظلم للمرأة وإنها ظل لقلم الرجل .. أسيرة لحبه ونزعاته المتغيرة كل يوم وخواطر اللوعة والحرمان .. أتعبتنا حتى قلت فعلا إن هناك أدب نسائي بحت ولا أكذبك الحديث إن قلت أن المرأة انتقلت للأفضل عبر كتاباتها على الإنترنت وأثبتت جدارة قلمها وقد لامني الكتاب عبر صبا حياتي لفكرتى هذه وأنا أقول أن القلم واحد ولكن ألا ترى معي أنك لو دققت قليلا لوجدت اختلافا في رقة القلم النسائي والألم الدائم ؟ لا أجد باحثة واحدة أو رائدة مقال اللهم إلا النادر ولكن أنا أفتخر بصديقتى نورية العبيدي ابنة العراق والتى التقي بها عبر الإنترنت وهى تعد من رائدات الرسالة الراقية وبشكل عام أقول أن النجاح واحد والقلم واحد ولكن من الذي سيثبت نجاحه فى عالم الأدب منفصلا عن الآخر ؟ يجب أن نستفيد من الإنترنت بشكل أقوى وأنفع .
ماهي الرواية أو القصة أو الديوان الشعري الذي قرأته ريمة الخانى أكثر من مرة ؟ وما السبب ؟
حقيقة أن قراءاتي الأساسية دينية فأنا هاوية للأدب ولازلت ولن اتخذه حرفة ولا طريقا لذلك عندما اقرأ كتابا لمرة واحدة قد يوحي لي بنص جديد لكن أبدا لن أعيد قراءته فعالم النشر واسع ولكن احتفظ بالكتب البحثية والدينية .
ماهي رؤيتك للمواهب الواعدة في سوريا والوطن العربي ؟
حقيقة هناك الكثير والكثير ويعجز المقام عن ذكرهم وفى الواقع أنا مقصرة في علاقاتي الأدبية لأمور عائلية وأسجل هنا أن هناك قصورا في اللغة العربية فكيف سنفسح لهم الطريق دون أن يملكوا استعدادا لسماع ملاحظاتنا أو أدوات تمكنهم من قبول تجربتنا ؟ ورغم كل هذا أنا عندى الآمال فى نخبة من الأقلام الواعدة وأتمنى من يعلم فى العقول والمسيرة الأدبية .
مارؤيتك لغد سوريا والأمة العربية ؟ وكيف الخلاص من الهموم القومية التى يعانيها الإنسان العربى ؟
أرى الضباب الكثيف الزاحف تجاه سماء الأمة العربية ولابد أن تطابق الأفعال مايتردد من الأقوال فكيف سننتصر بشعر لم يشعل أي فتيل لمقاومة أو يعالج مشاكلنا وأؤكد على أن القيود موجودة وهناك خطوطا حمراء لانستطع تجاوزها لذلك أفضل طريق العلم رغم صعوبته .
حدثينا عن الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها ريمة الخانى ؟ وما هى أكثرها اعتزازا لديك ؟ ولما ؟
هى تكريمات معنوية ولكن التقدير هو حافز وأظنني حصلت عليه والحمد لله ولا أريد المزيد غير رضى الله عز وجل .
من هو الكاتب والقاص والشاعر المفضل لريمة الخانى ؟
أنا أبحث عن النص لا الكاتب ويلفت نظري العنوان وغالبا الأسلوب يدريك بصاحبه لكن ولازدحام الساحة أكاد أجزم أن الأقلام على معظمها رائعة وأنا مقصرة بإيفائها حقها لما يستهلكه موقعي الإلكتروني من وقت للإدارة فهو يستنزف كل الوقت .
لمن تسمع ريمة الخانى من قراء القرآن و أهل المغنى ؟
استمع لأهل المغنى بدون قصد فأطرب لهم ولكن مازلت أفضل القديم وأحب أن اسمع القرآن من الشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ محمود خليل الحصري والشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد ويشجيني صوت السديسى .
من وجهة نظرك لماذا توارت القصيدة المغناة ؟
لقد تراجعت أمام هجمة الشعر العامي المطلوب للغناء ولكن القصيدة موجودة ولكننا لانبحث عنها للأسف ومازال عالم الفن يغرينا بملوثاته .
لك منتدى فماهى الرسالة التى كانت وراء إنشاء هذا المنتدى ؟
هدفي من المنتدى هو رضى الله تعالى وأتمنى أن يبقى منتداى نظيفا دوما أما العائد المادي فلا أبحث عنه ولكن الأسمى أن نعطي دونما أى مقابل واشكرك على سؤالك هذا الذى يهمنى جدا وأذكر أن البعض لامنى ومنهم من طلب ضم منتداي لمنتدى أخر له الصبغة النسائية وهذا أحزننى كثيرا فقلت : هل المرأة عاجزة عن إدارة منتدى ؟
ماذا تعني هذه الكلمات لريمة الخانى : الراوية .. القصة .. الكتابة .. الخاطرة .. المقال .. القلم .. الأسرة .. الرجل .. الأمومة .. الجوائز .. كتاباتك .. سوريا .. مصر .. الأمة العربية ؟
الرواية : مشروع يعطي للكاتب بصمة قوية لمسيرته .
القصة : نفحة من فن شديد التركيز وسهل التناول للقراء ويمكنك أن تحكي من خلاله الكثير .
الكتابة : فن صعب جدا ولو استخدمت لصالح الأمة لكانت النتائج ممتازة .
الخاطرة : فن قائم بذاته قل من يتقنه .
المقال : نص قوي يعطيك مالم يعطك الكتاب .. هو وجبة خفيفة ومفيدة .
القلم : كم ظلمناه ببوحنا وكم بكى وضحك معنا دون طائل ولافائدة متى نحسن له ؟
الأسرة : جذورنا تتحدث عنا وهى مصدر الدفء الذى لامثيل له .
الرجل : ظلم نفسه بكلمة حب فوقع أمام الجميع ولم يعد مثالا يحتذى إلا مارحم ربي .
الأمومة : كلمة كبيرة جدا جدا منها تصدر الأجيال .
الجوائز والتكريمات : مقصرون .. مقصرون .. مقصرون .
كتاباتك : وثيقة .
سوريا : بلدي وحبيبتي أتمنى لها الشموخ دوما .
مصر : أم الدنيا وأشكر من تواجد معي فى موقعي من أهل مصر الكرام وفي مقدمتهم الأديب الشامل الموهوب والذي أعتز به كثيرا وهو إبراهيم خليل إبراهيم .
الأمة العربية : أمة مغلوب على أمرها تلهيها اللقمة .
ما هي الحكمة التي دوما في خاطرك ؟
اتق شر من أحسنت إليه .
هل زرت بعض الدول وما هي انطباعاتك بعد زياراتك ؟
اعتبر نفسي زرت نصف الكرة الأرضية وتبين لي أن العالم واحد والإنسانية واحدة عبر كل العالم والاختلاف في منبع الثقافة والتوجيه والظروف المحيطة.
بيت من الشعر يتماثل أمامك ؟
قول الامام الشافعى رضى الله عنه :
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت وكنت اظنها لاتفرج
رسائل توجهها ريمة الخانى فلمن ترسلها وماذا تقول فيها ؟
ياعباد الله أفيقوا .. هذا النداء أوجهه للعالم كله .