الشهيد قدم حياته لأجل وطنه ولذا كرمه المولى عز وجل في كتابه الحكيم ومعجزة رسول الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما كرمته السنة النبوية المطهرة ومن شهداء الوطن البطل الطيار الملازم طلال سعد سعد الله وفي هذا الحوار مع شقيقه صفوان سعد الله نتعرف على المزيد .
قال صفوان سعد الله : شقيقي البطل الطيار الملازم طلال سعد الله من مواليد منطقة نصر الدين بمحافظة الجيزة وجاء ترتيبه الثالث بين الأخوة حيث يسبقه أسامة مدرس التربية الرياضية وعبد الهادى أحد ضباط القوات المسلحة الباسلة وبعد طلال كنت أنا ثم تيسير وكان الوالد البطل من رجال التعليم حيث عمل مدرسا ثم مفتشاً وأيضا الأخوال الخمسة كانوا من رجال التربية والتعليم وفى طفولة شقيقي البطل الطيار ملازم طلال سعد الله كان شديد الإعجاب بالقطارات وأصواتها أثناء مرورها وذات مرة سئل عن أمانيه عندما يكبر؟ فقال : أريد أن أكون سائق قطار وقد درس طلال في مدرسة العمرانية الابتدائية وواصل دراسته وحصل على الثانوية العامة من مدرسة الخديوى إسماعيل بالمبتديان وكان يحرص على القراءة والمواظبة على الدراسة ويعشق الأماكن المرتفعة ومذاكرة دروسه فوق سطح المنزل وكانت من أمانيه أن يسكن فى عمارة من 25 طابقاً وتكون شقته على سطح العمارة وخلال دراسته الثانوية كان يحرص على شراء الكتب والمجلات التي تتحدث عن الطيران وبعد حصوله على الثانوية العامة تقدم إلى الكلية الحربية ومعهد التربية الرياضية ومعهد العلاج الطبيعى وتم قبوله فيها ولكن دخل كلية الطيران عن طريق الكلية الحربية وكان متفوقا فى دراسته للطيران حتى أن والده سأله عن سر تفوقه ؟ فقال : التواضع يا أبى.
أيضا صفوان سعد الله شقيق البطل الطيار ملازم طلال سعد الله : في عام 1968 تخرج شقيقي في كلية الطيران وأجاد الطيران على مسافات منخفضة وشارك في معارك الاستنزاف وبرع وتفوق فى قصف مواقع العدو وبشجاعة فائقة وفي شهر نوفمبر عام 1969 حصل على نوط الشجاعة العسكري تقديرا لضربه مواقع العدو وتجمعاته ومستودعات ذخيرته فى سيناء وفي عام 1970 حصل على نوط الشجاعة أيضا تقديرا لشجاعته الفائقة فى المعارك الجوية التى خاضها ضد طائرات العدو وبعد عملية قام بها فى جو عاصف وظروف مناخية صعبة جعلت الرؤية غير واضحة ولم يخطر ببال العدو أنه يمكن لطائرة مصرية أن تغير عليه فى مثل هذه الظروف لأن أى طلعة من كلا الجانبين فى مثل هذه الظروف معناها انتحار الطيار وتحطم طائرته قبل أن يحقق أى هدف ولكن شقيقي البطل طلال حينما صدرت له الأوامر للإقلاع بطائرته لتدمير موقعا للعدو لم يتأخر وانطلق بطائرته ووسط هذا الجو شق طريقه على ارتفاع منخفض وشاهد بعض الأشجار والشجيرات على الضفة الغربية للقناة وهى تقتلع من شدة الرياح وبعد عدة دقائق كان البطل فوق موقع صواريخ العدو على ارتفاع منخفض وانقض على الموقع ودمره وتم قتل من فيه وعاد شقيقي بسلامة الله إلى ممر القاعدة وسط فرحة رفاقه الأبطال.
في سياق متصل قال صفوان سعد الله شقيق البطل الطيار ملازم طلال سعد الله : في الصباح الباكر ليوم الثاني عشر من شهر فبراير عام 1970 قام الطيران الإسرائيلى بالإغارة على مصنع أبو زعبل للصناعات المعدنية بمحافظة القليوبية وأسفرت هذه الغارة الغاشمة عن استشهاد سبعين عاملاً وإصابة 69 آخرين بالإضافة إلى تدمير المصنع وأيضا وضمن تصعيد الغارات الإسرائيلية على مصر للقبول بإنهاء حرب الاستنزاف وقبول مبادرة روجرز قامت طائرات الفانتوم الإسرائيلية والأمريكية الصنع فى الساعة التاسعة والعشرون دقيقة من صباح يوم الأربعاء الثامن من شهر أبريل لعام 1970 والموافق الثانى من شهر صفر 1390هـ بقصف مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بقرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية ونتج عن هذا العدوان الغاشم 77 شهيداً وجريحاً من المدنيين وإصابة 4 من العسكريين فعقد شقيقي على الأخذ بثأر شهداء مصر وقبل فترة قليلة من استشهاده كان يحرص على الصلاة في مسجد الأمام الحسين وعندما سأله والده عن السبب فى ذلك ؟ كانت إجابته : إنه أبو الشهداء ومن يدرى لعلى أحظى بالشهادة فيشفع لى عند ربى وفي يوم 21 أبريل عام 1970 صدرت الأوامر إلى شقيقي البطل الطيار طلال سعد الله للقيام بطلعة جوية لقصف مواقع صواريخ الهوك الإسرائيلية وبعد أن استدار البطل بطائرته ليعود لقاعدته بعد تنفيذ مهمته أصيبت طائرته ولم يكن أمامه إلا أن يقفز بالمظلة ولكن إيقن انه لا مفر من الاستشهاد داخل طائرته نظرا لاشتعال النيران بها ولم يفقد أعصابه واتخذ قراره وهو الاندفاع بطائرته إلى موقع صواريخ آخر وتدميره وسيطر على أعصابة والنار تكاد تلتهم كل جزء من أجزاء الطائرة وفتح اللاسلكي وقال للقاعدة : ( أنا في الطريق إلى قاعدة الصواريخ.. وداعا ).. واتجه ناحية الهدف الجديد واندفع بطائرته بأقصى سرعة وهى أشبه بقطعة من اللهب إلى قاعدة الصواريخ هوك وهوت طائرته فوقها بين ذعر جنود العدو ودهشتهم وأباد كل من فى الموقع من أفراد ومعدات واستشهد شقيقي البطل الطيار طلال سعد الله ويوم الثلاثاء الموافق 28 إبريل 1970 ومن جامع عمر مكرم بميدان التحرير خرجت ثلاثة نعوش ملتفة بأعلام مصر فوق ثلاثة عربات عسكرية لثلاثة من شهداء مصر من الطيارين الذين استشهدوا وهم يؤدن واجبهم على جبهة القتال وهم : البطل الشهيد طيار فاروق جاد الرب قنديل الذي أستشهد فوق رأس سدر بجنوب سيناء بعد تدمير مواقع العدو هناك يوم 19 إبريل 1970 والبطل الشهيد طيار طلال محمد سعد الله الذي أستشهد فى بالوظة بشمال سيناء بعد تدمير موقع صواريخ هوك يوم 21 إبريل عام 1970 والبطل الشهيد طيار محمد عبد الجواد الذي أستشهد بعد تدميره لطابور مدرع للعدو متحرك على الطريق الساحلى بين العريش ورفح فى عمق سيناء يوم 25 إبريل 1970 وتحول ميدان التحرير لكتلة متلاحمة من البشر الذين جاءوا للمشاركة فى الجنازة الشعبية التى تحولت إلى مظاهرة كبيرة تنادى بالثأر لدم الشهداء وشارك فيها أسر الشهداء وأنور السادات نائب رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر والفريق محمد فوزى وزير الحربية وعدد من سفراء الدول العربية وسار موكب الشهداء من مسجد عمر مكرم حتى جامع شركس وسط حشود بشرية ومشاركة للأهالى من شرفات ونوافذ البنايات على طول الطريق وبعدها نقلت الجثامين الطاهرة إلى مقابر الشهداء بالخفير على طريق صلاح سالم.
أيضا قال صفوان سعد الله شقيقي البطل الطيار الشهيد ملازم طلال سعد الله : أطلق على شقيقي الطيار الكاميكازي تشبيها له بالطيارين الانتحاريين في الجيش الياباني خلال الحرب العالمية الثانية وبذلك يعد شقيقي البطل الطيار الشهيد طلال سعد الله أول كاميكازي عربي وأطلق اسم البطل الشهيد الطيار طلال سعد الله على أحد الشوارع الكائنة بالقرب من مسجد نصر الدين بأول الهرم ولكن للأسف إزيل اسم شقيقي ونادينا كثيرا محافظة الجيزة ولكن لم يهتم أحد !!.