إلى من يسمعني في الصمت
إليك إلهي أبوح بما يثقل أنفاسي
أريد أن أبكي
حتى ينتهي مخزون الدمع من عيني
أنت أعلم بحالي أكثر مني؟
أنا طائر مكسور الجناحين
يغرد لإسعاد الآخرين، ويرقص على زجاج
الخيبات المتوغلة بين أركان روح متهاوية بالكاد تصلب نفسها على عكاز من قصب.
إلهي وجع الفقد لا يهدأ في داخلي
وغائبي يسكن تفاصيلي بحذافيرها
لا عقاقير تخفف وخز الحنين بقلبي
ولا حتى النسيان يجدي تصبيرا
قلبي أصبح فارغًا يا الله
ولا جبرًا كجبرك يا جبار
فهأنا أتمرغ أمام بابك الذي لا يقفل أبدا
أستعطفك أن تغمرني بالصبر الجميل..
إلهي يا سامع همسي
ثمة غصات تخلخل حنايا الروح
تغسل أهدابي بدموع مالحة
تمضي بي إلى أشجان الرحيل
تزرعني بين أزهار اللوتس
وتهزني ذكرى أبي فأعود من سفر موحش إلى مدارات اليقظة محملة بآهات الغياب وأنزوي مع أحزاني في زوايا الظلام حيث تعانقني ألطافك فينساب إلى أحشائي السلام ..
إلهي بقربك فقط تنقشع غيوم داكنة السواد من سمائي وأتلذذ بالأنس في جوارك الذي يسكرني بالعبادة وينقي مهجتي من خرائب الجوى المعشعشة بين أركانها..
في رحابك أفرد أجنحتي وأفضفض بكل ما يخطر ببالي بلا وجل، وكلما تلوت التسابيح صبحا ومساء دثَّرت مخاوفي بوشاح الأمان..
إلهي
كلما ذقت رضاب الاستغفار تسلل شعاع الرضا
إلى فؤادي المكلوم بالتوق منذ فراق لا تنساه ذاكرتي الهائجة بأمواج الشوق للغائب الحاضر وتكاثف حول عنقه رذاذ التسليم لأقدارك.
شكرا يا الله لأنك إلهي
شكرا لأنك تذكِّرني بك كلما غفلتُ
شكرا لأنك لا تفتأ تهديني لسبيل الرشاد..
شكرا لأنك تصرف عني عثرات السوء..