..و لكن مررنا بجانب مدينتكم
فشممنا بالغسق رائحة الأنس
تدغدغنا
لبى القلب ما كان خافيا
رحل عنا ولم يتوان
أيا صاحبة الدار هل من إطلالة
تشفي السقيم العليلا
مالت بنا الشمس و إنحنت
ذكرني الغروب بما كان في أماسينا
يا صاحبة الدار يا عشق قسنطينة
هل تركتي الدار و نسيتينا
لبى الندا كل جارح فينا
و تدفق الدم في العروق
كئيبا حزينا
و مشينا و الغصة كالغصن تراودنا
و القلب منفطر من شوقه يناغينا
ايا صاحبة الدار هل هو الطريق
أم ضللناه فتهنا
قالت وكأنها سمعت نجوانا
لكم مني هذا المساء الحزين
و حكايا الجدات في هذا الليل الطويل
إتبعوه فالنجم العابث في الافق
يعرف سري و يكتب عني
و يبدع ألحانا
دمعة دمعتان و كانت دموع
من الشوق ذابت
و تلاشت مواويلا
أيا صاحبة الدار يكاد الهوى يفنينا
هلمي الينا
إشفقي فما عاد الصبر يواسينا
بعيدة انت و الظلام يحاصرنا
انت النور
فإكتملي بدرا يضيء ليالينا
قالت امرأة بالجوار و الركب مرتحل
وداعا احبتنا
فالود موصول
ولكم منا سلام ماحيينا
ركبنا الطريق على عجل
وتركنا الدار اسيفينا
نظرت بعيدا في وجل
فبان التيه عراجينا
يا صاحبة الدار اذكرينا
فإن هب ريح قولي
كان هنا الغالي فالله يحميه
حتى يرجع الينا.