حسين علي غالب
يا له من يوم مرهق للغاية .
أنني جائع و مستعد أن أكل خروف بأكمله الآن .
و عطشان أيضا و أريد شرب عدة أكواب ممتلئة من الشاي اللذيذ الساخن.
أتقدم مع صديقي نحو دكان القرية لكي نشتري منه أي شيء يوقف جوعنا و عطشنا حتى نصل بعد ذلك لبيوتنا.
أقف بالقرب من الدكان ، أمد يدي في جيبي لكي أخرج أجري اليومي المتواضع ، فيجب علي أن أشتري لصديقي الطعام فالبارحة هو أشتري لي تفاحتين من الدكان.
أجد أمرآة طاعنة بالسن قبيحة الشكل للغاية تقترب مني و أول مرة أراها في القرية .
أشعر بالخوف و الهلع يتسلسل إلي من هذه المسنة و المخيفة بنفس الوقت .
تمد يدها نحوي و نحو صديقي ، و تقول بصوت ممزوج بالتعب و المرض : ساعدوني أرجوكم فأنا جائعة و مريضة .
أعطي أجري الذي كنت امسك به بيدي إلى يدها الممتدة ، و أقولها بصراحة ليس حبا بالمساعدة و حزننا عليها بل خوفا منها و لكي تبتعد عني .
ارتسمت ملامح الغضب على وجه صديقي ، و وبخ المتسولة بكلمات جارحة و قاسية للغاية .
تقدم صديقي نحو الدكان لكي يجلب طعاما له و لي ، و إذ أجد المتسولة تركز على صديقي بنظراتها الثاقبة .
لقد ثبتت المتسولة في مكانها كأنها صنم ، و بدأت للاحظ أن وجهه يزداد قبحا ..!!
أسمع صديقي يصرخ بأعلى صوته ..!!
التفت نحوه غير مهتما بالمتسولة المخيفة ، و إذ أجده مرميا على الأرض يصرخ من شدة الألم بأعلى صوته .
أتقدم نحو صديقي لكي أساعده ، و إذ أجد ظهره ينزف دما ..!!
أمسك يد صديقي و أقوم بإيقافه بكل ما أوتيت من قوة .
أتجه أنا و صديقي نحو المركز الصحي القريب من الدكان و هو غارق بدمائه .
أرمي صديقي على السرير وصرخاته تهز المركز الصحي .
يخرجني الطبيب من الغرفة لكي يرى ما الذي أصاب صديقي ..؟؟
تمر الساعات و أنا منتظر خارج الغرفة .
يخرج الطبيب و هو متعب و منهك و ينظر إلي و يقول : من أطلق رصاصة على ظهر صديقك ..؟؟
أصبت بالصدمة من سؤال الطبيب و قالت له : لم يطلق أحد رصاصة على صديقي لقد كان متوجها للدكان .
لم يهتم الطبيب بما قالته و يرد علي : للأسف صديقك تعرض ظهره لإصابة بالغة .
أن صديقي بالتأكيد تعرض لإصابة بالغة فكمية الدم الذي نزفها و صراخه و ألمه ليس من فراغ، و لكني متأكد أن للمتسولة المخيفة دور بما تعرض له صديقي فإصابة صديقي برصاصة في ظهره لا تدخل عقلي بتاتا ..!!