حيدر الاسدي / من هو صدام فهد الاسدي الإنسان قبل أن يكون شاعرا وأستاذا جامعيا؟؟
صدام الاسدي / صدام الاسدي دعبل الخزاعي الذي حمل بالأمس خشبة صلبه أينما سار معترضا على قهر الزمن وأنا احمل خشبتي معادلا شعريا تعني الحياة والموت
لي شعر يتنفس بالخوف
أخشى ان يصلب قبلي
لو صلبوا الشعر صلبوا الخبزة في كفي
الإنسان كلمة كبيرة لم اصل بعد إلى مرافئها البعيدة فلو كنت إنسانا له حقوقه لماذا حرمني الزمن من حقوقي أما الشاعر فهذا وسام لا استحق بعد تعليقه على كتفي فهو اكبر مني اما الأستاذ الجامعي فقد سهل الباب أمام الداخلين لهذا الطريق الصعب فبامكانك أن تنال نجمة في السماء كي تصبح أستاذا بمعنى الكلمة لا اللفظ وليس الأستاذ ورقة سهلة تباع في سوق الأوراق-انه ليس شهادة تعلق على الجدران وتحفظ في الأضابير والشهادة لاتزين حاملها وإنما الرجل هو من زان شهادته منصبا ومكانا وهي جواز عبور لمرا فيء القراءة فقد أوشكت على الأستاذية ومازلت قائلا أني أول من ينتمي لدورة في سلامة اللغة
وكل طريق أتاه الفتى على قدر الرجل فيه الخطى
حيدر الاسدي / كيف تبلورتْ بدايتك مع الشعر وما هي المواقف التي تخص ميدان الشعر والتي واجهتك بالحقب المظلمة؟
صدام الاسدي / كما وصف المسيح عليه السلام نفسه (أنا خبز الحياة ) وصلب في محاولة من البشر للانتقام ولكن صلبه حياة للموت وهو القائل ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله
لقد كتب علي مرض الشعر صغيرا وعشقته طفلا وشابا وكهلا منطلقا من قول الإمام علي عليه السلام (العشق مرض ليس فيه اجر وعوض) أحببت الشعر مرضا دافئا أتحمل طعناته وخسارته لأنه يقول ما يعجز عنه الكلام فهو هاجس طفولي شب في جسدي ونما تجربتي وشخصيتي ولا مفر من قدري الشعر فبامكانك ان تدرب ألف بل مليون لاعب كرة في اليوم ولا تستطيع في شهر واحد أن تصنع شاعرا بل أن تأخذ شهادة الدكتوراه في اللغة العربية ولا تكتب بيتا واحدا بدون أن يكون قدرك الشعر واثبت لك بالدليل أن هناك شاعرا لا يقرا ولا يكتب كتب ديوانا شعريا عموديا خالصا نقيا من الزحافات فما السر في ذلك؟ وهناك أستاذ في الآداب حفظ الأدب العربي كاملا يقول لااستطيع أن اكتب بيتا بحياتي فالشعر مرض خطير وأرجو أن تفرق بين الشاعر والناظم فالفرق بينهما مثل السماء والأرض مسافة
حيدر الاسدي / أي الجوانب من شعرك تعتقد ركز عليها النقاد وأيها التي قد تركوها؟
صدام الاسدي / اذا ما دخلت نافذة ضوئية لمساحات شعري وبدأت تتفحص تصيدات النقاد وتحلق في فضاءات الأدباء فلا تقف على جهة واحدة فقد تذوق شعري الأغلبية منهم الدكتورة هدى صحناوي والدكتور قصي الشيخ عسكر والناقد محمد سمير والناقد توفيق الشيخ حسن والأستاذ الأديب ضياء الدين احمد والشاعر عباس الحساني والشاعر عبد الزهرة لازم شباري ياسر جاسم قاسم والناقد سالم القريني والشاعر ربيع عودة والقاص حيدر المشكور والدكتور الشاعر مازن المازني لا تحضرني الذاكرة الان فقد عبروا عن هواجسي وأصابوا الهدف حقا والأخص منهم الدكتورة هدى من جامعة دمشق في اثني عشر بحثا ولا أقول أنهم درسوا دواويني الخمسة حتى الان ففيها الكثير من الرؤى ولكن يبقى المستقبل كفيلا بدراسة تلك الاضاءات التي تركتها شاعرا وناقدا طوال خمسين عاما متواصلة
حيدر الاسدي / ما هو الأسلوب الذي تتبعه في كتابة قصائدك ولمن تقرأ من الشعراء؟
صدام الاسدي / كما لا تسأل البحر والنهر على اصدق قطرة فيهما لاتسالني ان احدد أسلوب كتابتي والجمهور المتلقي له الانطباع الذي يختار وأجيب على الشق الثاني من السؤال فقد اقرأ لجميع الأدباء شعرا ونثرا ورواية وقصة ومسرحية وفلسفة ولا اترك أثرا كي اجمع خلاصة تجربتي فتجد المسرح في قصائدي وتجد السرد وتجد الإيجاز اما الشاعر الشاعر الذي ظل يرن كالجرس في مخيلتي وتجربتي فهو العملاق ولا اسميه الشاعر الجواهري ثم حسين مردان ورشدي العامل وكل شاعر شريف مات حبا لوطنه واكره الدجالين حتى لو أصبحوا أنبياء الشعر
حيدر الاسدي / كلمنا قليلا عن رحلتك في مشوار دراسة الماجستير والدكتوراه كيف كانت؟
صدام الاسدي / قد يفرط الشاعر حينا بالموهبة ليتخلص من قيود الابتزاز السياسي ويطير بعيدا دون مليء الشروط على المؤسسة القاسية فقد جعل الزمن الشعراء في عزلة ولكي يكسروا قفص السجن ليفروا إلى وسيلة بديلة للدراسة نحو الاسوء لا الأفضل كما رأيت فقد حسدت أم أولادي معلمة عام 1972 وألان في هذا العام اجر إصبع الندم لأني حلقت من عشي إلى عش جديد ليس فيه سوى البكاء على الإطلال والصراخ في عنق الزجاجة والنفخ في طبل مثقوب على أرصفة التعب وقد طوتني الرحال بعد حرمان من الماجستير لعدم بعثيتي 12 عاما وأنا الاول على الكلية والقسم عام 1983 والفضل لله أولا وللدكتور اياد عبد المجيد ابراهيم الذي قبلني متميزا في الشعر ودرست الماجستير على يد الأستاذ الشاعر الدكتور قصي سالم علوان وأديت أمانة للشاعر الكبير رشدي العامل عندما التقيت به عام 1969 ووعدته ان أكمل دراستي وكان عنوانها رشدي العامل دراسة فنية عام 1995 وقد طبعت الرسالة كتابا عنوانه نحت في ضباب رشدي العامل عام 2008م وقد أديت الأمانة لصاحبي الشاعر أما الدكتوراه فهي قصة القصص فقد بت مرفوضا من البصرة التي ربتني واتخذت الرحال إلى النجف مدينة العلم والعلماء ودرست أطروحة البصرة في الشعر العراقي المعاصر درست فيها شعراء البصرة وغيرهم من قالوا شعرا في البصرة وبينت أسباب قصائدهم وإغراضهم وفنهم الشعري واشرف على الأطروحة الأديب الدكتور سعيد عدنان المحنة خليفة الدكتور جواد الطاهر بقدرته الرائعة وتمكنه من لغته وأدبه
وطويت الرحال الى البصرة عام 2000م وكرمتني بعدم نشر خبر حصولي على الدكتوراه حسدا من محررها وكادرها حتى أصبحت أستاذا مساعدا في بحثي عن الشاعر الفحل الجواهري بدرجة الامتياز في بحثي الموسوم مسارات الجدل في شعر الجواهري عام 2005م
وها أنا اعد محطات الانتظار لدرجة الأستاذية
حيدر الاسدي / قال عنك ضياء الدين احمد حسين (استطاع الاسدي أن يدجن هذيانه بالإبداع الشعري والنقدي ,انه لا يستطيع العيش بلا شعر أو كتابة نقدية يفرغ فيها عصير عقله ولوعة قلبه) ماذا يعني لك هذا؟
صدام الاسدي / ما أروع الهذيان من اجل وطني والناس فلا يعد عيبا ومادام الأستاذ الأديب ضياء الدين قد أطلق عليه إبداعا وانا افرغ شحنات همي الدائم على أقفاص الالم وازرعها على انية ورقية لا طائل منها سوى الهم والغم ماذا افعل في مرض الزمن والحيرة قد سرطنت جسدي والشكوى قد استفحلت في رؤاي كم تمنيتها أن تكون أقواس فرح وشظايا أمل ولكنها تحولت الى مقاصل انتحار وخيبة بعد ان جعل الوطن مسرحا للعيون الزرق وتهادنته عصابات الخرافة ومزقته تيارات الفتن فكاني ارجع مقهورا منزويا محتفظا بقول الإمام علي عليه السلام (كن في الفتنة كالابن اللبون لاظهر فيركب ولاوبر فيسلب ولاثدي فيحلب) من هنا غامرت في الحفاظ على رغيف خبزي اعني شعري قائلا”
مالي أغامر في تمزيق قافيتي خمسين عاما لأسقي خبزتي شرفا
هي الرجال محال ترتقي شرفا ذلا أراها وهزت للردى كتفا
يرف عمرنا مثل النخل مرتفعا يرى السعادة لو قصوا له السعفا
أني كالنخل ازداد شموخا كلما قصوا خبزتي وقطعوا وتين كتابتي
وهنا تزخر أمطار كتابتي بغيوم ترفد من عقلي ولوعة قلبي الطافح بالحرمان والأسى
حيدر الاسدي / كتبت مقال (ألقاب البصرة الفيحاء في اقوال الشعراء) تناولت فيه البصرة . فهل نالت البصرة حصة من التسمية في شعرك؟
صدام الاسدي / هل تسمح لي أن أقول بان العراق والبصرة ولدا من رحم واحد ومنهما قفز الإبداع ومنهما تألقت الحضارة فان قلت البصرة ثغر العراق فانظر لأهمية الثغر في تشكيلة الجسد الكبير فقد شخصت في بحثي الألقاب التي ذكرت اسم البصرة علما وتاريخا مجيدا وللبصرة حصة الأسد في شعري فما تكاد تجد ديوانا بل قصيدة من كتابتي إلا وكانت البصرة مرفأ اخضر يدور في بوابات عالمي الكبير وقد نشرت إبان الثمانينات قصائد في الصحف العراقية تتحدث عن البصرة التي قال فيها الرشيد سمعنا فاذا كل ذهب الدنيا وفضتها لا يعادل ثمن نخيل البصرة فما قولك بالبصرة ميناءا وسيابا ولكن ديوانا واحدا باسمها لم يلد بعد لان الإحباط القهري من التاريخ يرسلني إلى مقصلة تحتاج الدفاع عن ارضي وتاريخي ومعتقدي حتى الموت
حيدر الاسدي / ماذا يعني الرقم في شعر الشاعر صدام فهد الاسدي؟
صدام الاسدي / هذا السؤال يفترض صناعة شعرية ادري بها وأنت تعرف أن المرض لا يعلن عن ساعة وجعه وان النبضات لا تعلن مبادرة للحظة ما فكيف اعلم بالرقم ولا ادري كيف تنسرح الأفكار في فمي قل ان القران يعكس في أعماقي دلالة أشارية تضل في ذاكرتي وعن طريق الإلهام والتوجع تنعكس هذه الرؤى وتظل في قزح أفكاري شعلة فالرقم لا يبتعد عن مخيلتي وقد درس الشاعر الدكتور قصي الشيخ عسكر دراسة تفصيلية عن الرقم في شعري بامكانك الرجوع إليه في النور ورابطة أدباء الشام والمثقف وقد وعدني بطبع كتاب عن شاعريتي عند مجئيه للعراق قريبا
حيدر الاسدي / كتبت في سيرتك الذاتية (ليس عندي سوى العراق -والشعر خبزي اليومي) كم تحب العراق والشعر؟
صدام الاسدي / لا يوجد من يجيب على هذا السؤال أبدا كم أحب العراق فلو قضيت العمر في لحظات السعادة والألم لما وصفت العراق حبيبا فاني استميت واضحي لوطني بالشعر والكلام وقد قلت في مقابلة سابقة لأحد السائلين ايهما أجمل عندك الغرب ام البصرة فقلت أن بقعة جافة في البصرة اكبر من العالم كله ويمين الله لقد توفرت الفرص لرحيلي من العراق ولكني كالسمكة أموت لو خرجت من مياه وطني فيا وطني زدني عذابا ازدك حبا فأنت وطن طاهر وفهد والأجداد كلهم والأحفاد فكيف أقاوم الدنيا بالرحيل أما الشعر فهو خبزي اليومي ومن شاء أن يمنع الشعر فليمنع الرغيف وهو الشرف الرفيع الذي أباري به الزمن مادمت حيا
حيدر الاسدي / مجموعتك الاولى ( محاجر الغسق ) صدرت بعد عسر طويل؟
صدام الاسدي / لقد صبرت على عذاب وطني كثيرا وحرمت من مرابده أربعين عاما وذبحني الجلاد من الوريد ولم يترك وسيلة الا وحاربني بها حتى تجمعت دواويني ولكني صبرت وحين جاء الفرج بعد عام إلفين وثلاثة طبعت أول الإجهاض محاجر الغسق وأنت تدرك جيدا أبعاد التسمية لماذا محاجر ولماذا الغسق دلالتان على عمق السجن الذي دخلت ولم اخرج منه مهمشا حتى اليوم لاني شاعر لااساوم على حب وطني ومبادئي وسأبقى ضاربا خيمة غباري في صحراء قاحلة كي يبقى اسم العراق مرفرفا في قامات العلى وبشائر السؤدد واعلم أن الوطنية لا تكتسب اكتسابا فهل سمعت بنوري سعيد سموه رجلا هاربا بعباءة الخذلان ولكن عندما ابث لك هذه القصة تتألم لهكذا وطنية تسكن الأعماق قال لطلابه في كلية القانون كيف تلفظون اسم وطنكم قال احدهم العراق بكسر العين فقال له اخطات قل العراق بفتح العين لان عين العراق لاتكسر ابدا
هكذا حب الوطن مزروع في التراب ونحن خلقنا من التراب فكيف ننسى جذور خلقنا الارك ويعني العرق وجمعه أعراق
هكذا حلقت قصائد الغسق مثل طيور النورس لتشير مبشرة بالخير والامل
ورأيت طيور النورس تمضي
رغم شظايا الجهلاء
احمل اسباخ البحر هدايا لتلك الفقراء
من يحمل جثة هذا المنسي على باب الشعر
فانا أيها الاسدي حيدر ذلك المنسي الذي سوف يندم عليه وطنه يوما ويقول لقد ظلمتنه حقا واعني وطني مجازا أناسه وسلطته
حيدر الاسدي / ما قصة الرابطة الأدبية لأهل البيت والكتابين (في رحاب الشهادة و في رحاب كربلاء)؟
صدام الاسدي / لقد اعجبني سؤالك قصة الرابطة نعم هي قصة حقا وألا من يصدق ثلاثة أشخاص فقط يسهمون في ولادة عسيرة للفكر وهم يؤمنون كما يقول الكاظم عليه السلام(العمل القليل من العاقل مقبول مضاعف وكثير العمل من أهل الهوى والجهل مردود)*لقد أدركنا بان الحسين عليه السلام سفينة النجاة ولماذا نبقى تائهين بدون الحسين ما لذي ينفعنا فقد رفعت شعارا يقول:
الناس تقرا في الحياة بمربد وأنا اتخذتك يا حسين المربدا
ومعي الشاعر عباس الحساني وياسر جاسم وكونا الرابطة عام 2000م وكنا نقرا في الليالي الظلماء وأقولها حذرا لا خوفا من الطغاة لان الحسيني لا يخاف ابدا
وكبرت الرابطة وقدا صدرنا حتى الان خمسة دواوين صغيرة تحت عناوين مختلفة منها في رحاب كربلاء و في رحاب الشهادة وفي رحاب الحسين وأصبحنا الان اكثر من عشرين شاعرا منهم سالم القريني وضياء الحجاج وعبد العباس الهذال والدكتور فاخر الياسري والدكتور صيوان خضير خلف
وأقول لو تأملنا ماكتب على نطاق الشخوص في التاريخ كله لرأينا شخصية الامام الحسين تتعدى الوصف وتشغل مكانا كبيرا في عالم الخلود وتسكن فضاء الروح قبل الجسد وأكاد اجزم أن التاريخ سيعتذر يوما من الحسين لأنه قصر وتخلف كثيرا عن وصفه وتبيان تضحيته فحياة الحسين حياة الإسلام كله وروح الحسين هي روح محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام
لقد عشقنا الحسين ونعلم أن الكلمة عنه تتحول إلى بيدر من الذهب ونريد ان نعلق على صدورنا وسام الشرف
وتسألني الايام حب حسيننا بربك هل هذا الحسين له عمر
تمر الكبار اليوم في الذكر مرة وأنت الذي يسمو بعليائه الذكر
حيدر الاسدي / كم مجموعة شعرية صدرت لكم للان وما هي؟
صدام الاسدي / لقد منحني الباري عز وجل صبرا وأنا انطلق من الآية الكريمة وأوصيناكم بالصبر والصلاة
وقد صبرت على قهر وطني وعذاباته وحيرة شعبه وجهل أناسه وأمية الكثير ما جعلني أصدر الطيور الو رقية المسافرة إلى عيون وقلوب عشاق الشعر
الأول محاجر الغسق 2005م والثاني خيمة من غبار 2006م وهنا اصف وطني بات خيمة تلعب بها الريح والغبار والثالث لاشيء غير الكلام 2006م وهنا أشير الى لافتة تقول أما كفى الساسة الكلام بلا تطبيق والرابع ترهلات غيمة ذابلة عام 2007م وهنا اصف وطني قد غدا غيمة مترهلة بهذه الأفعال المنكرة والخراب المدمر
والخامس اسباخ على رصيف العب 2008م وتكفي الإشارة الى وصف الرصيف الممتليء بالاسباخ فمن أين يولد الفرح والأمل
ولي ديوان سادس سوف يصدر بعد شهرين عنوانه انهار ظمأى
وقد قدمت كتبا نقدية ثلاثة عن البصرة وشعرائها وعن رشدي العامل ولدي الكثير ولكن الظروف القاتلة تمنعني من العطاء منها كتب نقدية عن شعراء الناصرية حصرا عنوانه قناديل شعرية من سماء الناصرية وكتاب عن شعراء العراق منهم رشدي العامل والحصيري وحسين مردان واحمد الصافي النجفي ومصطفى جمال الدين والدكتور احمد الوائلي
حيدر الاسدي / بعيدا عن الشعر هل كتبت دراسات في القرآن؟
صدام الاسدي / كل البشرية عاجزة عن السمو الى القران فهو كلام الله المعجز فلانقترب من ضفافه ابدا ولكنها محاولات متواضعة من العبد الفقير وقد قدمت بحوثا منها دراسة عن هندسة القران ودلالات العدد القراني والرموز وبحثا عن الفكر الجغرافي الطبيعي في القران مع استاذ في كليتي يختص في الجغرافية وقد قدمته لبحث الاستاذية ولدي بحوث عن دلالة الانسان وتسمياته وعن فضاءات المدن في القران وعن المعكوسات القرانية مثل (كل في فلك يسبحون) واقول لك ان اختصاصي في الدكتوراه الادب الحديث وصدقني اشتركت في اكثر من عشرين مؤتمر ببحوث عن القران وقدمت دراسات في اذاعة الامل في البصرة عن مجريات اللغة وتاثرها ببلاغة القران الكريم واحب ان اذكرك باني ادرسعلوم القران وتفسير القران وبلاغة القران في الكلية المفتوحة وهذا مايزيدني شرفا ان انتمي خادما للغة القران كتاب الله المعجز
حيدر الاسدي / بحثك ( دراسة عن الضاد والظاء – دلالات الفرق واللفظ) هل تجد ضرورة في الاطلاع عليها للعاملين في مجال الأعلام والكتابة وطلاب اللغة العربية؟
صدام الاسدي / لماذا نبتر السؤال وعلي الإجابة بدقة فالمتلقي لا يعرف البداية لو قلت ماهي فكرتك عن الضاد والظاء باختصار شديد انه بحث قدمته للمجمع العلمي العراقي عام 2000م وقد رفض لاني بصري لا استحق الاعتراف ونشرت البحث في موقع انكيدو تستطيع الدخول اليه وخلاصته ان أي شيء مجهول في العربية يكتب بالضاد أخت الصاد وأي شيء مرئي وواضح يكتب بالظاء واجد ألف ومليون ضرورة لتفهيم الطلاب والأعلام بهذه الرؤى فلديهم خلط كبير بين الضاد والظاء
حيدر الاسدي / نشرت العديد من الدراسات عن الشعراء السياب والبريكان وغيرهم ماذا يمثل لك ذلك؟
صدام الاسدي / لو سالت عن السياب لوحده لماكفتني الصفحات فكيف تجمع معه البريكان وهل من السهولة الكلام عن شاعرين كبيرين وبحرين متلاطمين في سماء الحداثة الشعرية ولكن باختصار ان عمري كله ينبض شعرا وبحثا للسياب ولي قصائد مثبتة في الانترنيت والدواوين أما البريكان فهو فلتة الزمن وشاعر البصرة الأول بلا متحد
وأقول باستطاعتك أن تباري القارات السبع بشاعري البصرة السياب والبريكان في كفة راجحة طوال القرون القادمة
أيا سياب جئتك مستهاما وقلبي فيك يحتدم احتداما
فنم في القبر مرتاحا صديقي فان الشعر بعدك قد تدامى
حيدر الاسدي / سمعنا انك تستعد لنيل دراجة الأستاذية في جامعة البصرة ما عنوان بحثك وعن أي شيء يتكلم؟
صدام الاسدي / بعونه تعالى وبقدرته سوف أقدم بحوثي جاهزة في الشهر التاسع من هذا العام عنوانها تشظيات القلق في شعر السياب والثاني مهيمنة الظمأ في شعر نازك الملائكة والثالث الوسائل المادية في الشعر العراقي الحديث والرابع الفكر الجغرافي في القران
ولدي كتاب مطبوع عنوانه قلائد نقدية في شعر البصريين هذا ماهياته ويبق النجاح والتوفيق من الله العالي العظيم القادر المقتدر
حيدر الاسدي / الشعر في الوطن العربي والعراق الى اين؟
صدام الاسدي / انت تعلم بان الدكتور زكي مبارك قال يولد الشعر في العراق ويموت في مصر وتولد الرواية في مصر وتموت في العراق) من هنا تأكد بان الفحول في العراق قد عبروا سور الإبداع وأقحموا الزمن بعطائهم الخالد فالسياب والجواهري في كفة تقابلها من العرب نجوم الشعر الكبار الماغوط و ادونيس,والفيتوري ونزار قباني وكأني أرى الفحول قد رحلوا وظلت الساحة لفرخ النسر خالية
حيدر الاسدي / ما رأيك بالقصيدة التي تطرح اليوم في العراق وخاصة في مهرجانات المربد؟
صدام الاسدي / كلما مضى الزمن تأخر ميدان المنافسة الشعرية وتراجع للوراء فثمة شاعر يراوح في مكانه لآياتي بجديد وثمة آخر مبدع تحجزه عواقب النسيان فالأعلام يلعب دورا عنيدا فيرفع الرديء الى أعلى ويقتل المبدع وهذا ديدن الزمن العربي خاصة ولا أقول الغربي فثمة حرية للشعر الغربي لاخنق مسار الآخرين وثمة سلطة مزيفة تمنع الأديب وتشرنقه في قمقم مغلق أما المربد ففيه الجيد وفيه الرديء ولكل شاعر نصيبه من الإبداع والدنيا تدور ولا يضيع حق شاعر تنسخه الأيام وللأسف غدا الشعر الان حذلقات رياضية وطلاسم معتمة انقطعت فيها علاقة الشاعر بالمنصة وغدا الورق والوسائل الإعلامية لغة العصر وغاب صوت الشاعر ومشافهته الرائدة وأصبح الخواء الفكري مسيطرا وملئت الساحة بالأدب الغربي وصلوا له صلا وات الإعجاب والمديح حتى انتقل هذا للرواية والمسرح وغدا بعض الشعراء يسبحون في تهويمات غامضة ولا ادري لماذا نسبح عكس التيار وإمامنا بحر الشعر صاف كالعسل لماذا نحاصر المتلقي ونشطب ذائقته الشعرية ونبعد الأدب عن الواقع
الشعر لايموت
والشعراء يكثرون مثلما قد تكثر البيوت
وبين تمتمات البحر أو صفائه قد يكثر الياقوت
حيدر الاسدي / هل في الشعر دخلاء كما في الصحافة وماذا تعرف الأصوات النشاز؟
صدام الاسدي / في كل عمل ادمي دخلاء وليس الشعر لوحده ولكن الشعر نبوءة لا يدخلها أبدا إلا الموهوب وليكثر الشعراء ولكن أين المبدعون وهم قلائل فاعطني مثل السياب بديلا وللجواهري ابدا وان وجد فلا يصعد لقامته الشعرية واقول لك كأستاذ جامعي لقد أخذوا في السياب 110 رسالة وأطروحة ماجستير ودكتوراه ومازال السياب أرضا خصبة للكتابة وان قال لك احدهم لقد نبشوا السياب أقول لك ابدا فسوف تصل الاطاريح عنه الى ألفي رسالة والمستقبل يشهد لقولتي هذه أما الناظم الذي ينتظم شعرا لا يغير في خارطة الإبداع شيئا فليس النظم وضبط الوزن المشكلة بل الفكر والتأمل والصور والتجديد ولايهم الجواهري نعيق الضفادع وضابطي الوزن فقط فليأتوا بمثله بقصيدة عصماء تصبح نشيدا تردده الأجيال اما النشاز فموجود على الأرض حتى في الموسيقى أصوات نشاز وهي ام الذوق ولا يهمنا تلك الأصوات سوف تموت سريعا كما تنتهي رحلة الطبيب عندما يموت أما أبداع السياب فملك الجميع سوف يتجدد على مدى الأيام
حيدر الاسدي / حيدر الاسدي هل الشاعر الشاب بمستوى الطموح؟
صدام الاسدي / لا توجد في الشعر أعمار كما أشرت فالنابغة نبغ بعد الأربعين والآخرين مثله الشاب والكبير والكهل الشعر القوي ولا أنكر ثمة أصوات بعمر الشباب ربما تكبر ويخفت ضؤها وربما تتألق يبقى المبدع هو الذي يكمل المشوار او يسلم أوراقه للريح وأرجو عدم النظر إلى العمر قيدا على قوة النص فالشاعر حسن مرواني قال قصيدته وسكت ولم يسكت أكاديميا وإنسانا فالشعر كما قلت نبوءة لا يستحقها الا من أراده الله أن يكون مبدعا
لذا لااقدم كلمة للشعراء الشباب كما أسميتهم انت ولكني أقدم للشعراء ايما كانوا عليهم الابتعاد عن الجدب الفكري والارتقاء لمستوى المعاصرة والابتعاد عن الدوران في حلقات مفرغة والغوص في صحراء لا حدود لها والانطواء تحت رداء هذا الشاعر أو ذاك كل يصنع مجده بيديه
حيدر الاسدي / ماذا تعني لك الأسماء التالية:
العراق: خرير حبه شق الماء في جسدي ومن ترابه قوس الحب قد نشبا
كل عاصفة تهدأ إلا حب العراق عاصفة دائمة أين تسربت الريح وأين احتدم البرق وأين سقط المطر-الدنيا قلادة والعراق عين القلادة
البصرة:
مرا فيء طفولتي المهشمة بغبار الحرمان حيث ولدت عنيدا لا اكف عن الصراخ في براري مدينة لا تتوقف عن رحى الدوران-البصرة نبضات قلبي أن اثبت الطبيب فيه نبضات صادقة-كل حبيبة عشقت كل طفل يتيم كل بيت مهدم كل شاعر مهمش تعني البصرة الأبدية
السياب: في البصرة ميناءان اولهما السياب والثاني ميناء البصرة
نازك الملائكة: المراة الشاعرة العظيمة التي اخترقت سور الرجال وثبتت رايتها في زمن الحداثة وتركت للزمن خنساءا جديدة لا تنوح على صخر بل تنوح على الوطن
ألجواهري: فحل الشعراء ومتنبي العصر وشاعر عباسي ولدته أمه خطا في العصر الحديث وعلى حد قول المرحوم الطاهر (انك لا تستطيع ان تعرف الجواهري بأكثر من انه الجواهري شاعر فقط وفي قولك شاعر أشياء كثيرة جدا اقلها الفطرة) وأقول أن النصف القادم من هذا القرن على الأقل لآياتي بجواهري أخر ابدا
فدوى طوقان: شاعرة فلسطينية رائدة استحقت ان تفرض نفسها الشاعرة على وديان النسيان وان تسجل مع أخيها طوقان موقفا شعريا متميزا
دكتور محمد طالب الاسدي: شاعر وصديق مبتعد عن المنصة والظهور يحترم نفسه ولا يبيع ماء وجهه للدنيا ولا يصاحب المفلسين شعريا بل يعرف الانتقاء ديدنه الصمت ويبحث عن أسرار نوابية جديدة تعجبني كتابته الهادئة وغضبه العارم
دكتور صدام فهد الاسدي:
أنا ملك الأحزان دون منافس وقد ابتليت مذ امتلكت يراعا
الى حضرة الاستاذ الكبير صدام فهد الاسد
انا أحد العازفين والمنشدين في فرقة الاتحاد العام لشباب العراق – البصره – قضاء ابو الخصيب 1983_1984.. والتي كان يقودها الاستاذ الفاضل …..
وكل ما أذكره الان بعض من منلوجاته المضحكه والتي كان يغمر بها الفرحه البهجه في أنفسنا رغم القصف والرعب الاتي من ايران
….. أستاذي انت كنت ولم تزل في قلبي … ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عقيل محمد
انا اقر واعترف لقد رأيت دوواوين استاذي والذي كان ساكن في قضاء التنومه عام 1983 وكان الغباروالتراب قد حصل عاى كل مايريد منها
كانت مجرد روزم من الورق مصطفاة .. لامن شره ولامن باع
غقيل محمد