وصفت منظمات مدنية مهتمة بحرية الصحافة ما يتعرض له الصحافيون في العراق بـ «المخطط الخطير» الذي يهدف إلى إخلاء منطقة معينة من الوجود الإعلامي للتستر على «جرائم فساد وإرهاب»، فيما كشفت عن هجرة عشرات الصحافيين إلى خارج البلاد.
ويتعرض الصحافيون في العراق إلى تصفيات جسدية واعتداءات مستمرة منذ عام 2003، وبدأت تتصاعد وتيرتها خلال الأسابيع الماضية، لا سيما في محافظة نينوى التي شهدت مقتل خمسة إعلاميين خلال شهر واحد ومقتل صحفي في محافظة البصرة.
وأعلن مدير إذاعة محافظة الأنبار، أمس، عن إحباط محاولة لاقتحام مقرّ إذاعته من قبل مسلحين ملثمين وسط مدينة الرمادي.
وأكد مدير مرصد الحريات الصحافية في العراق زياد العجيلي أن «ما يتعرض له الصحافي في البلاد، وخصوصاً في محافظة نينوى، يأتي ضمن مخطط خطير تم الكشف عنه قبل أكثر من عام حينما تم نشر اسم 44 صحافياً تنوي الجماعات المسلحة تصفيتهم».
وتابع العجيلي «الأمر المؤسف أن السلطات العراقية لم تتخذ أي خطوات حقيقة لحماية هؤلاء بل إنها لم تحذّرهم من هذا المخطط، وأكثر من ذلك، فإن بعض عمليات الاغتيال يجري تحت أنظار القوات الأمنية».
وأضاف: «الدوافع وراء عمليات الاستهداف متعددة. وبحسب المعلومات المتوافرة لدينا فإن جهات سياسية تقف وراء بعض العمليات للتغطية على جرائم فساد، أما الجماعات المسلحة فإنها تريد تفريغ الموصل من الإعلاميين تماماً».
وأشار العجيلي إلى أن «أكثر من 40 صحافياً غادروا مناطقهم خوفاً من الاستهداف ومعظمهم استقر في تركيا وإقليم كردستان».
وزاد: «إذا لم تتمكن الحكومة من اتخاذ الاجراءات المناسبة لحماية الإعلاميين بالسرعة القصوى فإن الأمر سيزداد سوءاً وتعقيداً خصوصاً في الأماكن المضطربة.
في غضون ذلك، أكدت الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحافيين، أمس، أن نينوى تُعتبر المدينة الأخطر على حياة الصحافيين.
وأضافت في بيان: «رغم تحذيراتنا إلى الحكومة المحلية والأجهزة الأمنية في محافظة نينوى حول ضرورة توفير بيئة آمنة للصحافيين وفتح تحقيق رسمي في الجرائم الاخيرة والتهديدات التي طاولت الصحافيين في محافظة نينوى إلا أن الجميع يتهرب من مسؤولية توفير الحماية للصحافيين.