
توفى الفنان التشكيلي العراقي رافع الناصري، السبت 7-12، عن عمر ناهز الـ73 عاما، بعد صراع مع مرض العضال. ونعت الاوساط الثقافية والفنية في العراق الفنان التشكيلي الذي توفي فجر يوم السبت، في العاصمة الأردنية عمان.
ويعد رافع الناصري واحد من أهم الفنانين العراقيين المعاصرين، الذي امضى مسيرة تمتد الى اكثر من خمسين عاما في الفن والجمال وكان علامة فارقة بين الرسامين العراقيين وتشير الى ريادته لفن الطباعة في العراق والعرب والى انه يعتز بتاريخه، والى أن الكثير من أعماله ذات مدى بعيد في التجريد، وأنها تبقى ذات روح عراقية ومرتبطة في البيئة المحلية للفنان ومخزون ذاكرته الشخصية، فتبرز في الكثير من لوحاته ثلاثية النهر والسماء والنخيل.
قدم الناصري للفن التشكيلي العراقي الكثير من القيم والأبداع الراقي، يصفه البعض بأنه رﺟﻞ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ، الذي لا تكل ﻋﯿﻮﻧﻪ ﻋﻦ اﺳﺘﻘﻄﺎب ﻣﺌﺎت اﻟﺼﻮر ﻟﯿﻀﻌﮫﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﻮﺣﺔ وأﺻﺎﺑﻌﻪ ﻻ ﺗﻤﻞ ﻣﻦ ﺗﺤﺪي اﻷﺟﺴﺎد.
اخر معارضه كان استعاديا احتضنها المتحف الوطني الاردني للفنون وحمل عنوان “رافع الناصري.. 50 عاما من الرسم والطباعة”.، ضم اكثر من 90 لوحة فنية مختلفة الاحجام وهي بعض من اعمال انجزها الناصري منذ بداية مسيرته الفنية عام 1960 في بغداد وعمان والصين،وتميزت اعماله بأساليب جمعت بين الرسم الزيتي، والتخطيط والحفر على الخشب والزنك، والتقنيات الطباعية المختلفة، وهي تمثل تجربة الناصري الابداعية، وريادته في فنون الطباعة عراقيا وعربيا على مدى خمسين عاما مضت.
ولد الفنان التشكيلي العراقي رافع الناصري في مدينة تكريت عام 1940، ودرس في معهد الفنون الجميلة في بغداد من عام 1956 حتى عام 195، وفي الأكاديمية المركزية في العاصمة الصينية بكين من عام 1959 حتى عام 1963، وتخصص في الغرافيك (الحفر على الخشب)، وفي عام 1963، أقام أول معرض لأعماله في هونغ كونغ، وبعد عودته إلى بغداد، درس في معهد الفنون الجميلية إذ كان فنه واقعيا تشخيصيا.
وسافر الناصري إلى البرتغال في العام 1967، ودرس الحفر على النحاس في (غرافورا) لشبونة، في هذه الفترة اكتشف جماليات الحرف العربي وأدخلها في تكوينات تجريدية، كما أكتشف الاكرليك واستعمله بدلا بدلا عن الألوان الزيتية، و بعد عودته إلى بغداد في العام 1969، أسس جماعة (الرؤية الجديدة) مع عدد من الفنانين العراقيين، وشارك في تأسيس تجمّع (البعد الواحد) مع شاكر حسن آل سعيد
وترك رافع الناصري بغداد في عام 1991، ودرّس في جامعة إربد في الأردن وساهم في 1993 بتأسيس محترف الغرافيك في دارة الفنون في عمّان، وأشرف عليه لبضعة سنوات، وفي 1997 درّس في جامعة البحرين وأصبح مديرا لمركز البحرين للفنون الجميلة والتراث، وأقام في المنامة عام 1999 معرضه المهم (عشر سنوات… ثلاثة أمكنة)، ثم عاد وأقام في العاصمة الأردنية عمان مع زوجته الكاتبة والشاعرة والناقدة الفنية مي مظفر.