حسين علي غالب
ما أجمل هذه الأرض الشاسعة .
تبارك الله فيما خلق أنها أرض جميلة و على سفح الجبل و تنفع للزراعة و الرعي بنفس الوقت .
أن أهل القرية يذهبون مسافة ليست بالقصيرة من أجل الزراعة و الرعي ، و يجب أن أجد حل سريع فأنا مختار القرية و هم سلموني زمام أمور القرية بأسرها .
كم أتمنى أن أستخدم الأرض الجميلة فهي قريبة للقرية و قريبة “”لكفري “”أيضا ، و لكنها أمنية صعبة التحقيق فلقد سمعت من كبار القرية بأنها مزروعة بالألغام منذ الحرب العراقية الإيرانية .
أخرج من كوخي الصغير و أذهب إلى أكبر رجل بالعمر في القرية أكيد أنه ما يزال يدخن بشراهة و سوف يفتح موضوعه المعروف و المكرر عن شبابه حينما كان يسمع “”حسن جزراوي”” و يدخن علبة سجائر “”سومر أسود”” و كيف أن له صولات و جولات حينما كان ” “بيشمركا”” لا يشق له غبار .
أصل إليه و يبدأ بإعادة شريط حياته فأحرك رأسي كعلامة أنني مستمع و مهتم و معجب بما يقوله و لكن العكس هو الصحيح طبعا.
ينتهي من الحديث و يبدأ بإخراج سيجارة من جيبه فأقول له حدثني عن الأرض الجميلة و التي يقال عنها أنها مزروعة بالألغام ..؟؟
يحرك الرجل العجوز رأسه و يصمت لنصف دقيقة و يقول : لقد رأينا الجنود العراقيين و الإيرانيين يتواجدون هناك و لهذا توقعنا أن يكونوا قد زرعوا هذه الأرض بالألغام فهذا شيء معروف عنهما .
لم أصل إلى إجابة وافية و كاملة و تركت الرجل العجوز يدخن بشراهة .
تقدمت بخطوات بطيئة نحو الجبل لكي أطلع عليه من بعيد .
أصل إلى الجبل و أتفحصه و لكن من دون أي نتيجة ، و إذ أسمع شخصا يصرخ بأعلى صوته : قف أيه الحمار.
التفت إلى الخلف و أجد حمارا يجري بسرعة و يصل إلى الأرض الجميلة ، أؤشر بيدي لصاحب الحمار و أقول له : ما بك ..؟؟
يرد صاحب الحمار وهو يستجمع قواه : لقد أتعبني هذا الحمار و لقد ضربته بالعصا حتى هرب مني .
خطرت ببالي فكرة وهي أن أستخدم الحمار لكي يستكشف الأرض ، و حينها سوف أكتشف أن كانت مزروعة بالألغام أم لا .
أخذت العصا من صاحب الحمار و بدأ صاحب الحمار يصرخ على حماره بأعلى صوته مهددا إياه ، و أنا أرفع العصا و أحركها عاليا و حينها بدأ الحمار بالتقدم في الأرض و كلما يتقدم أنا أتقدم خطوة أو خطوتين داخل الأرض بهدوء شديد .
نجحت فكرتي و بدأت أحرك الحمار هنا و هناك و حينها شعرت بحلاوة النجاح و الانتصار و هكذا يمكنني أن أوجه أهل قريتي لكي يستخدموا هذه الأرض و أن كانوا خائفين فليستخدموا حمارا لكي يستكشفها .