ذاكرة الصحافة البصرية بقلم: عبد اﻻمير الديراوي
ربما نكون في زحمة العمل ونحن نواصل المسيرة الصحفية في رحلتنا الطويلة معها قد انشغلنا عن استذكار اسماءعديدة كانت قد أوقدت لنا المشاعل لتنير طريقنا الذي بدأناه مبكرا ..ففي مدينتنا التي تعتبر واحدة من اقدم المدن التي عرف الناس فيها حركة الصحافة بعد صدور صحيفتها (بصرة)عام 1889 وهو اﻻمر الذي يجعلها من المدن الرائدة في هذا المجال . ولو عدنا الى اوليات تلك المسيرة نجدها حافلة بالكثير من التجارب واﻻصدارات الصحفية المتميزة التي سبقني الى ذكرها العديد ممن أرخوا لحركة الصحافة البصرية وتعرضوا لتاريخها …وودت هنا اﻻن ان اترك التاريخ واتحدث عن اسماء عرفتها الصحافة في مدينتي وعرفوا هم بها وبعملها حيث لم تكن اهم مهنة غيرها كوني من جيل رافق مسيرة بعض اﻻسماء وتتلمذت بين ايديهم ..وحصرا في مرحلة الستينيات من القرن الماضي ..حيث كنت ما زلت اواصل الدراسة المتوسطة في ثانوية اﻻقتصاديين المسائية فكنت اتوق الى اﻻنخراط في ميدان الصحافة بعد ان تمرنت على الكتابة في النشرات المدرسية ..كنت اطلع على الصحافة البصرية التي تصدر رغم ان معظمها تصدر اسبوعيه مثل جريدة الخبر والمنار والثغر وغيرها لكن الدولة في حينها فكرت باصدار جريدة يومية في البصرة هي (الخليج العربي) بهدف مواجهة اﻻمتداد اﻻيراني نحو الخليج حيث كانت تنشر مقاﻻت مهمة تحت عنوان (الخليج عربي وليس بفارسي) ويقود ذلك التوجه القوميون العرب في زمن عبد الرحمن عارف الذي اطاح بحكم البعثيين بعد 9اشهر من استتلائهم على السلطة بانقلاب عسكري وقتلوا معظم قادة ثورة 14 تموز1958بما فيهم الزعيم عبد الكريم قاسم.
ومع اشتداد رغبتي للعمل الصحفي ظهرت امامي هذه الجريده فاندفعت نحوها حاملا بعض اوراقي عن ملاحظات جمعتها من هنا وهناك ودونتها في دفتري المدرسي فاقتلعت اﻻوراق ﻻضعها بين يدي الاستاذ سجاد الغازي مدير تحرير الجريدة الذي استقدم ﻻدارتها من بغداد ووجدت المرحوم مهدي اصف الديراوي يجلس عنده ايضا مما شجعني على اﻻفصاح عن رغبتي بالكتابة للجريدة تسلم الغازي تلك اﻻوراق ووعدني بان يقراها وربما ينشر ما يجده صالحا ..خرجت فرحا من مكتبه وبقيت انتظر نشرها فبقيت اشتري الجريدة كل يوم علني اجدها منشورا وبعد ان اصابني الياس وجدتها منشورة في احدى الصفحات بعد تعديل بسيط ادخله عليها ..فقد تشجعت على التواصل مع الجريدة كان ذلك عام 1964 ومع مرور اﻻيام اختارني ان احرر صفحة الطلبة في الجريدة لكنها صفحة اسبوعية فلقد كانت فرحتي كبيرة . غير ان.سحاد الغازي عاد الى بغداد وعهدوا بادارتها الى المرحوم الصحفي مهدي آصف الديراوي الذي اختار للجريدة كادرا صحفيا من البصرة ﻻصدارها يوميا وهي الجريدة الوحيدة التي صدرت يومية في البصرة ولم يدم الوضع فيها مدة قصيرة حتى تم تعيبن محيي الدين العنبكي وهو من بغداد مديرا لها وانتقل مقرها الى بناية مديرية اﻻرشاد فانتسب اليها زكي صالح الشمخاني وحطاب العبادي وسامي حمادي واسعد العاقولي ونوري لفته وكنت انا اضافة لتحرير صفحة الطلبة اعمل مع المرحوم نوري لفته بتحرير الصفحة الرياضية وبعد ان انتهت مرحلة الخليج العربي واغلقت بامر من الدولة بقيت التقي مع العديد من الصحفيين في البصرة وتعرفت على المرحوم كامل ابراهيم العبايجي صاحب جريدة الخبر وعبود شبر صاحب جريدة النهار والمحامي رجب بركات الذي اصدر جريدة البريد مع مهدي أصف الديراوي ورجب هو شقيق الصحفي البصري المعروف عبدالعزيز بركات صاحب جريدة المنار والذي انتخب نقيبا للصحفيين العراقيين .المركز العام لكنه تم تغييبه من قبل السلطة بعد عام 1968.
وودت هنا ان اشير الى جريدة الثغرالتي اصدرها عام 1933 شاكر النعمة واستمرت حتى عام 1973 والتي شاركه في اصدارها علي حسين الدوغجي وكان يعمل في الجريدة الصحفي والشاعر المعروف عبد الرزاق حسين وهو من ابرز الصحفيين المهنيين الحقيقيين في تلك المرحلة والذي كان يحرر مختلف الصفحات في الجريدة في حين يعمل فيها كذلك بهجت اﻻنكرلي وعبد الحافظ المظفر وفي الواقع ان مرحلة الستينيات لم تفرز مجموعة كبيرة من الصحفيين غير الاسماء التي ذكرناها كانت تحصر العمل في الصحافة بمجموعة صغيرة لكنها تعتمد على استكتاب عدد من الشعراء والكتاب في المحافظة لتوزيع نتاجاتهم على صفحات الجريدة ..وهناك عدد من الصحفيين غير المتفرغين للعمل الصحفي مثل يوسف يعقوب حداد وهو اديب وصاحب مطبعة حداد الشهيرة انذاك وبكر العمر وعدد من الكتاب المعروفين مثل جواد الشيخ حسين والمؤرخ حامد البازي . انا الخط الثاني فهم مجموعة من اﻻسماء مثل عبد الجليل الضامن وزكي الشمخاني ومهدي كنش بدوي وعبدالمجيد الشيخ وعبد الصاحب الشيخ وعبدالحميد الشيخ وخليل بدوي وحطاب العبادي ومحمد جواد شبيب ونوري لفته وعبدالله نجم السعد ..هناك اسماء عديدة امتهنت الصحافة في تلك الفترة لكنها لم تتواصل مثل سعد حسين السالم اضافة الى عدد من اصحاب الشهادات ومعظمهم من المحامين الذين توضع اسماؤهم في الجريدة حسب قانون المطبوعات النافذ في خينها والذي ينص على ان امتياز الجريدة ﻻ يمنح اﻻ لذوي الشهادات ومنهم كامل السريح وكاظم الكتيباني وكاظم جباره الذي ترأس تحرير جريدة الجنوب الرياضية يعاونه المرحوم محمد جواد شبيب وغيرهم ومن الجدير بالذكر ان اﻻستاذ احسان وفيق السامرائي كان قدر اصدر عام 1963 جريدة وعي الجماهير التي لم تستمر طويلا وكان رئيسا لتحريرها وهو احد ابرز الصحفيين الشباب حينها.
ومع امتداد العمل وتزايد عدد الصحفيين في البصرة وتوجه الكثير من الشباب للعمل في الصحافة برزت الحاجة الى فتح فرع لنقابة الصحفيين في البصرة فقد نهض بتلك المهمة الصحفي كامل العبايجي مع مجموعة من الصحفيين وتأسس الفرع في 15/1/1971 وتكونت الهيئة التأسيسية من الزملاء كامل ابراهيم العبايجي ومهدي آصف الديراوي وعبدالرزاق حسين وعبداﻻمير الديراوي وعبدالله نجم السعد وحطاب العبادي وبهجت اﻻنكرلي وعبد المجيد الشيخ ومهدي كنش بدوي وخليل كنش بدوي وشنشول سلمان عامر وجواد الشيخ حسين وعبد الحافظ المظفر وزكي الشمخاني ..وغيرهم فيما انتسب الى النقابة بعد ذلك وفي المرحله الثانية عدنان اللعيبي ومحمد صالح عبد الرضا وجواد كاظم محمد ويوسف يعقوب حداد واسعد العاقولي وامير الحلي وعصام سالم ويوسف السالم وعبد الحسين الغراوي وفاروق حمدي وعدد اخر من الصحفيين ممن تم قبولهم كمشاركين في النقابة والمرحلة التي ذكرتها لغاية عام 1974.