ليلى مهيدرة:
حين يلتف الصقيع بأرصفتي
وتفرغ الكؤوس أجراسها خواء
وتهب رياح الفراغ داخلي
أكون كالعراء
أتلمس العراء
وأعلنه قداسي
ومعبدي ونسكي
حتى لا أكون
فالأزمنة المتفردة فيَّ
تتشكل مني
وتشكلني
فنكون لا شيء
بعض فقاعات هواء تناثرت
وتلاشت في الفضاء
وأنا الباحثة عني
في الأماكن الهاربة من تاريخي
المتبعثرة من ضياعي
المعترفة بعدمي
والمكتنزة لبقايا الأصداف
على رمال عائمة
أجاهد فيها عيشي
وموتي
أرسم عليها ملامح وجهي
لعل العابرين بالمكان يدركون
مروري
ووجودي
لكن الأسلاك الطفيلية تسترق كينونتي
وتغرقني في العدم من جديد
كأنما لم أكن
كأنما لم أبعثر الخطى
كريشة فقدت طيرها
واستسلمت لريح صيفية جافة
تعبث بها
تعليها وتخفضها
وتستبقي منها غبارا تنثره بالعيون
حتى لا تبصرها العيون
تلك أنا
والقادم مني بلا ماض
يتقمص الصراخ لغة
والأنين معجما متفردا
فتسقط لغة الضاد على جنباته
صرعى
قبل أن تعلن جحودها له
وتعلن لا شرعيته
لا وجوده
لا كونه
وتعلنني منبوذة الزمن الجاحد
أكسر المرايا عمدا
حتى أتعدد فيها
وتتعدد انكساراتي
تتموج تجاعيد الأزمنة فتعيد رسمي
بمساحيقها المبتذلة الألوان
الباهتة الرؤى
لعلها تقنعني بأن لي وجها
من غبار
اتمسك به وأعيد رسمه
استعرضه
لعلي أراني من جديد
أو لعلي اخلق لخطوي
وقعا
ولو من وهم
12/12/2013