رمزي عقراوي:
أيها الكورد الفيليون…
أنا لم ابك آسفاً …!
لظلام ليل المغتصب الطويل !
ولا لغطرسة الطاغوت
على كرامة الوطن – العليل
المثخن بتقيحات الجرح الأليم
والطبع الهزيل …
بل ابكي .. لمرأى أشبال أبرياء
قد ضلوا السبيل
للانعتاق من ويلات الحروب
وشر التقتيل
للخلاص من الدمار المميت
وهول التضليل
مضرجون بدمائهم الزكية
دون جميل !
وقد علقوا – ظلمأ –
على أعواد المشانق والتهويل!
********
أيها الكورد الفيليون …
أنا لم أبك…
لابطال ينشدون المستحيل
ولا لارض الرافدين…
وقد خُليت من ابنائها …
لبطش – فرعون الذليل!!
بل ابكي ..! لجيل قد خان
قضيته المفعمة بالذهول
لقوم تاه منذ قرون …
بين شعاب الظلم والخمول !
*****
أيها الكورد الفيليون
…أنا لم ابك…
لحرمانك من حقوقك المشروعة
ولا لاستبداد الطغاة …
بعقول جماهير أًمتي المخضوعة
لأهواء الطاغوت المجدوعة !!
بل ابكي لفتيات طاهرات
يغتصب أعراضهن الأدنياء !
لمزارع تلتهبها النيران الآكلة
للآكام بأشداق خرساء !
لأطفال ، ونساء، وشيوخ …
تحطم المفخخات جماجمهم في الظلماء
لطيور وبلابل … وعصافير …
تطاردها القنابل في البطحاء !
لزهور وورود يانعة
تذروها الرياح العفنة الهوجاء
لغدائر .. ورياض …وأشجار
باسقة … وسحب بيضاء!
لمساجد وصوامع وكنائس
يرفع فيها اسم ( الله ) …
كل صباح .. ومساء!
*******
أيها الكورد الفيليون
…أنا لم ابك…
لشظف العيش الذي يحيا فيه الفقراء
ولا للظلم الاسود !
الذي ترعرعت فيه امتي الشماء !
بل ابكي … عندما …
أرى الطاغي المستكبر يزجر البسطاء
حين أراه يكربج …
ظهور المتعبين والكادحين …
لأجل خاطر الدخلاء …
والغرباء !
********
كلما هب في العراق
(( طالب الحق ))!
يدعو شعبه الى الاصلاح !
أتهموه – باطلاً – (بالخيانة والعمالة )
لجيوب – غريبة الوشاح!
وحاربوه سراً وعلانيةً لاسكات
صوته الهادر المنبعث في البطاح !
هكذا (الحق المشروع) يتيه
في لجج الفوضى وضجيج الاشباح
هكذا الشعب يغفو- مطمئناً-
في سكرة الكرى – دون فصاح!
عن رأيه في غث وسمن …
ما يقوله (أولوا المزاح ) !!!
حيث سحقتنا – ظلماً وعدواناً-
أنياب الذئاب … والكلاب !
وعصائب أهل الضلال
وضروس (الثعلب السفاح) !!!
فكيف لا ينزف دماً قانياً…
قلبي المغمور بقيح الجراح ؟!
وكيف لا يبكي … صامتاً…
بعبرات تذوب حتى فجر الصباح ؟!
فيلقى بالطغاة المستبدين
تحت أقدام تباشير اللّياح
********
فأنت يا عراق وطني الحبيب
وملء كياني … وأفراحي!
غايتي القصوى … التضحية
لكرامتك الملأى بزهر الاقاح
حيث لم أذعن لظلم المأجورين
ابداً في بكرة الصباح …
ولم ابال بما سيفعله …؟!
الممسكون بزمام أشرعة الرياح !
وانْ سفكوا دمي …
وهو مباح لثغر العراق الصداح
وبما أن هذا عصر … قد
تفشت فيه (عنصرية السفاح)
((غير أني أرى من خلاله شمساً))
ستنير شعاب الظلام كالمصباح
وقد غدر الزمان أُمتي !
لكنها سترد يوماً مجدها الوضاح-
بكل بأس شديد
من همة (صنديد)!؟!
بعزم الكفاح
ضد المستعبدين الاُلى …
حكموا شعوب العراق بقوة السلاح !
فتشرق الشمس ضاحكة
على بيادر المزارع والفلاح
وتضيء أرجاء العراق الجميل
بأنوار السرور وعبق الافراح
وتنير الدروب المظلمة …
نجوم التآخي وأقمار الصباح !