“الجهاد أن تحمي شعلتك ..”
نسرين حمد/كاتبة فلسطينية
يمسك بيدي وأعبر
أسير بمحاذة الفرات
الطيور فوقي وأنا أشتهي أن أطير
أكاد أستبق الهواء
أرتقع قليلا
لكنه يهمس: أنت لا تتحملين قلبا زائدا!
حين تطيرين تموت الشعلة
يصبح الماء بلا رغبة
والنهايات السعيدة تقذفها الزجاجات
.
.
أنخفض قليلا حتى ألتصق بقلبي
أطرق بيوتا طينية بأصابعي
أقول لها: تحمَّلي فرحك. هاكِ القميص
فتدمع الشمس في عينيه!
يمسك بيدي وأعبر
هذه المرة فوق الفرات أعبر
غير نادمة من الغرق
النهر “شاعر عظيم”
في الممر اللانهائي سيقول لي:
هاتي قصيدتك
لأُري العالم آثار زهر اللوز في فم العشاق
ورسم الحناء في كفوف الحوريات
كل الحروب يا ابنتي ستنظر إلى وجهها في ماء يلمع!
أعبر..
..وأعبر
هناك في ضفة الله
يفرش القرويون سجادة الصلاة
يفترسون نمير عينيه
فيهطل المطر
زخة
زختان
والثالثة كانت عنيدة
لا يوجد هناك بائع مظلات
هناك فقط دبيب للحب.
ينام تحت الصخور ولا يعوي
أنا والليل الراكد في أسرار الأغنيات الحزينة
أنا وكل العشب المبتل
أنا وكل العراق
وكل تلك الوجوه الناتئة من القصيدة
أمسكنا بالشعلة
دون النخيل كانت صدورنا عارية
عبرنا والمطر يخطئنا
لن نندلق إلاَّ على كتفه
يقول:
أدمني العبور إليكِ
أحرقي العالم بحبك العراقي
أنا أنتظرك!
……..
* والدي الجليل الشاعر/ يحيى السماوي/ حفظه الله