* إلى بلقيس الملحم
قال:
.
.
خبَّأتُ وجهَكِ تحت أجنحةِ القمرْ
ياسُبحة الملكوتِ في رئةِ السَحَرْ
وتلوتُ فاتحةَ الغرامِ تصوُّفاً
للحرف تستجلي مفاتنك السُّوَرْ
عيناكِ ناعستانِ مثل غمامةٍ
الشوقُ برَّحها وأتعبها السهرْ
عيناكِ فاضحتانِ حباً غافياً
تحت الرموشِ فحرِّري ماقد ظهرْ
ثوري ربيعاً بعثرينيَ سوسناً
فوق المروجِ على التلال على النهَرْ
شفتاكِ مثل الأرجوانِ نديَّةٌ
كرزيّةٌ كم يُشتهى قطْف الثمرْ
شفتا دلالٍ بل هيام مُولَّعٍ
قلت :ائتيا طوعاً جزاء مَنِ ابتدرْ
جناتُ عدنٍ ..أنهرٌ مِن كوثرٍ
ذي لذةٍ للشاربين ومستقرْ
فرضابُك -المسكوب دفئاً-زمزمٌ
وأنا الغريقُ بضفَّتيكِ إذا انهمرْ
فلْتهرقي كلَ الكؤوس صبابةً
وعذوبةً حتى يطيبُ لنا السَّمَرْ
وجناتكِ العنَّابُ تزهرُ في دمي
تأوي الفؤادَ إذا تقاذفهُ الكدرْ
والجيدُ يشرقُ كالشموسِ على المدى
فتقلَّدي كل الكواكبِ كالدررْ
ذا شعركِ الغجريُّ شالٌ دافئٌ
ينسابُ نوراً في السماء إذا انتثرْ
بُنيَّةَ العينين وجهكُ آيةٌ
قدسيةٌ بيضاء تُبهر مَن نظرْ
صوفيةَ الهمساتِ بوحكِ رقصةٌ
رعشاتُ أنغامٍ بِبوصلةِ القَدرْ
ورسمتُ فوقَ الموجِ نبضةَ عاشقٍ
فالماء لي وطنٌ تشظَّى وانتشرْ
عُلِّمتُ مالم تعلمي محبوبتي
بالحب يُكشف كل حرفٍ مُستتَرْ
بلقيسُ ياهبةَ الجمالِ تدلَّلي
كم في هواكِ يطيبُ لي تعبُ السفرْ
آتيكِ طوعاً آصفيَّاً قبل أنْ
يرتدَّ طرفُكِ ساحراً كلَّ البشرْ
لولاكِ ماانتفضَ اليراعُ قصيدةً
لولاك ماحجَّ الشعور ولااعتمرْ
الحبُ في لغتي مُدوٍ مثلما
مزمار داوودٍ يدوِّي في المدرْ
قالت:
الحبُ في زمن الجفاءِ خطيئةٌ
-في قريتي-الذنب الذي لايُغتفرْ
والحب في زمنِ الدماء كَلعنةٍ
تباً لمن غال الورود على الشجرْ
فهلمَّ نبتكر الزمانَ برقصةٍ
وهوىً نغنِّي بين أروِقةِ القمرْ !!
حوراء الهميلي
7_10_1435