حضارة خادعة ومنخدعة
تخفي همجية بنيوية مقنعة،
تنتحر على سور البربرية..
تعلو شغاف الوجوه المقيتة
مساحيق الصرع الحقيرة
وطلاء العيون الإسمنتية
وتجاعيد المقصلة الخبيثة
في أعجاز نخل مريضة..
يتلاومون على الخطيئة
التي حفت بأول الخليقة..
تشيح مآقيهم عن الحقيقة،
تملي شياطينهم الشريرة
بالخوض وصقل الوتيرة
على كل جبهات الرذيلة،
بأورام النفوس البغيضة
والوحمات السامة الوليدة..
كل يمد عنقه لأداة الجريمة
و لا يعبأ بالصدور الشريدة
و لا بوأد الطفولة الطريدة
في دماء تفوح بها البسيطة..
لا تشاؤم في الآفاق البعيدة،
لا تفاؤل في الوعود القريبة،
و لا “تشاؤل” في القريحة،
إلا حيرة من أمر الوسيلة
تجود بها السماء الرحيمة..
طه حسن – المغرب