طه حسن :
الذعر والعنف.. شرارات العمى السريرية،
والأنانية تنمو في مرجل خضراء الدمن..
يهوي جوف الإنسان إربا في منبت السوء
ويفقد أبعاده في الشتات المطبق بالاغتراب..
تنوء وحدة الشيء والكائن عن معادلة السر،
وبوليميا الإفلاس تذكيها بيروقراطية الظلم.
تنشطر حضارة البؤس على محك الضمير
ويسدد الطغاة زنادهم للزرع والضرع،
بين الحتميات والنسبيات يتصيدون بالزنيم
ويستهترون في كثافة الزمن بمئات القرون،
ليرسو الهلاك عند مرافىء البر والمحيطات
ويأتوا على حنجرة الكوكب الطنان الكليم
حتى إذا ما زال الدمار زفت إليه المبيدات..
أطغاهم غرورالسيد الوهمي على الطبيعة
و الأحياء ونبش الأموات لينشدوا الهمجية،
لهم الحياة والموت بحق الكائنات يزعمون.
مدائن في فتن أخرست الأفواه والقوانين.
لم تترك عنجهيتهم الطنان سابحا في فلكه،
ولم يستعجلوا زحزحته عن شهب الجحيم،
بتخسير الطبيعة و بتر الجذور يتبجحون،
في أمر ذوات البشر والحيوان يستفتون..
على أجنحته تكالبوا و لم يلقوه إلا صيدا
وحشروا له محنا وإحنا نصبوا منها قيدا..
لم يخجلوا من مقولات الذل والعلل والعار،
في كومة دخان تنصهر الهامات إلى النار
و لا يضيرهم إن سجروا البيئة وما لها..
ترحم السماء كل الأكوان وهم لا يلوون،
فتلٌوا الكوكب الطنان للجبين و يشتهون،
ونخاعه يرتعش أزمانا على حافة النحر،
وشفرة غير حادة تلقيه على شفا الرمس.
و لسؤال “الإنسان الحفيد” ماذا يبتدرون؟ !